حملة موريتانية ضدّ "العبودية العقارية"

حملة موريتانية ضدّ "العبودية العقارية"

10 نوفمبر 2014
ثلاثة أيام عمل الحملة التوعوية (Getty)
+ الخط -

أعلنت حركة المبادرة الانعتاقية "ايرا" بموريتانيا عن تنظيم قافلة لتوعية الأرقاء السابقين، حول ما أسمته "العبودية العقارية" ببعض المناطق الزراعية بالجنوب من البلاد، لمدة ثلاثة أيام.

وتعني "العبودية العقارية" حسب الحركة -التي تناهض العبودية- "استغلال الأرقاء السابقين لأراضٍ زراعية يمتلكها أسيادهم، مع أن ريع هذه الأراضي تعود ملكيته إلى الأرقاء السابقين، إلا أنهم لا يستطيعون استغلال هذه الأراضي دون موافقة ملاكها".

وقالت الحركة، في بيان لها، إنّ القافلة التي تبدأ اليوم الإثنين وتنتهي الأربعاء المقبل، تهدف إلي الضغط على الحكومة من أجل تمليك "الأرقاء السابقين" المزارع التي يعملون فيها، بحيث تكون الملكية مطلقة دون وسيط.

وأشارت الحركة إلى أن هؤلاء "الأرقاء السابقين أصبحوا يواجهون مشكلة أخرى تتلخص في مصادرة أراضيهم وتمليكها لبعض رجال الأعمال لاستغلالها لأغراض زراعية ذات أهداف تجارية"، بحسب البيان.

وطالبت الحركة السلطات الموريتانية بـ"إصدار قانون عقاري جديد يستند على أحقية ملكية الأرض لمن يستغلها ويُحييها".

ويثير موضوع الرق جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية بموريتانيا، حيث تتهم جهات حقوقية سلطات البلاد بـ"التستر" على الظاهرة، في حين ترى الحكومة أنها تبذل جهوداً كبيرة للقضاء على مخلفات الرق.

وقبل عدة أشهر، اتخذت الحكومة الموريتانية سلسلة من الإجراء للقضاء على مخلفات العبودية تحت اسم "خارطة الطريق" التي تتضمن تطبيق 29 توصية خاصة بمحاربة "الرق".

واعتبر مراقبون أنّ خارطة الطريق تطال مجالات قانونية واقتصادية واجتماعية، وتشكل خطوة أكثر عملية في محاربة هذه الظاهرة.

ويعود تاريخ الجدل حول العبودية في موريتانيا إلى السنوات الأولى لاستقلال البلاد بداية ستينيات القرن الماضي، حينما كانت العبودية تنتشر بشكل علني، بين كافة فئات المجتمع الموريتاني، سواءً تعلق الأمر بالأغلبية العربية أو الأقلية الأفريقية.

وجاء أوّل إلغاء حقيقي للعبودية في عام 1982 خلال حكم الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، لكن وبعد مرور سنوات، يقول نشطاء حقوق الإنسان، إنّ حالات عديدة من العبودية ظلت قائمة، وممارسة بشكل فعلي في أنحاء موريتانيا، فيما تؤكد السلطات أنها تبذل جهوداً مكثفة لعدم عودة هذه الظاهرة مرّة أخرى.

و"إيرا" هي حركة حقوقية تأسست في 2011 وتتبنى بشكل خاص قضايا الأرقاء السابقين بموريتانيا ويرأسها بيرام ولد أعبيدي الحقوقي الموريتاني البارز (ينتمي لشريحة الأرقاء السابقين).

دلالات