حصيلة وفيات كورونا عالمياً تتجاوز 140 ألفا

حصيلة وفيات كورونا عالمياً تتجاوز 140 ألفا

17 ابريل 2020
تعاني الدول الأوروبية وأميركا من تزايد الوفيات (Getty)
+ الخط -
وصلت حصيلة وفيات فيروس كورونا الجديد إلى أكثر من 140 ألف وفاة حول العالم، بينهم ما لا يقلّ عن 32 ألفًا في الولايات المتحدة، لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر رغم ذلك أنّ "الوقت حان" لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي.

وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقلّ عن 141127 شخصاً في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، وفق حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسميّة الخميس حتى الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش.

والدّول التي سجّلت أكبر عدد من الوفيّات في الـ24 ساعة الأخيرة هي الولايات المتحدة (4505) والمملكة المتحدة (861) وفرنسا (753).

وسجّلت الولايات المتّحدة أكثر من 660,000 إصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس وأكثر من 32,000 وفاة، لكنّ هناك مؤشّرات ظهرت على تباطؤ الفيروس، بخاصّة في ولاية نيويورك الأكثر تضرّرًا.

وأعلن ترامب الخميس أنّ الوقت حان "لإعادة فتح" الاقتصاد الأميركي الذي توقّف جرّاء انتشار وباء كوفيد-19، تاركًا أمر اتّخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الصدد لحكّام الولايات الخمسين.

وأوضح ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أنّ إعادة فتح البلاد ستتمّ على مراحل "ولايةً تلو أخرى" وعلى أساس معطيات "يُمكن التحقّق منها" لتجنّب موجة جديدة من الفيروس.

وقال ترامب "استنادًا إلى أحدث البيانات، يتّفق فريق الخبراء لدينا الآن على القول إنّه يُمكننا بدء المرحلة المقبلة من حربنا، والتي نُسمّيها: إعادة تشغيل أميركا".

وحكّام الولايات الخمسين الذين كانوا اتّخذوا سابقًا تدابير مختلفة لحجْر المواطنين، سيتّخذون الآن الإجراءات الواجب اتّباعها لإعادة فتح الاقتصاد، لكنّ الحكومة الفدراليّة نشرت "توصياتها" بهدف إرشادهم.

وتنصّ التوصيات التي تُشكّل خريطة طريق، على مراحل ثلاث يمكن اتّباعها على أساس معايير دقيقة. وقال ترامب "نحن لا نعيد فتح (الاقتصاد) بشكل مفاجئ" بل "خطوةً بخطوة، بحذر"، مشيرًا إلى أنّ الحكّام سيتمكّنون من تبنّي "نهج خاصّ يستجيب للظروف المحددة في ولاياتهم".

وفي فرنسا، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس أنّ هناك فجوات في إدارة الصين لأزمة فيروس كورونا، قائلا لصحيفة "فاينانشال تايمز" إنّ "هناك أشياء حدثت ولا نعرفها". وتُضاف تحفّظات الرئيس الفرنسي على تعامل بكين مع أزمة كوفيد-19، إلى الشكوك التي عبّرت عنها لندن وواشنطن. وحذّرت المملكة المتحدة الصين، الخميس، من أنّها يجب أن تُجيب على "أسئلة صعبة حول ظهور الفيروس ولماذا لم يتمّ وقفه قبل الآن".

كذلك، كانت إدارة ترامب اتّهمت بكين بأنّها "أخفت" خطورة الوباء عندما بدأ في الصين.

وفي بريطانيا، أظهرت بيانات وزارة الصحّة الخميس وفاة 861 شخصًا إضافيًا في المستشفيات جرّاء الإصابة بكوفيد-19، وذلك قبل أن تعلن الحكومة مساء تمديد إجراءات الحجر. ووصل مجموع الوفيات الآن إلى 13729 وفق بيان صدر الخميس عن وزارة الصحة.

من جهتها، سجّلت فرنسا 753 وفاة بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ما يرفع إلى 17920 الحصيلة الإجماليّة للوفيّات على الأراضي الفرنسيّة، وفق مدير الصحة العامّة في البلاد جيروم سالومون. وحذّرت منظمة الصحّة العالميّة الخميس من أنّ أوروبا لا تزال "في عين الإعصار" بالنسبة إلى تفشّي فيروس كورونا، في وقت قرّرت حكومات عدّة، أو تعتزم، تخفيف إجراءات العزل المفروضة في إطار مكافحة الوباء العالمي.

وقال مدير فرع أوروبا في المنظمة هانس كلوغي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت عقده في كوبنهاغن، إنّه بالرّغم من "رصد مؤشرات مشّجعة (...) فإنّ عدد الحالات المعلنة خلال الأيام العشرة الأخيرة في أوروبا تضاعف تقريبًا ليُقارب المليون".


وحضّت المنظّمة الأمميّة قادة الدول الأوروبّية على "عدم التراخي"، والتثبّت من أنّ الفيروس تحت السيطرة قبل رفع القيود. وفي تأكيد على أنّ الفيروس لا يزال يمثّل تهديدًا كبيرًا للقارّة العجوز، قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إرجاء العرض العسكري السنوي في الذكرى 75 للانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وقال بوتين في كلمة متلفزة خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي، إنّ "المخاطر المرتبطة بالوباء الذي لن يصل إلى ذورته (في 9 أيّار/مايو)، لا تزال مرتفعة جداً وهذا لا يمنحني الحق بإطلاق تحضيرات العرض وغيره من الفعاليات الجماهيرية".

ويخضع أكثر من 4,4 مليارات شخص في العالم، أي قرابة 57% من سكان الكوكب، للعزل حالياً أو لحال الطوارئ، أو تُرغمهم السلطات على البقاء في منازلهم. والثلاثاء قالت منظمة الصحة إن "العالم يقف عند منعطف"، وأوصت برفع إجراءات العزل ولكن بشكل تدريجي، لتجنّب موجة ثانية من الإصابات.

وتشعر دول أوروبية عدّة بالقلق جرّاء التداعيات الدراماتيكية للقيود على اقتصاداتها المتوقفة، وقد بدأت تطوير خططها لتخفيف إجراءات العزل، حتّى إنّ بعضها خفّف عددًا من هذه التدابير متذرّعًا بتباطؤ أعداد الأشخاص الذين يتمّ إدخالهم إلى العناية المركزة والمستشفيات.

وأعلنت سويسرا الخميس رفع إجراءات العزل بشكل "بطيء" و"تدريجيّ" اعتباراً من 27 نيسان/إبريل، بعد تباطؤ الوباء في البلاد التي أحصت أكثر من ألف وفاة.

من جهتها، فرضت بولندا وضع أقنعة واقية في الأماكن العامة، فيما يُعيد بعض المتاجر فتح أبوابه في ليتوانيا. وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض متاجرها قريبًا، على أن يأتي دور المدارس اعتبارا من 4 أيّار/مايو.

وعاد حوالي نصف التلاميذ في الدنمارك إلى مدارسهم الأربعاء بعد إغلاق استمرّ شهرًا. كما أعادت النمسا فتح متاجرها الصغيرة غير الأساسية الثلاثاء. وأعادت إيطاليا الدولة الثانية الأكثر تضرّرًا في العالم، وبلغ عدد الوفيات فيها 21 ألفا و645، فتح بعض هذه المحال.

في إسبانيا، (19130 وفاة)، استأنف قسم من العاملين أعمالهم في المصانع وورش العمل الإثنين. لكنّ العمل من بُعد لا يزال سائداً حيثما أمكن ويُرجّح تمديد العزل إلى ما بعد 25 نيسان/إبريل.


في ما يخص التراخي الحجر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب على بلده والولايات المتحدة "التعاون في مواجهة الجائحة". واشتكى رئيس بلدية موسكو من عدم احترام الحجر في العاصمة التي تمثل البؤرة الأولى للوباء في البلاد، وقال "للأسف، الوضع لا يتحسن، مواطنونا يسيرون في الشارع، يتجولون، يذهبون إلى ملاعب الرياضة، إلى المتنزهات، وينظمون حفلات شواء".

وفي ليبيا، أصدرت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، قرار "الحظر التام" لمدة 10 أيام، في غرب البلاد حيث تفرض سلطتها. في اليابان، أعلن رئيس الحكومة شينزو آبي توسيع حال الطوارئ لتشمل كل أقاليم البلاد.

في نيجيريا، قتلت قوات الأمن 18 شخصا متهمين بخرق تدابير الحجر، وفق تعداد للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. لكن لا يوجد حجر في نيكاراغوا، حيث اعتبر الرئيس دانيال أورتيغا أنه "في حال توقفنا عن العمل، ستموت البلاد".

وفي الصين، أعيد فتح الأسواق الشعبية في مدينة ووهان التي ظهر فيها كوفيد-19. وأعلنت الولايات المتحدة الخميس فتح تحقيق لكشف مصدر فيروس كورونا، من دون استبعاد أن يكون مختبر صيني في ووهان مصدر تفشّيه.

(فرانس برس)