أمطار غزيرة تغرق العاصمة عمان والمحافظات الأردنية

أمطار غزيرة تغرق العاصمة عمان والمحافظات الأردنية

28 فبراير 2019
الأمطار تغرق عمّان (فيسبوك)
+ الخط -
أغرقت مياه الأمطار شوارع العاصمة الأردنية عمّان اليوم الخميس، وداهمت العديد من البيوت والمحالّ التجارية، كما تضررت مصالح كثير من المواطنين في العاصمة وبقية المحافظات.

وأعلنت أمانة عمّان الكبرى اليوم حالة الطوارئ القصوى للتعامل مع فترة المنخفض الجوي، وقرر رئيس الوزراء بالوكالة رجائي المعشر تعليق الدوام في جميع الوزارات والدّوائر الرسميّة والمؤسّسات والهيئات العامّة، بسبب الأحوال الجوية السائدة.

وقال المتنبئ الجوي في دائرة الأرصاد الأردنية، عامر خليل لـ"العربي الجديد"، إن "هطول الأمطار الغزير على عمّان سيستمر حتى ما بعد منتصف الليل، ويستمر يوم غد على المناطق الجنوبية. غزارة الأمطار كانت متوقعة، وحذرت الدائرة منها، وسببها تشبع الرياح بالرطوبة من فوق البحر المتوسط. أغلب المنخفضات تأتي من قبرص، إلا أن هذا المنخفض مصدره جنوب إيطاليا".

وأضاف خليل: "تستمر الأجواء باردة وغائمة وماطرة في أغلب مناطق المملكة، وتكون الهطولات غزيرة على فترات مصحوبة بالرعد وتساقط البرد أحياناً مما يؤدي إلى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة ومناطق تجمع المياه، ويتوقع تساقط ثلوج فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر".

وسحبت السيول مواطناً أربعينياً في منطقة خريبة السوق، جنوبي العاصمة عمّان، ويواصل غطاسو الدفاع المدني البحث عنه، في حين أعلنت مديرية الدفاع المدني التعامل مع ما يقارب 2000 حادث مداهمة مياه للمنازل.

وقالت إدارة الإعلام في المديرية العامة للدفاع المدني إن أبرز الحوادث التي تم التعامل معها تمثل في إنقاذ عائلة مكونة من أم وثلاثة أبناء بعد مداهمة المياه لمنزلهم في الطابق الأرضي بمنطقة عين الباشا، حيث تم إخراجهم من النافذة بعد قصّ الشبك الحديدي، ونقلهم إلى مستشفى الأمير حسين الحكومي بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم.

كذلك تم التعامل مع انجراف مركبة داخل سيل مياه في منطقة الشونة الجنوبية، واستقرارها داخل سد وادي شعيب وبداخلها ثلاثة أشخاص، وتم إنقاذهم من قبل غطاسي الدفاع المدني، وسحب المركبة من داخل السد.

وتم إنقاذ ثلاثة أشخاص في منطقة شرق عمّان بعد تعرض منزلهم لمداهمة المياه، وتمكنت كوادر الإنقاذ من إخراجهم من المنزل، وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لهم، ونقل إصابة واحدة إلى مستشفى البشير الحكومي.

وتسببت الأمطار في إغلاق عدد من الشوارع، وفق إدارة العلاقات العامة والإعلام في مديرية الأمن العام، وبينها شوارع رئيسية وسط العاصمة، إضافة إلى عدد من الطرق في محافظات شمال ووسط المملكة.

وأكدت مديرية الأمن العام أن مختلف مناطق المملكة تشهد أمطاراً غزيرة وارتفاعاً في منسوب المياه في الطرقات، وأن استخدام المركبات في مثل تلك الظروف يتطلب الحذر الشديد، محذرة من السير على بعض الطرق، وتجنب السير بسرعات عالية في المناطق التي تشهد تساقطاً غزيراً للأمطار، والامتثال لإرشادات رجال الأمن المنتشرين على الطرق لمساعدتهم.



وقال متصرف لواء الجيزة محمد الزيود، في تصريحات صحافية، إنه تم إجلاء 65 شخصاً يسكنون خياماً في إحدى المزارع إلى إحدى مدارس المنطقة، والتواصل مع هيئات خيرية لتزويدهم بالطعام والمستلزمات الضرورية.

ووفق بيان لدائرة الأرصاد الجوية الأردنية، فإن الأجواء ستكون غائمة وماطرة في أغلب المناطق، مع هطول أمطار غزيرة مصحوبة بالرعد وتساقط البرد أحياناً، ما يؤدي إلى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة ومناطق تجمع المياه، بما فيها مدينة العقبة، وأن ذلك يستمر حتى غد الجمعة.


وأكد مسؤول البيئة في أمانة عمّان المهندس باسم الطراونة، في تصريح صحافي، أن كوادر الأمانة تتعامل مع التجمعات المائية وأي إغلاقات في مناهل تصريف مياه الأمطار أولاً بأول،
كما تعاملت مع انهيار سور في منطقة مرج الحمام نتجت عنه أضرار مادية.

ووصل عدد الملاحظات والشكاوى التي تلقّتها غرفة طوارئ أمانة عمّان إلى نحو 50 ملاحظة تنوعت بين تجمع مياه أمطار ودخولها إلى عدد من المنازل وانهيار أسوار.



وقال محافظ مأدبا حسن القيام إن مياه الأمطار دهمت أربعة منازل في المحافظة نتيجة وقوعها في مناطق منخفضة، وتدخلت فرق الدفاع المدني، وإن غرفة العمليات تعمل على مدار الساعة على تلافي وقوع أيّ أضرار نتيجة الأجواء السائدة.

بدوره، حذّر الأمين العام لسلطة وادي الأردن، المهندس علي الكوز، المزارعين والمواطنين من الاقتراب من مجاري الأودية، ومجرى نهر الأردن ونهر اليرموك، ومجاري السيول في مناطق الأغوار الشمالية وجميع مناطق وادي الأردن، بسبب ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير نتيجة هطول الأمطار الغزيرة.



وقال رئيس لجنة النقل والمرور في نقابة المهندسين الأردنيين، ماجد مسلم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السبب الرئيسي في غرق المدن، ومنها عمّان، هو عدم ملاءمة البنية التحتية لمثل هذه الأجواء، وغياب التطوير"، مشيراً إلى غياب الخطط الاستراتيجية المرتبطة بنمو السكان، وعدم بذل مزيد من الجهود لتأهيل البنية التحتية.

وأضاف أنّ بين الأسباب الاعتداء الجائر على المساحات الخضراء، التي كانت تمتصّ جزءاً كبيراً من المياه، واستبدالها بالبيوت والشوارع والأرصفة. "لدينا خطط لكنّها محفوظة في الأدراج، وعمّان محمية من الغرق فقط على الورق".

وتسببت السيول العارمة التي اجتاحت الأردن بداية الموسم المطري الحالي بسقوط 35 قتيلاً، ونحو 72 مصاباً، رغم أنّ الأمطار هطلت على مناطق غير مكتظة.

المساهمون