حلويات مخيم عين الحلوة عروس مائدة الإفطار

حلويات مخيم عين الحلوة عروس مائدة الإفطار

06 يونيو 2018
ينتظر ربات المنازل يومياً في رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

بالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، تحضر الحلويات الرمضانية كطقس اعتيادي، وتزين موائد الإفطار كعروس، ولو كانت صناعة منزلية. تزيّن هذه الحلويات المحلات والعربات الجوالة التي تستطيع عبور الشوارع الضيقة والأسواق، لتصل إلى مشتريها وهو في بيته. "المدلوقة، والعثملية، وزنود الست، والشعيبيات والقطايف" هي الحلويات التي يتهافت الناس على شرائها أكثر من غيرها في مخيم عين الحلوة، في صيدا، جنوب لبنان.

صحيح أنّ الوضع الاقتصادي سيئ والبطالة في ارتفاع هناك، لكنّ المختلف هذا العام هو الأمن الجيد، فالحركة في الأسواق نشطة، بعكس السنوات السابقة التي شهدت اختراقات أمنية تسببت بجمود، ولو أنّ الإقبال على الشراء تحكمه الأوضاع المعيشية أيضاً.

عبيدة حجير (17 عاماً) ولد في مخيم عين الحلوة، ويسكن منطقة حي الطيرة التي نزحت عنها غالبية قاطنيها إبان المعركة التي حصلت منذ عام تقريباً بين "فتح" وإسلاميين. يقف أمام عربته، منذ ساعات الصباح الأولى، بانتظار خروج ربات المنازل للتسوق اليومي. يعرف أنّهن يخصصن جزءاً من مالهن للحلويات التي لا يمكن أن يحرمن عائلاتهن منها.

ينادي حجير على حلوياته، من الشعيبيات، والمدلوقة، والعثملية، التي يضعها في صندوق زجاجي مغلق منعاً للغبار والحشرات. يقول: "منذ صغري، أعمل في هذه الحرفة، إذ كنت أساعد والدي، وتعلمتها منه. تركت المدرسة في وقت مبكر، لرغبتي في العمل. لدينا معمل للحلويات في المخيم، ونوزعها على أصحاب المحلات، كما نؤمّن الطلبات الجاهزة للحفلات".

عن وقوفه في الشارع، يقول: "حركة المبيعات في قلب السوق أكبر من المحل أو المعمل، وهي فرصة لتسويق بضاعتنا في هذا الشهر". عن الأسعار، يتابع: "هي أسعار زهيدة بالنسبة إلى أماكن أخرى، خصوصاً خارج المخيم، فكيلوغرام المدلوقة أو العثملية بثمانية آلاف ليرة لبنانية (5.33 دولارات أميركية) وكذلك سعر دزينة (12 قطعة) الشعيبيات خمسة آلاف ليرة (3.33 دولارات)".




منذ بداية الشهر الكريم، تزيّنت شوارع المخيم بزينة شهر رمضان المبارك، وفوانيسه، بالإضافة إلى إنارة الشوارع بألوان عديدة. هو الشهر الذي ينتظره كثيرون، فهم يعتبرونه جامع العائلة، وشهر الود والتزاور، كما تمتلئ مساجد المخيم بالمصلين من كلّ الأعمار، ومن الجنسين. لكنّ عبيدة لا ينسى أنّه بالرغم من كلّ هذه الأجواء تحضر ذكرى النكبة السبعون: "ما يحدث للشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، لا يتيح لنا إكمال فرحتنا برمضان".