"ترمضينة" المغرب... جرائم قتل وسرقات

"ترمضينة" المغرب... جرائم قتل وسرقات

11 يونيو 2018
حي شعبي في المغرب خلال ليالي رمضان (أرتور ويداك/Getty)
+ الخط -

شهد شهر رمضان الذي دنا من نهايته العديد من الجرائم التي هزت المجتمع في المغرب، فضلا عن سلوكيات عنيفة صدرت عن مواطنين بحجة حالة العصبية التي تصيب البعض، والتي تشتهر محليا باسم "الترمضينة".


وشهدت مدينة مراكش (جنوب)، في الأيام القليلة الماضية جريمة مروعة، حيث طعنت سيدة في عقدها الخامس جارها المتقاعد بسبب خلاف صغير تصاعد بعد تبادل السباب لينتهي بمقتل الرجل بطعنة غادرة من المرأة.

وقبل هذه الحادثة، شهدت مدينة الدار البيضاء جريمة قتل ذهب ضحيتها بائع للخضروات قتله زميل له بزعم انفلات أعصاب الطرفين خلال مناقشة مشكلة بينهما، الشيء الذي أفضى إلى تحول النقاش إلى عراك بالأيدي انتهى بجريمة قتل مروعة.

جريمة قتل أخرى شهدتها قبل أيام مدينة سلا، حيث تحول نقاش بين شقيقين حول الإرث إلى جدال وسباب متبادل، فأقدم أحد الشقيقين على طعن شقيقه ليسقط صريعا.

وفي مدينة "ابن أحمد" الصغيرة، قتل مواطن صديقا له قبل يومين في نهار رمضان، بعد خلاف لفظي بينهما، حيث طعنه بسلاح أبيض مباشرة في القلب، في مشهد لم تعتد عليه المدينة المسالمة.

وليست جرائم القتل وحدها التي لفتت الأنظار في شهر رمضان، ولكن تعددت أيضا حالات السرقة والنشل في عدد من المدن المغربية، إذ يستغل اللصوص زحام الأسواق لشراء حاجيات الشهر وملابس العيد، ليقوموا بسرقة الهواتف والحقائب النسائية.

وكانت سعيدة (30 سنة) ضحية عملية سرقة بأحد الأحياء الشعبية في الرباط، وتحكي لـ"العربي الجديد"، أنها تعرضت قبل يومين لنشل حقيبتها التي كانت تحتوي على مبلغ مالي ووثائقها الشخصية، بعد أن داهمها لص يضع لثاما على وجهه، حين كانت تسير في الشارع مع أطفالها.

وقال أستاذ التربية الإسلامية، عبد المولى داريح، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يتفق تماما مع من ينسبون انفلات أعصابهم إلى صيام شهر رمضان، مبرزا أن "الأمر يمكن اعتباره استغلالا للشهر الكريم لإلصاق أخطاء الناس في التواصل والتعامل في ما بينهم، بينما رمضان بريء من جرائمهم".

وتابع درايح أن "البعض يستغل الترمضينة سببا يسوغ به سوء تصرفه في الشارع، أو اقترافه الجرائم، بينما المجرمون في الأغلب مدمنون على التدخين أو المخدرات، فيأتي رمضان ليظهر عيوبهم تلك، في حين أن هذه السلوكيات بعيدة من حقيقة شهر رمضان الذي يدعو إلى التآخي والتراحم".