تقاليد مميزة للاحتفال بشهر رمضان في إندونيسيا

20 مايو 2018
أكبر بلد إسلامي في عدد السكان (إيكو سيسوونو كييودو/الأناضول)
+ الخط -
يعرف عن إندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا، أنّها البلد الإسلامي الأكبر في عدد السكان. ومع هذا الغنى السكاني يشكل المسلمون 87 في المائة من أهالي البلاد، ما يعني تجاوزهم 200 مليون نسمة موزعين على آلاف الجزر الكبيرة والصغيرة، والقوميات المختلفة، والألسن المتعددة، وكذلك العادات المميزة لكلّ مجموعة، وهو ما يظهر جلياً في شهر رمضان من كلّ عام، بحسب موقع "ذا جاكرتا بوست" الإندونيسي.

من هذه العادات ما يعرف باسم "ميوغانغ" وهو تقليد يرتبط بالطبخ والاستمتاع بالأطباق مع العائلة بأكملها في إقليم آتشيه، استقبالاً للشهر الكريم. ويعتقد أنّه ازدهر خلال عهد سلطنة أتشيه (1496 – 1903) ليستمر من بعد اندثارها وضم المنطقة إلى إندونيسيا. يروى عن السلطان إسكندر مودا أنّه أمر بذبح المواشي وتوزيع لحومها على الفقراء قبل حلول رمضان في إحدى سنوات حكمه الذي امتد من عام 1607 إلى عام 1636، فاستمرت العادة حتى وفاته وانتقلت إلى السلاطين الذين حكموا بعده أيضاً، لتتخذ طابعاً شعبياً ما بعد انهيار السلطنة. وهو تقليد يمتد على يومين قبل بداية شهر رمضان وتجمع الأموال اللازمة له من أهل آتشيه أنفسهم.

"نيوروغ" تقليد آخر لكن من جاكرتا العاصمة وإقليمها. يعود التقليد إلى الشعب البيتاوي، وهم السكان الأصليون لجاكرتا، وغايته تعزيز أواصر المحبة بين أفراد العائلة الواحدة. في هذا التقليد تتبادل المنازل خلال رمضان هدايا عديدة من اللحوم والأطباق وغيرها من الأغراض المرتبطة بالشهر الكريم.

"بادوسان" تقليد ثالث من وسط جاوة، ويوجياكارتا. في هذا التقليد كان المصلون ينزلون مع بداية شهر رمضان إلى البرك في المساجد، والبرك الطبيعية والأنهار والينابيع، لينظفوا أنفسهم ويتطهروا جسمانياً وفكرياً وروحياً استقبالاً للشهر الكريم. اختفى التقليد من الأماكن العامة لكنّه مستمر في المنازل، ويتحتم فيه على الواحد منهم أن يرتمس بالكامل في المياه.




في مقاطعة القدس، في جاوة الوسطى، تقليد معروف باسم "داندانغان"، وفيه يجتمع الأهالي في أمسيات ممتدة طوال عشرة أيام قبل بداية رمضان، فتدق الطبول وترتفع أصوات إيقاعية متعددة، تصنع مع أصوات الطبول لحن "داندانغان" وهدف ذلك في الأساس إيصال الصوت إلى المناطق البعيدة للإعلان عن اقتراب الشهر. وهو ما يؤسس بدوره لأسواق تدور بالقرب من المساجد طوال هذه الأيام، إذ يتوافد أبناء المناطق الريفية إلى القدس للبيع والشراء تجهيزاً لرمضان.