النظام يدكّ مشافي حمص ويحرم 140 ألفا من العلاج

النظام يدكّ مشافي شمال حمص ويحرم 140 ألف مدني من العلاج

30 ابريل 2018
الدفاع المدني السوري يجلي مصابين في الرستن(تويتر)
+ الخط -
حرمت قوات النظام نحو 80 ألف سوري من تلقي العلاج، جراء استهدافها اليوم الاثنين مشفى الرستن في ريف حمص الشمالي، بغارات جوية عدة، طاولت المدينة ومحيطها بقصف مكثف من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي والمروحي. وسبق لهجمات مماثلة أن أبقت أمس الأحد، نحو 60 ألف مدني بلا الطبابة جراء استهداف مشفى الزعفرانة في الريف الشمالي الشرقي.

وقال أبو عامر، أحد سكان تلبيسة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع في المدينة سيئ جدا، الأفران أغلقت أبوابها وكذلك الأسواق، وهناك أكثر من 60 ألف مدني محاصرين في منازلهم، والحركة شبه معدومة جراء القصف الكثيف، ولا تجد إلا عناصر الدفاع المدني الذين يحاولون نقل المصابين إلى ما يتوفر من نقاط طبية إسعافية".

وأضاف: "النقاط الطبية إمكانياتها محدودة وفي أحسن الحالات يمكن أن تجري بعض العمليات الإسعافية، وليست كالمشفى، هذا إن تمكن المصاب من الوصول إلى إحدى تلك النقاط"، لافتا إلى أن "هناك حالات مرضية تحتاج إلى الرعاية الطبية التي كان المشفى يقدمها، الآن الناس مهددون بفقدان حياتهم أو على الأقل بتدهور حالتهم الصحية جراء حرمانهم من الطبابة والعلاج".

وبيّن أن "الأهالي ليس لديهم قدرة على الصمود طويلا في ظل هذا القصف، الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية، فالعائلة بالكاد تحتفظ بالقليل من المواد الغذائية"، متسائلاً: "ما سبب استهداف المناطق السكنية والمدنيين، من قبل النظام وروسيا؟ ولماذا لا يقاتلون على الجبهات حيث يتواجد مقاتلو فصائل المعارضة؟ ويتعمدون قصف المناطق التي يسكنها مدنيون".





وقال الناشط الإعلامي في ريف حمص الشمالي أسعد الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد": "في الأمس تعرض مشفى الزعفرانة لنحو 30 غارة جوية أخرجته من الخدمة، وهو يخدم قرابة 25 قرية في ريف حمص الشمالي الشرقي، يعيش فيها نحو 60 ألف نسمة، أما اليوم الاثنين صباحا خرج مشفى الرستن المركزي من الخدمة عقب استهدافه بأكثر من 10 براميل متفجرة والعديد من الصواريخ والقذائف".



وأوضح أن "مشفى الرستن يعد من المشافي المهمة بريف حمص الشمالي حيث يخدم نحو 80 ألف نسمة، وكان مجهزاً بغرف عمليات لإجراء العمليات الجراحية، إضافة إلى مختلف الخدمات الطبية".

ولفت إلى أن "مشفى الزعفرانة بالنسبة للأهالي ليس له بديل، كان يخدم بالإضافة لريف حمص الشمالي الشرقي ريف حماة الجنوبي، إذ كان ابن ريف حماة يضطر لقطع ما لا يقل من 30 كلم للوصول إليه. اليوم قد يضطر إلى قطع أكثر من 40 كم للوصول إلى نقطة طبية أو مشفى آخر في ظل القصف. وسبق قصف المشفى استهداف النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تخدم ريف حماة، فأصبحت المنطقة اليوم بالكامل محرومة من أي رعاية طبية".

وقال: "أمس سقط في الزعفرانة قتيل من الكادر الطبي وجرح أربعة أشخاص آخرين، أما اليوم في مشفى الرستن فلا معلومات عن سقوط ضحايا، إلا أن شدة القصف تسببت بأضرار مادية، وأخلي المشفى جراءها".

ولفت إلى أن "مخاوف الناس كبيرة جراء تواصل القصف الكثيف، وتغص النقاط الطبية المتبقية بالجرحى، وشاهدت اليوم عند إحدى النقاط الطبية التي تحوي غرفة عمليات بسيطة، الناس يقفون بالدور وهم لا يملكون أية بدائل سوى الانتظار"، مضيفاً أن "الناس يعيشون في حالة من الذهول، حتى أنهم يعجزون عن الحديث حول ما يجري، فكثافة القصف المفاجئ كانت صادمة لهم".

دلالات