قلق من صواريخ ترامب

قلق من صواريخ ترامب

12 ابريل 2018
هدأت الحركة في دمشق (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن الضربة العسكرية المحتملة التي توعدت بها الولايات المتحدة الأميركية النظام السوري على خلفية اتهام الأخير باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، تشغل شريحة واسعة من سكان مناطق سيطرته، حتى أنّها في كثير من الأحيان تترك أثراً واضحاً على إيقاع حياتهم اليومي.

يعتبر الخمسيني أبو فادي، أنّ حظه العاثر جعله يمتلك منزلاً يطل على أحد الفروع الأمنية في دمشق. يقول لـ"العربي الجديد": "قبل عام 2011 كنا نشعر دائماً أنّنا مراقبون، فحراسة الفرع، تتابع كلّ تحركاتنا متى خرجنا ومتى عدنا ومن الضيوف الذين يزوروننا، وبعد بداية الأحداث ازدادت المسألة أضعافاً مضاعفة حتى بات يتوجب على من يرغب في زيارتنا أن يركن سيارته بعيداً عن المنزل نحو 200 متر، والمشي إلينا، بعد استجواب من الحاجز يصرح فيه من سيزور وكم سيبقى من وقت. كثير من الأصدقاء والأقارب اعتذروا عن زيارتنا وبتنا نلتقي خارج المنزل".

يتابع: "اليوم، مع الحديث عن الضربة الأميركية، وبما أنّ هذا الفرع قد يشكل إحدى النقاط المستهدفة، حاولت أن آخذ بعض الاحتياطات، إذ لا مكان آخر نلجأ إليه. اشتريت نايلونا لاصقاً لزجاج النوافذ، وهجرنا الغرف المطلة على الفرع خصوصاً في ساعات الليل، وبتّ أنام مع أطفالي في المطبخ والممر، فهما بعيدان عن الشارع". يلفت إلى أنّ "القلق لا يفارقني منذ أيام فلم أعد أتمكن من النوم، كما أتلقى اتصالات يومية كثيرة خصوصاً من الأقارب، سواء للاطمئنان أو لدعوتي إلى مغادرة المنزل حتى تنجلي الأمور".




الأربعينية أم عماد تقول لـ"العربي الجديد": "لم أحتمل البقاء في منزلي، بات كلّ صوت يفزعني، فأتيت مع أولادي إلى منزل أهلي في ضواحي دمشق، إلى أن تستقر الأوضاع، لكنّ زوجي يتردد على المنزل يومياً خوفاً من استهداف اللصوص له".

تفيد مصادر محلية أنّه لوحظ خلال الأيام القليلة الماضية تراجع الحركة في المناطق الأمنية، فالناس متخوفون من استهداف تلك المقرات بالرغم من وقوعها في مناطق سكنية. وحتى سكان ضواحي دمشق يحاولون أن يخففوا من حركتهم في دمشق قدر المستطاع، وهناك من أرسل عائلته إلى خارجها إلى أن تمضي الأزمة.

من جهته، يقول عدي، طالب الهندسة، المقيم في السكن الجامعي المجاور لفرع فلسطين على المتحلق الجنوبي بمنطقة الطبالة، لـ"العربي الجديد": "منذ الإعلان عن الضربة الأميركية، لم أعد أنام في المدينة الجامعية ففي أيام الدوام الدراسي العملي أتوجه صباحاً إلى الكلية وأغادرها بعد الظهر، في حين بتّ أتغيب عن محاضرات المواد النظرية". يبيّن أنّ "الأمر زاد من الأعباء المادية عليّ بسبب كلفة النقل بين دمشق ومدينتي، بالإضافة إلى الضغط النفسي والقلق الدائم".

بدوره، يقول أبو أجود، من سكان مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد": "الأعمار بيد الله. لكن، على الإنسان أن يأخذ بالأسباب. كنت أعزم على السفر إلى دمشق في منتصف الأسبوع، لقضاء بعض الأمور، لكنّ الوضع يبدو غير مستقر. وحتى من هم في دمشق يأتون إلينا، لذلك أجلت السفر إلى أن تتبين الأمور ويستقر الوضع". يضيف: "عائلات عدة منعت أبناءها من الذهاب إلى الجامعة".

أما مجد، وهو طالب جامعي في دمشق، فيقول لـ"العربي الجديد": "لم أفكر كثيراً بموضوع الضربة، بالرغم من أنّ أمي تتصل بي يومياً عدة مرات للاطمئنان، وتطلب مني أن أعود إلى السويداء إلى أن يستقر الوضع". يتابع: "أجيبها دائماً أنّ الوضع جيد، فمن جهتي أرى كلّ شيء عادياً، فليس هناك ما يدعو إلى القلق. لن أغادر دمشق مهما حصل، فمن كان يعيش تحت القذائف اليومية لسنوات لن تشكل الضربة الأميركية إن حصلت أيّ فارق معه".




من جهتها، تقول شيرين، وهي طالبة من اللاذقية في جامعة دمشق، لـ"العربي الجديد": "اتصلت بصديقاتي لنسافر إلى دمشق، فوجدت أن معظمهن يتخوفن من ذلك. من جهتي، سأذهب إلى الجامعة". تعرب عن اعتقادها أنّ "الولايات المتحدة لن تقصف، وإذا قصفت سيكون بشكل محدود... والدولة أخذت كلّ احتياطاتها".

وأفاد ناشطون في الساحل السوري "العربي الجديد" أنّ هناك حالة من القلق جراء التهديدات الأميركية، على الرغم من أحاديث السخرية أو التحدي.