غموض يكتنف وفاة تلميذ بساحة مدرسة في تونس

ورغم محاولات إسعافه من قبل الكوادر المدرسية ومبادرة أحد المعلمين ونقله بسيارته الخاصة إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة.

وأكدّ المدير المساعد للتعليم الابتدائي بجندوبة، فوزي بنقاجي لـ"العربي الجديد"، أنّه حسب التشريح الأولي الذي أجري في المستشفى الجهوي، فإن الطفل كان يعاني من سوء التغذية وفقر الدم، مضيفاً أن عائلته تضم 8 أطفال، وجلهم يعانون من مرض فقر الدم.

وأضاف أن "أسرة أنور تقطن في كوخ، وأوضاعهم الاجتماعية متردية، والطفل يقطع يومياً مسافة لا تقل عن كيلومترين سيراً للوصول إلى مدرسته، إضافة إلى سوء التغذية". مبيناً أنه لابد من تضافر جهود وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة مع وزارة التربية للنهوض بأوضاع الأطفال من سكان المناطق الريفية، خاصة في فرنانة وغار الدماء وعين دراهم وجندوبة".

وتابع "تجب العناية بتغذية التلاميذ، لأن التلميذ الذي يعاني سوء التغذية لا يمكنه التركيز على التعلم. يتم تقديم وجبات مدرسية في بعض المدارس الريفية، لكنها باردة، ويؤمل أن يتم في المستقبل توفير أغذية ساخنة متى توفرت البنية التحتية لذلك".

وأكد أن مختصاً نفسياً عاين أمس، أوضاع بقية تلاميذ المدرسة التي شهدت الواقعة، وسيتابع أيضاً بقية أفراد أسرة الطفل أنور، باعتبار أن عدداً منهم يدرسون بالمدرسة نفسها، وآخرين انقطعوا عن التعليم.

من جهته، لفت والد الطفل الراحل، عمر بوكحيلي، في تصريح صحافي اليوم، إلى أن الفقر دفعه إلى إخراج أربعة من أبنائه من المدرسة، وأنه عاجز عن توفير متطلبات دراستهم جميعاً، مشيراً الى أنهم يقطنون في كوخ منحته إياهم الدولة قبل سنوات، وأنه غير قادر على بناء منزل أو توفير مصاريف علاج أبنائه.

وأضاف أن ابنه توفي عندما كان في الصف ضمن زملائه في انتظار الحصول على التغذية المدرسية.

وانتقد خال الضحية، حمادي بوكحيلي، تأخر الإسعاف، مبيناً أن المدرسة تقع في منطقة بعيدة عن وسائل النقل مما تسبب في بطء عملية إسعاف الطفل، ما تسبب في وفاته.

ويُنتظر صدور تقرير الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة بدقة، والوضع الصحي للتلميذ قبل الوفاة، في حين أكد طبيب مختص في تصريحات إعلامية، أن الجوع لا يمكن أن يكون سبب وفاة الطفل.