الفلسطيني محمد شريتح يلحق بصديقه الشهيد: في مواجهة الاستيطان

الفلسطيني محمد شريتح يلحق بصديقه الشهيد: في مواجهة الاستيطان

15 نوفمبر 2018
الشهيد الفلسطيني محمد إبراهيم شريتح (تويتر)
+ الخط -

استشهد الشاب الفلسطيني محمد إبراهيم شريتح (28 سنة) من قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله يوم السبت الماضي، ليلحق بصديقه الشهيد محمد صالح شريتح الذي نال الشهادة في 2008، وقضى كلاهما برصاص مستوطنين خلال مواجهات عقب خروج الطلبة من مدارسهم.

كان الشهيدان يدرسان بذات المدرسة، ويتجاوران إلى ذات المقعد الدراسي، وشاركا معا في مسيرة عام 2008 قرب مستوطنة تلمون، المقامة على أراضي الفلسطينيين قرب قرية المزرعة، وحين اقتربا من السياج أطلق مستوطن النار عليهما، فأصيب محمد صالح برصاصة في رأسه واستشهد على الفور بين يدي صديقه محمد إبراهيم، الذي قرر في ذلك اليوم أن لا يترك مواجهات تندلع في قريته دون يكون في مقدمة من يتصدون للاحتلال، بحسب خاله حسن شريتح.

وروى الخال لـ"العربي الجديد"، أنه في السادس والعشرين من الشهر الماضي، شارك محمد كعادته في الفعاليات الأسبوعية المناهضة للاستيطان التي تقام كل يوم جمعة على أراضي جبل نعلان في المنطقة الشمالية من القرية، والمهددة بالاستيطان، فاندلعت مواجهات هناك على إثر محاولة اقتحام لمجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: "كان محمد في المقدمة، وخلال انسحاب قوات الاحتلال، فتح جندي النار باتجاه الشبان، ما أوقع عشر إصابات كان محمد بينهم، وتبيّن لاحقاً أنه أصيب برصاصة في رأسه، دخلت الرصاصة من الخلف واخترقت دماغه وخرجت من الأمام، ليدخل في غيبوبة، ورغم إجراء عملية جراحية له ظل في الغيبوبة، إلى أن أعلن استشهاده يوم السبت الماضي، ليلحق بصديقه محمد بعد عشر سنوات، وهو يتصدى للمستوطنين، وبرصاصة في الرأس أيضاً".

قبل أكثر من ثمانية أشهر، شقت قوات الاحتلال طريقاً استيطانياً في جبل نعلان المرتفع المطل على القرية، وهو أشبه بمكان سياحي، ومنذ ذلك الحين يقيم أهالي قرية المزرعة الغربية فعاليات مناهضة للاستيطان كل يوم جمعة، ويؤدون الصلاة هناك، ورغم إقرار الاحتلال بعدم قانونية الطريق، إلا أن المستوطنين واصلوا اقتحاماتهم لأراضي القرية، في مقابل استمرار فعاليات القرية ضد تلك الإجراءات، والتصدي للمستوطنين.

لم يكمل محمد إبراهيم شريتح دراسته، وصل إلى المرحلة الثانوية، وبعدها عمل في مجال الإنشاءات، وتزوج وأنجب طفلتين هما سوار (3 سنوات) ورحيق (سنة ونصف)، وكان يعود من عمله يومياً، ليخرج للتنزه مع أصدقائه، أو يذهب إلى زيارة والديه، وكان حريصاً على دعوة جميع شقيقاته وشقيقه الوحيد ووالديه، لتناول طعام الغداء كل يوم جمعة في منزله، لأنه يحب "لمة العائلة"، لكنه خرج في آخر جمعة ولم يعد إلى منزله إلا شهيداً كما تمنى.