جورج سميث... الفائز بنوبل للكيمياء يدعم مقاطعة إسرائيل

جورج سميث... الفائز بنوبل للكيمياء مناهض للصهيونية وداعم لمقاطعة إسرائيل

07 أكتوبر 2018
جورج سميث المناصر لحقوق الفلسطينيين (بيل غرينبلات/فرانس برس)
+ الخط -


عند الإعلان عن فوز الأميركي جورج سميث بجائزة نوبل للكيمياء في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عنونت الصحف الإسرائيلية الخبر بأن سميث معروف بمواقفه المعادية لإسرائيل وداعم لحركة المقاطعة وحقوق الفلسطينيين.

وذكّرت صحيفة "هآرتس" بمواقفه في مقال نشر في اليوم ذاته، مشيرة إلى أن العالم في الكيمياء الذي فاز بنوبل مع اثنين آخرين هما الأميركي فرانسيس أرنولد والبريطاني السير جورجي .ب.وينتر، هو من المؤيدين المخضرمين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل كجزء من نشاطه المؤيد للفلسطينيين.

واعتبرت الصحيفة أن سميث، البروفيسور الفخري للعلوم البيولوجية في جامعة ميسوري في ولاية كولومبيا الأميركية، الفائز المشارك في الجائزة المرموقة لجهوده في تسخير التطور لإنتاج إنزيمات جديدة ومضادات، هو شخصية مثيرة للجدل، بسبب نشاطه السياسي في الجامعة، إذ نشرت مقالات له في الموقع الإلكتروني لبعثة كناري إلى جانب أساتذة وطلاب ومتحدثين في الجامعة مؤيدين للفلسطينيين، ما يجعله هدفاً للجماعات الموالية لإسرائيل.

وبعثة كناري، بحسب تعريف الصحيفة الإسرائيلية لها، تعمل على توثيق مقالات وأخبار الأفراد والمنظمات التي تروج للكراهية للولايات المتحدة وإسرائيل واليهود في حرم جامعات أميركا الشمالية، كما تحفّز على معاداة السامية في حرم الجامعات. وتنشر كل ما له علاقة بحركة المقاطعة BDS.

ورأت "هآرتس" أن أكثر المواقف "إثارة للجدل" حين حاول سميث في عام 2015 تدريس برنامج تعليمي خارج مجاله الأكاديمي يسمى "المنظور على الصهيونية". إذ كان من المقرر أن يتضمن هذا المساق نصًا مركزيًا بعنوان "التطهير العرقي في فلسطين" لمؤرخ إسرائيلي ومكافح الصهيونية إيلان بابي، وفقا لتقرير في صحيفة "كولومبيا ديلي تريبيون" التي نقلت عن سميث بأنه يتمنى "ليس طرد اليهود من إسرائيل، ولكن إنهاء النظام التمييزي في فلسطين". في أعقاب احتجاجات خريجي الجامعات، وجماعات طلابية مؤيدة لإسرائيل، وغضب من جماعات الدعوة المؤيدة لإسرائيل، تم إلغاء مساقه، ونسب الإلغاء إلى "عدم التسجيل".


وأوضحت الصحيفة أن هذا الجدل لم يردع سميث عن الاستمرار في الكلام، وفي كتابة مقالات وافتتاحيات في الصحف حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأحدها في أبريل / نيسان 2018، أدان فيها الأعمال الإسرائيلية في غزة، وعرّف عن نفسه بأنه عضو في منظمة في ميسوري "من أجل العدالة في فلسطين" و"تحالف ولاية ميسوري" لمقاطعة إسرائيل.

ومن الدعوات التي أطلقها سميث، وفق "هآرتس"، دعا المجتمع المدني الفلسطيني والمجتمع الدولي إلى نبذ الشركات والمؤسسات الإسرائيلية وفق حركة المقاطعة، حتى تقر إسرائيل بتحقيق المساواة الكاملة للفلسطينيين مع اليهود في وطنهم المشترك.


تفاهة التفوق اليهودي

واستغلت صحيفة The times of Israel بدورها مناسبة حصول سميث على نوبل للكيمياء، لتشير إلى أحد تصريحاته التي قال فيها "أنا لست متديناً ولست يهودياً بالولادة، لكن زوجتي يهودية وأصواتنا متقاربة، وأنا مغرم جداً بالثقافة والسياسة اليهودية، لكنه أيضاً كتب في سيرة ذاتية على موقع "موندوويس" المعادي لإسرائيل، العديد من المقالات المعادية في السنوات الست الماضية.

ولفتت إلى أنه شتم الأغنية الإسرائيلية الشهيرة لناعومي شيمر "أورشليم أوف غولد"، وقال عنها إن "تفاهة التفوق اليهودي متأصلة في كلمات شيمر". في عام 2012، كتب مقال رأي في صحيفة "كولومبيا ديلي تريبيون" يتهم إسرائيل "بالقمع المنهجي ونزع ملكية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية"، ودعا الولايات المتحدة إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.

في عام 2017، كتب عن وعد بلفور عام 1917، والذي مهد الطريق لإقامة دولة إسرائيل، واصفاً إياه بأنه "فصل خبيث في الظلم الاستعماري الاستيطاني".

شخصية متواضعة

مقابل التصدي الإعلامي الإسرائيلي لجورج سميث ونجاحاته، كتب موقع mondoweiss المناهض لإسرائيل، عن تواضع سميث الذي أكد بعد فوزه بجائزة نوبل أن إنجازاته اعتمدت على إنجازات الآخرين، وأن النجاح يعود لجميع أولئك الذين يعملون على تحسين حالة الإنسان والكوكب.

ونقلت عنه قوله بعد فوزه بالجائزة: "لا أعرف ما إذا كنت أريد حقًا أن أقول إنني فخور شخصيًا بهذه الجائزة. ولأنني أعتقد أن جميع الحائزين على جائزة نوبل سيفهمون على الأرجح ماذا أعني، إنهم في وسط شبكة ضخمة من العلوم، والتأثيرات، والأفكار، والأبحاث، والنتائج، والأشياء التي تتصادم وتتوالد. لذا كان عرض الملتهمة (الاكتشاف موضوع الفوز) عبارة عن اكتشاف تقنية لأمر سبق أن اكتشفه آخرون في سياقات أخرى".


وأضاف سميث "تصادف أنني كنت في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب لوضع هذه الأشياء معًا". وتابع "أنا أحصل على شرف حصل عليه مجموعة كاملة من الأشخاص الآخرين. وإذا فكرنا في العلم كشبكة تأثير، وما إلى ذلك، وشخصًا بعينه في الوسط، فلا يمكن لهذا الشخص المعين أن ينسب الفضل الكامل إليه، عليك فقط أن تدرك أن هذا الشخص هو ممثل عن حقل كامل من المعرفة".

وقال: "أظن أنه لا يمكن التنبؤ مسبقًا بأن مسار العمل سينتج شيئًا مهمًا. بالتأكيد لم أدرك وكل الأشخاص في مختبري أن عملنا سيؤدي إلى اكتشاف علاجات... وهذا يعني أن العلم لا يعمل على اختيار الفائزين، وتحديد الشخص الذي سيحقق تقدماً كبيراً أو يكسب الكثير من المال. العلم مجتمع كبير من الناس وعلينا أن نرعى مجتمعًا كبيرًا بالكامل".

سميث دعا المجتمع العالمي لمقاطعة إسرائيل(تويتر) 


حركة المقاطعة تهنئ سميث

وأصدرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لتطوير الأعمال (حركة المقاطعة)، بياناً أول من أمس الجمعة، هنأت فيه جورج ب. سميث على نيله جائزة نوبل، "وهو عالم مشهور ويدعو منذ فترة طويلة لحقوق الفلسطينيين ومن يدعمون حركة المقاطعة، كما دعا إلى وضع حد للمساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل".

وقالت الدكتورة سامية بطمة عميدة جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، والناشطة البارزة في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل: "تهانينا للأستاذ جورج بي. سميث للفوز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2018. التزاماته المبدئية واضحة في كل من عمله العلمي لحماية الحياة البشرية ودعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) من أجل الحقوق الفلسطينية".


وأضافت "تحدث الأستاذ سميث باستمرار ضد انتهاكات إسرائيل الفاضحة لحقوق الإنسان الفلسطيني، واتخذ خطوة بالغة الأهمية لدعوة حكومته في الولايات المتحدة إلى وقف مبيعات الأسلحة للجيش الإسرائيلي. إن دعوته لإنهاء المعونة العسكرية لإسرائيل ليست مبنية على مبادئ عميقة فحسب، بل هي شكل تضامن نقدي وفعال نأمل أن يتضاعف. يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تستثمر في الاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك الصحة والتعليم والوظائف الكريمة، بدلاً من إعطاء إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار سنوياً لقمع وتدمير حياة الفلسطينيين". وختمت "شكرا لك البروفسور سميث على تضامنك الملهم".