شهادات لأطفال فلسطينيين تعرضوا لمعاملة وحشية خلال اعتقالهم

الكشف عن شهادات لأطفال فلسطينيين... معاملة وحشية خلال الاعتقال

27 سبتمبر 2017
معاملة وحشية تفتقد للإنسانية (Getty)
+ الخط -


كشف محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، هبة مصالحة ولؤي عكة وحنان الخطيب، عن شهادات أدلى بها الأسرى الأطفال القاصرون، بتعرضهم لمعاملة وحشية ومهينة وسيئة على يد الجنود والمحققين الإسرائيليين منذ لحظة اعتقالهم.

ووفق تقرير صادر عن هيئة الأسرى، فقد أفاد المحامون بأنه من خلال متابعاتهم لواقع الأطفال المعتقلين، فإن الضرب والإهانات والتنكيل الشديد، هي سياسة مستمرة ودائمة في التعامل مع الأطفال، وأن سلطات الاحتلال تنتهك بشكل متعمد اتفاقية حقوق الطفل العالمية وكافة المعاهدات والشرائع الإنسانية.

ونقل المحامون شهادات لقاصرين في سجني مجدو وعوفر، أفادوا من خلالها بتعرضهم للضرب والبقاء في البرد القارس لساعات طويلة، وشتمهم بألفاظ نابية، وكذلك تكبيلهم من أيديهم وأرجلهم.

وأفاد الأسير محمد أنيس أحمد الأشقر (17 سنة)، بأنه يعاني من خلع في الكتف بعدما ضربه جنود الاحتلال على ظهره خلال اعتقاله، والتنكيل به بشكل تعسفي بأيديهم وأرجلهم، مسببين له الكثير من الرضوض والكدمات والأوجاع في كل جسمه، ثم تنقل بين عدة حواجز ومراكز توقيف وحقق معه خلالها.

كما أفاد الأسير علي حسام علي سويدان (16 سنة)، بأنه تم جره من رأسه وشعره لغاية الجيب العسكري وهو مكبل، وتم شتمه بشتائم، وانهالوا عليه بالضرب، بالتركيز على رأسه وظهره، ثم نقل إلى أحد مراكز التوقيف حيث تعرض للضرب، وبعدها نقل لمراكز توقيف وتحقيق أخرى، ترك خلالها في البرد الشديد وتعرض للشتم والصراخ والضرب وسب الذات الإلهية.


أما الأسير يحيى قاهر عبد العزيز أبوهنية (16 سنة)، فقد لفت إلى أنه تعرض للقذف وشتم الذات الإلهية والصراخ والجر من ظهره وهو مكبل من قبل جنود الاحتلال، وأجلسوه في مكان بالعراء لعدة ساعات رافضين تقديم الطعام والشراب له. وتعرض كذلك مع عدة أسرى بعدما نقل لمركز توقيف آخر للمكيف وهو بارد جدا ورفضوا إغلاق المكيف، ونقل لمركز تحقيق كدوميم، وتم التحقيق معه لفترة قصيرة وتعرض للشتم والصراخ، واحتجز بجانب مرحاض بمعية عدد من الأسرى، ثم نقلوا لمعسكر حوارة وبقوا بالخلاء بالبرد القارس مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، وكلما حاول الأسرى الجلوس، كان الجنود يشتمونهم ويصرخون بهم. بعدها وجهت ليحيى تهمة رشق الحجارة لكنه أنكر ذلك، كما خضع وبقية الأسرى للتفتيش العاري.

أما الأسير نضال شاكر محمد رضوان (16 سنة)، فقد لفت إلى أنه  تعرض للضرب وكانت قيوده مشدودة كذلك، وتعرض للشتم والصراخ وشتم الذات الإلهية، ووقع على الأرض لشدة الضرب، وبعدها تم وضعه في أرضية الجيب العسكري مع الكلاب برفقة عدة أسرى وكانوا جميعا يصرخون من شدة الألم.

بينما تعرض الأسير مؤيد عبد الله العمور (16 سنة)، للضرب بقسوة على أيدي جنود الاحتلال، ومن ثم نقل إلى مركز عتصيون، وأخرجوه لمكان لا توجد فيه كاميرات وانهالوا عليه بالضرب، وتوجيه لكمات حادة إلى جسمه حتى فقد الوعي من شدة الألم ومن شدة اللكمات على رأسه، فيما هدده المحققون باعتقال والده، وأنه بإمكانهم أن يجعلوه يقضي حياته يتيما.

أما الأسير محمد الأطرش (17 سنة)، فقد روى أن الجنود ضربوه بأرجلهم على كافة أنحاء جسمه وخصوصا على منطقة الخاصرة، كما تم تشديد القيود عليه، ما تسبب له بآلام شديدة، ثم ضربوه بقسوة على ركبتيه، ما أدى إلى سقوطه على الأرض، وبدأوا بضربه بأعقاب البنادق، ومن ثم تم نقله إلى مركز عتصيون، واستمر هناك الضرب والضغط النفسي بحقه.

من جهة ثانية، أفاد ممثل الأسرى الأشبال في سجن مجدو، ضرغام الأعرج، في تصريح نقلته هيئة الأسرى، أنه يوجد 67 قاصرا في قسم 4 في سجن مجدو، من بينهم 60 أسيرا من القدس وضواحيها، مشيرا إلى أن الكثير من الأسرى الأشبال يتعرضون للمعاملة السيئة، وللضرب والإهانة من قبل أفراد الناحشون الإسرائيلية الخاصة في محاكم القدس.

وتابع: الكثير من الأسرى المقدسيين الأشبال يعودون من المحاكم إلى القسم وهم مصابون بالعديد من الكدمات في أجسامهم، وعلامات الاعتداء عليهم تكون واضحة للعيان. قمنا بتصوير عدد منهم وقدمنا شكاوى ضد الناحشون، لذلك قبل أيام عقدت إدارة سجن مجدو جلسة بين تنظيم قسم 4 وبين مسؤول استخبارات الناحشون وقائد الناحشون في الشمال، واستمعوا إلى الشكاوى واستيائنا من تصرفات الناحشون غير الإنسانية مع الأسرى الأشبال.

ولفت إلى أنهم "وعدوا بمعالجة الموضوع وبمعاقبة كل فرد في الناحشون يتعرض للأسرى، وطلبوا من إدارة سجن مجدو تصوير أي أسير يصل من المحكمة للسجن وهو مصاب أو مضروب وتقديم شكوى رسمية مباشرة".

في شأن آخر، أفاد محاميا هيئة شؤون الأسرى والمحررين، كريم عجوة وجاد قضماني، اليوم الأربعاء، عن الحالة الصحية للأسير المصاب هيثم جرادات (14 عاماً)، من بلدة سعير بالخليل، وذلك بعد خضوعه لعملية جراحية يوم أمس في البطن لإخراج الإفرازات، ويقبع الأسير حالياً في قسم الجراحة التابع لمشفى شعاري تصيدق الإسرائيلي.

وأوضح كل من عجوة وقضماني أن الأسير جرادات كان قد أُصيب خلال اعتقاله برصاصة في الظهر خرجت من البطن، ما أدى إلى خضوعه لعملية جراحية عاجلة.

يذكر أن الأسير معتقل منذ 13 من الشهر الجاري. وكانت المحكمة العسكرية في عوفر قد عقدت جلسة تمديد توقيف للأسير بتاريخ 14 من الشهر الجاري، وجرى تمديد توقيفه 11 يوماً، وقد عُقدت المحكمة غيابياً دون حضوره نظراً لوضعه الصحي آنذاك.

دلالات