العثورعلى جثة رجل دين بعد اختطافه من منزله ببغداد

العثورعلى جثة رجل دين بعد اختطافه من منزله ببغداد

02 فبراير 2017
معروف باعتداله وابتعاده عن المواقف السياسية (فيسبوك)
+ الخط -
يستعد أهالي بغداد لتشييع جثمان أحد رجال الدين البارزين فيها، الشيخ أحمد الزيدي، الذي عثر على جثته مساء الأربعاء، بعد أسبوع من اختطافه من قبل مليشيا مسلحة اقتحمت منزله شرقي بغداد.

ويعتبر الزيدي أحد رجال الدين البارزين المعروفين باعتدالهم، ويشرف على جامع المشتل شرقي العاصمة بغداد.

ووفقاً لمصادر أمن عراقية، فإنّ دوريات الشرطة عثرت على جثة الزيدي في منطقة أطراف بغداد، خاضعة لنفوذ مليشيات "الحشد الشعبي"، بعد أسبوع من اقتحام مجموعة مسلحة منزله، واقتياده لمكان مجهول على مرأى من قوات الأمن المكلفة بحماية المنطقة.

وبينت أن جثة الشيخ المغدور حملت آثار تعذيب واضحة، وتم نقلها إلى دائرة الطب العدلي.

وقال شقيق الشيخ الزيدي، طه الزيدي، في حديث خاص مع "العربي الجديد": "تم اختطاف أخي قبل أيام من أمام منزلنا في منطقة المشتل شرق بغداد على يد مليشيا مسلحة، كانت تقلهم خمس عربات من نوع بيك أب بيضاء اللون لدى عودته إلى المنزل".


وأضاف أن "الخاطفين كان عددهم حوالى خمسة عشر شخصاً يرتدون ملابس عسكرية، وتوجهوا بالشيخ أحمد إلى جهة مجهولة، حتى عثر على جثته في منطقة على أطراف حي بغداد الجديدة".

ولفت إلى أن "جثة الشيخ كانت تبدو عليها بوضوح آثار التعذيب الذي تعرض له على يد الخاطفين، قبل إعدامه بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة وهو مقيّد اليدين". 

وأكد شقيق الشيخ أنّ "دائرة الطب العدلي في بغداد رفضت تسليم جثة الشيخ لعائلته، إلا بعد إصدار أمر قضائي".

وأوضح مقربون من الشيخ المغدور أن "الشيخ أحمد الزيدي كان يخطب لصلاة الجمعة في جامع المشتل ببغداد ولم تكن لديه مواقف سياسية، وكان نشاطه ينحصر في إعطاء وتلقي دروس العلم الدينية في مساجد بغداد".

يشار إلى أن اغتيال الشيخ الزيدي يأتي ضمن سلسلة الاغتيالات المستمرة والتضييق والمطاردة التي يتعرض لها رجال الدين والناشطون وغيرهم من الكفاءات العلمية، منذ احتلال العراق عام 2003 على يد مليشيات موالية لإيران وجهات تابعة للأحزاب السياسية.

واستنكر رجال دين في العاصمة بغداد صمت الحكومة العراقية تجاه جريمة اغتيال الشيخ الزيدي، كما حملوها المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له رجال الدين من بطش وتنكيل على يد المليشيات المتنفذة في بغداد وبقية مدن العراق.

وقال الشيخ محمد أحمد، أحد رجال الدين في بغداد، إنّ "الشيخ الزيدي اغتيل على يد مليشيات تابعة لما يعرف بالحشد الشعبي"، مبينا أن "الحكومة تلتزم الصمت كونها تخاف من تلك المليشيات وباتت أقوى منها" وفقا لقوله.

وأكد أن "السكوت عن تلك الجرائم الطائفية من قبل الأمن والحكومة على حد سواء يعني التواطؤ مع القتلة".

ودان مجلس علماء العراق في بيان له، صدر اليوم الخميس، الجريمة مبينا أن "الشيخ قتل على يد جماعة مسلحة اختطفته من منزله".ولفت البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أن "الشيخ لم يسلم من القتل بأبشع الأساليب وأحقرها" وفقا للبيان.