موجات الحرّ تقتل أطفالا عراقيين هاربين من المعارك

موجات الحرّ تقتل أطفالا عراقيين هاربين من المعارك

22 يوليو 2016
عراقيون يهربون من الحر إلى الأنهار (أحمد الربعي GETTY)
+ الخط -

كشفت مصادر صحية عراقية اليوم الجمعة، عن وفاة طفلين من نازحي مدينة الشرقاط (نحو 295 كيلومترا شمال غرب بغداد)، بعد خروجهم مع أسرهم من أطراف المدينة التي تستعد القوات العراقية لاقتحامها.

وقالت السلطات إن الطفلين توفيا بسبب موجة الحر الشديدة، حيث خرجت مئات الأسر إلى الصحراء بحثاً عن ملاذ آمن لأطفالها، لكنهم وقعوا فريسة الحر والعطش.
وذكر ناشطون أن ست حالات وفاة أخرى بين النازحين لم توثقها الجهات الحكومية، وأن السبب الرئيسي هو العطش تحت وطأة الحر الشديد، إذ اقتربت درجات الحرارة من 55 درجة مئوية.

وأوضح مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين أن "الطفلين المتوفيين يتراوح عمراهما بين عام وعام ونصف العام"، بينما حذرت الإدارة المحلية لمدينة الشرقاط، مما وصفتها بـ"الكارثة الإنسانية التي تنتظر أهالي البلدة التي تضم نحو 150 ألف مدني".
وتسببت موجة الحر التي تضرب البلاد حالياً بحالات إغماء للعشرات من النازحين والمواطنين في مناطق الوسط والجنوب، خصوصاً الأطفال وكبار السن والمرضى، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في عموم العراق.

ولم تنفع الوسائل البدائية التي يتبعها العراقيون لتخفيف وطأة الحر، كأحواض الماء البلاستيكية الصغيرة في المنازل، ومبردات الهواء التي تعمل بالشحن، بحيث لا تتوفر الكهرباء لإعادة شحنها.

فيما تواجه الحكومة العراقية انتقادات مستمرة منذ سنوات لعدم قدرتها على حل مشكلة انقطاع الكهرباء المستمرة منذ 13 عاماً، عقب احتلال البلاد عام 2003.
ويزيد انقطاع التيار الكهربائي من متاعب العراقيين في موجة الحر التي تعصف بالبلاد كل عام، لكنها كانت أشد وطأة خلال العامين الأخيرين.
وكان عشرات الأطفال وكبار السن توفوا، بينهم نازحون في مختلف المدن منتصف 2015، حين ضربت العراق موجة حر شديدة وصلت فيها درجات الحرارة إلى 65 درجة مئوية.

ويحاول ناشطون مدنيون إيصال قوالب الثلج لتبريد مياه الشرب إلى مخيمات النزوح، لكنها لا تكفي لسد الحاجة. وحذر الناشط فاضل الزبيدي، من خطورة استمرار الحكومة العراقية بتجاهل ما يجري للعراقيين خلال موجة الحر، خصوصاً النازحين منهم، من دون وضع حلول مناسبة.
وقال الزبيدي لـ"العربي الجديد": "نتجول في مخيمات النازحين في هذا الحر الشديد، ونحاول إيصال بعض قطع الثلج التي يتبرع بها ميسورون، لكنها لا تكفي لسد الحاجة. وجدنا مأساة إنسانية بسبب الحر، فالنازحون ليس بمقدورهم شرب الماء من دون ثلج بسبب حرارة الجو، ولا توجد طاقة كهربائية في المخيمات".

وتبدأ معاناة العراقيين كل صيف مع الانقطاع المستمر للكهرباء، ما يضطرهم لشراء المولدات المنزلية الصغيرة التي تستهلك دخلهم على الوقود وتصليح الأعطال، وهي أيضا لا تسد النقص الكبير في الطاقة الكهربائية.
وكشفت هيئة الأنواء الجوية العراقية، في تقرير قبل أيام، عن تأثر العراق بمنخفض جوي، ترافقه سحب غبار خفيف، مسجلة ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الشمالية إلى 50 درجة مئوية، فيما وصلت الحرارة في المناطق الوسطى إلى 51 درجة، والجنوبية إلى 53 درجة مئوية.

دلالات