أمجد الرشيد يغنّي آلام الناس

21 مايو 2016
يريد العيش في ألمانيا (العربي الجديد)
+ الخط -
تفرّقت عائلة أمجد الرشيد. يقول إن كل واحد من أفراد أسرته بات يعيش في بلد بسبب الحرب. الرشيد فلسطيني من سكان مخيم اليرموك في سورية. هو في العشرينيات من عمره. كان يدرس البرمجة ويعمل مع والده لكنّ الحرب غيرت مسار حياته. مع اشتداد القصف على المخيم، ترك والده سورية وهاجر إلى ألمانيا. أما شقيقه الأكبر، فسبقه إلى لبنان، وتحديداً إلى مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). أما شقيقته، فكانت تعيش مع زوجها خارج سورية. قرر الالتحاق بشقيقه والبحث عن عمل.

الرشيد يؤلّف أغنيات الراب. من خلالها، يعبّر عن ذاته مع مجموعة من رفاقه الذين كانوا معه في سورية، بالإضافة إلى آخرين في لبنان. يتواصل هؤلاء بعضهم مع بعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. يقول لـ "العربي الجديد": "نحن مجموعة شباب نؤلّف أغنيات الراب. حتى اليوم، ألفنا نحو تسعين أغنية بالإضافة إلى فيديوهات محمّلة على يوتيوب. من خلال الأغنيات، نطرح مواضيع سياسية واجتماعية وغيرها. ربما نتناول قصة طفل فقير حرم من التعليم، أو فقد أهله خلال الحرب، بالإضافة إلى قصص اللجوء وغيرها. كانت الانطلاقة من مخيّم اليرموك، إلا أننا تفرقنا وصار كل واحد منا يعيش في بلد. على الرغم من ذلك، لم نتوقّف عن التواصل، وصار كلّ واحد منا يكتب من المكان الذي يعيش فيه". يضيف: "في لبنان، التقيت بمجموعة من الشباب وبدأنا نتواصل بعضنا مع بعض".

المشكلة في لبنان تتمثّل في التكاليف المرتفعة لتسجيل الأغنيات، بعكس واقع الحال في سورية. في وقت لاحق، تعرّف على شاب سوري يدعى محمد، ويملك استوديو في مخيم عين الحلوة، علماً أنه كان من سكان دمشق وقد نزح إلى لبنان بعد الحرب في سورية. كذلك، يملك محلاً لبيع الهواتف الخلوية داخل المخيم. "بعدما قدم لنا التسهيلات اللازمة، صرنا نعمل بطريقة أفضل. نتمنى أن تصل أغنياتنا إلى أكبر شريحة ممكنة لأنها تمس واقعنا".

يتابع: "في الوقت الحالي، أعمل في لبنان. وحالي أفضل من كثيرين نزحوا من دون أن يجدوا عملاً. لكنني أسعى للّحاق بأبي في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أنني اشتقت إليه. لم أره منذ ثلاث سنوات. أفتقد لاجتماعاتنا العائلية". يحلم الرشيد بلم شمل العائلة. لم يعد يرغب في العودة إلى سورية، بل يريد اللحاق بوالده بحثاً عن عيش كريم. كذلك، يتمنى أن يعيش مع أمه وأبيه وكل أفراد عائلته، ويطور موهبته ليس رغبة في الشهرة فقط، بل بهدف إيصال القضايا التي تتناولها أغنياته إلى الجميع.

المساهمون