نشرة جهاد ياسين.. حال الطرق وحواجز الاحتلال بالضفة والقدس

نشرة جهاد ياسين.. حال الطرق وحواجز الاحتلال بالضفة والقدس

25 ابريل 2016
الصحافي المهتم بشؤون الناس اليومية (العربي الجديد)
+ الخط -
صباح كل يوم ينشر الفلسطيني جهاد ياسين (33 عاماً)، أخباراً مفصلة عن أحوال الطرق والحواجز العسكرية الإسرائيلية، على صفحة مجموعة أنشأها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل أن يذهب الموظفون والطلبة إلى دوامهم الرسمي والتجار إلى أعمالهم، ويوضح فيها طبيعة الحركة وما يمكن أن يشوبها من مشاكل أو أحداث أمنية أو حوادث سير، وحتى اعتداءات المستوطنين.

يواظب الصحافي ياسين على متابعته مسارات الطرق الفلسطينية في الضفة الغربية وبعض مناطق القدس، وأحوال حواجز الاحتلال، كي يسهل على المواطنين الفلسطينيين ويجنبهم الأزمات المرورية الناجمة عن الحوادث أو إغلاقات الاحتلال لحواجزه ولبعض الطرقات، أو نصبه حواجز طيارة مفاجئة.

والصحافي ياسين، الذي يعمل مخرجاً إخبارياً في فضائية تلفزيون فلسطين الرسمي، ويسكن حيث يعمل في رام الله منذ 10 سنوات، وجد نفسه مضطراً لتنفيذ تلك النشرة، بعد معاناته على حواجز الاحتلال كبقية الفلسطينيين من التفتيش والتدقيق، وما ينتج عنها من أزمات مرورية تسبب تأخره عند عودته من عمله إلى عائلته التي تسكن في مدينة عتيل شرق طولكرم إلى الشمال من الضفة الغربية، ويشير "كنت أتمنى أن يخبرني أحد بما يجري قبل وصولي إلى الحاجز، أو ما قد يحدث على الطرق".

يؤكد ياسين لـ"العربي الجديد"، أن متابعته هذه هي خدمة لمجتمعه، يقدمها كي يجنب الآخرين التعب ومشاق السفر الداخلي، وهي واحدة من أبرز ما يعانيه الفلسطينيون على حواجز الاحتلال.

بدأ جهاد ياسين العام الماضي، بنشر أخبار الطرق والحواجز على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، ثم أنشأ قبل ثلاثة أشهر مجموعة خاصة وصلت إلى أكثر من 13 ألف متابع، ثم أنشأ قبل أسبوعين صفحة رسمية ووصلت إلى نحو 4 آلاف متابع، كما أنشأ كذلك قناة على تطبيق "zello" يتابعها بعض الفلسطينيين، وينشر أي تحديث قد يحصل عليه من مصادره بعد التأكد منها، إذ أصبحت متابعاته مرجعاً لبعض وسائل الإعلام الفلسطيني، وللكثير من المواطنين الفلسطينيين الذين يستفسرون منه شخصياً عن حالة الطرق.


يستقي جهاد أخبار الطرق والحواجز من مصادره الصحافية الدقيقة التي اعتاد عليها، إما من خلال الارتباط الفلسطيني، أو من خلال السائقين العموميين الذين يعملون على الطرق، وربما من بعض الأصدقاء ومشتركي الصفحة والمجموعة على "فيسبوك"، والذين يعيد نشر مشاركاتهم بعد التأكد منها.

لاقت الفكرة رواجاً لدى المتابعين، الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم. وتحديثات الأخبار هذه تكون في غالبيتها مباشرة، إذ أصبح جهاد متعلقا بفكرته المجتمعية، وإن سها عنها يجد من يذكره بالسؤال عن أحوال الطرق، فيخبرهم لما يجري، أو ينصحهم بسلوك طرق أخرى.

غالبية المنشورات التي ينشرها تختص بأحوال الطرق والحواجز، لكنها تتنوع من باب التغيير، بمحتوى خارج عن تخصص الصفحة بما لا يزيد عن 10 في المائة.

لا يفكر جهاد بإنشاء موقع رسمي، ويكتفي فقط بمواقع وتطبيقات الهواتف الذكية، لسرعتها في نقل المعلومات التي يحتاجها كل مواطن فلسطيني.

وتنشر قوات الاحتلال في الضفة الغربية نحو 30 حاجزاً، وعشرات الحواجز الطيارة المفاجئة والمتغيرة بشكل يومي على الطرقات، وبعض النقاط العسكرية التي تكون خالية وتغلق بشكل مفاجئ.

المساهمون