"داعش" والنظام السوري أفرغا تدمر من معظم سكانها

"داعش" والنظام السوري أفرغا تدمر من معظم سكانها

12 ديسمبر 2016
موجات تهجير متعاقبة من وإلى المدينة(لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
تسببت المعارك الأخيرة بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقوات النظام السوري، والتي انتهت ببسط سيطرة التنظيم من جديد على مدينة تدمر الأثرية، أمس الأحد، في إفراغ المدينة من سكانها، في آخر موجة من عمليات التهجير المتكررة التي عاشتها المدينة.

وقال رئيس مجلس قيادة الثورة في مدينة تدمر، أحمد محمد القزعل، لـ"العربي الجديد": "إن قوات النظام نقلت أكثر من 300 عائلة من تدمر إلى مناطق سيطرتها في مدينة حمص قبيل سيطرة التنظيم عليها، في حين احتجز التنظيم لاحقاً من تبقى من العائلات في المدينة، ويقدر عددها بنحو 120 عائلة، معظمها من العائلات الفقيرة التي لم يشملها النظام بالإجلاء، كما اعتقل أعضاء الكادر الطبي في مشفى تدمر وأخذهم على الرقة، ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة".


وأضاف القزعل "إن التنظيم قتل صباح اليوم شخصين من أهالي المدينة الذين لم يستطيعوا الهرب، بتهمة أنهم من أتباع النظام، وبحسب مصادرنا سيسمح التنظيم للأهالي بالرجوع بعد ترتيب الأوضاع في تدمر من ناحية الغنائم".


وأعرب ناشطون عن تخوفهم من إقدام التنظيم من جديد على تفجير ما تبقى من آثار مدينة تدمر، ومنها المسرح الروماني، والمقابر الجنائزية، في حين أن الأولى جاءت على يد قوات النظام السوري الذي ألحقت نيرانه الأذى بقلعة تدمر.


وأعلن النظام السوري سابقاً عن خطة لإعادة ترميم الآثار في مدينة تدمر، بعد أن استعادها من التنظيم في آذار/مارس من العام الجاري.


وتابع القزعل "لم يجرِ النظام أي عمليات ترميم، بل وضع المعسكرات الروسية في الحرم الأثري للمدينة، واليوم تعمد قصف القلعة وهي أبرز معالم تدمر، مما خلف فتحات في جوفها ويعرضها للانهيار، كما أنه لم يُعد أياً من الآثار التي سحبت في وقت سابق من المدينة، ووضعت في متاحف دمشق واللاذقية".


إلى جانب التغيرات الكبيرة التي طرأت على معالمها الأثرية بسبب عمليات الكر والفر بين الجانبين، عاشت المدينة تغيرات كبيرة في تركيبتها السكانية. ومع بداية الثورة السورية شهدت تدمر حركة نزوح إليها من بعض أرياف مدينة حمص، وزاد عدد سكانها من 75 ألفاً إلى نحو 125 ألفاً.


إلا أن حركة نزوح كبيرة طرأت على المدينة مع سيطرة تنظيم "داعش" عليها للمرة الأولى في مايو/ أيار من عام 2015، أعقبتها موجة نزوح أخرى بعد استعادة النظام لها في مارس/ آذار 2016. ونزح عدد كبير من الأهالي إلى مخيم الرقبان الصحراوي الحدودي مع الأردن، في حين نزح آخرون إلى المناطق الشمالية من سورية. وأعاد النظام حينها عدداً من العائلات الموالية له إلى المدينة، إلى أن خلت من سكانها يوم أمس مع سيطرة "داعش" عليها للمرة الثانية.