غزة: فريق خيري نسوي بتمويل ذاتي لمساعدة الفقراء

غزة: فريق خيري نسوي بتمويل ذاتي لمساعدة الفقراء

31 مارس 2015
الحصار أدى لزيادة الفقر في غزة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
شكل المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة، مطلع العام الماضي 2014، وما ألحقه من أضرار في عشرات المنازل والأحياء السكنية، النواة الأولى التي جمعت السيدة نشوة عنان، مع صديقاتها، حول فكرة تقديم المساعدة لمن نزح إلى مراكز الإيواء، من خلال تشكيل فريق تطوعي دائم النشاط.
ويعرف أصحاب الفريق أنفسهم، بأنهم فريق خيري نسوي، مستقل يعمل حالياً داخل مدينة غزة، بجهود ذاتية من أعضاء الفريق، ويهدف في المقام الأول لمساعدة الفقراء وتخفيف معاناتهم بقدر المستطاع، بمختلف الوسائل المتوفرة.
وتقول عنان لـ "العربي الجديد" إن مشاهد العائلات التي اتخذت المدارس مأوى لها، بعدما فاضت على بيوتها مياه الأمطار، المختلطة بمياه الصرف الصحي، دفعتني لتشكيل فريق نسوي، مكون من خمس عشرة سيدة، اجتهد في تقديم ما يفيض من منازل المقتدرين لإغاثة المنكوبين حينها.
وينشط الفريق على مدار العام، وتنقسم أنشطته بين الموسمية والدائمة، كحملة "أجره ولا هجره"، التي تهدف إلى تقديم أي شيء فائض عن حاجة البيت، يمكن التبرع به لصالح أسر أخرى محتاجة، وتبدأ من الملابس والأحذية والأغطية إضافة إلى أثاث البيت والأجهزة الكهربائية، وصولا إلى ألعاب الأطفال.
وتضيف عنان، وهي ربة بيت ومدرسة متقاعدة عن العمل، أن من حملات الفريق الموسمية، حملة "نور آمن" التي تقدم للعائلات الفقيرة الوسائل البسيطة والآمنة للإضاءة، بدلا من الشموع، التي قد ينشب عنها نتائج كارثية، في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وكذلك حملة "خبز الفقير في رمضان".
وقدم الفريق التطوعي الخيري النسوي، الزي المدرسي، لأبناء العائلات المستورة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، تستهدف تحديدا العائلات التي نزحت من بيوتهم، بعد تدميرها خلال العدوان الإسرائيلي صيف 2014 الماضي.
ويعاني سكان قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، من عدة أزمات، أثرت على كافة مناحي الحياة، كانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميا، وتأخر عملية الإعمار والبناء، نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر التجارية، الأمر الذي تسبب في زيادة معدلات البطالة، ورفع مستوى الفقر بين كافة شرائح المجتمع.
من جهتها، تقول الناشطة في الفريق، خلود أبو زينة، إنّ من إنجازات الفريق، توفير فرص عمل لبعض السيدات ممن لا مصدر دخل مالي لهن، عبر شراء ماكينات خياطة أو تصوير، أو المساهمة في افتتاح مشاريع صغيرة خاصة، كعمل المعجنات أو الحلويات.
وتبين أبو زينة، لـ "العربي الجديد" أن الفئة المستهدفة من أنشطة الفريق، هي النساء المهمشة التي تعيش ظروفا اقتصادية بالغة الصعوبة، حيث يتم التعرف إلى احتياجات المستفيدات من خلال المعرفة المباشرة لحالة الأسرة أو بالكشف الميداني.
وأشارت المتطوعة أبو زينة إلى أن الفريق يشكل حلقة وصل بين العائلات الفقيرة، وبين أصحاب المؤسسات الإغاثية الخيرية، ويستغل مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلان عن حملته وجمع التبرعات.
ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت معدلات البطالة في قطاع غزة مع نهاية عام 2014، 32.6%، بواقع %27.8 بين الذكور مقابل 53.1% للإناث، كما سجل أعلى معدل بطالة للفئة العمرية 24-15 سنة لكلا الجنسين حيث بلغت57.2%، بواقع 51.8% بين الذكور، مقابل 86.3% بين الإناث.
وتبدي القائمات على الفريق التطوعي، رغبة شديدة في توسيع نطاق عملهن ليشمل مختلف مناطق قطاع غزة، إلا أن جملة من التحديات تواجه تلك الرغبة، أبرزها اعتماد الفريق على التمويل الذاتي في تنفيذ أنشطته وتقديم مساعدته.
ويواجه الفريق، عائق عدم وجود مكان مناسب يحتضن أنشطة الفريق، يوسع من خلاله أنشطته وفق رغباته وطموحاته، وكذلك ضعف الإمكانات المادية التي تؤثر سلبا على حجم المساعدات التي تقدم للحالات الفقيرة التي يعرفها الفريق، وخاصة المرضية منها التي بحاجة إلى علاج دائم.

المساهمون