الدنمارك تخشى تصاعد عنف الكراهية تجاه المسلمين

الدنمارك تخشى تصاعد عنف الكراهية تجاه المسلمين

22 فبراير 2015
الكراهية تضرب المجتمع الدنماركي (العربي الجديد)
+ الخط -


عبّر وزير الداخلية الدنماركي، مورتن أوسترغوورد، عن رفضه تحول عنف الكراهية إلى جزء من الحياة اليومية لمواطنيه، بعد تزايد الشكاوى من المواطنين المسلمين في البلاد من التعرض لمضايقات وأعمال عنف على خلفية الكراهية.

وجاءت تصريحات أوسترغوورد بعد تحرشات ومضايقات تعرض لها مسلمو بلاده، المقدر عددهم بـ 210 ألف شخص، منذ نهاية الأسبوع الماضي، إذ وقع حادث إطلاق نار نفذه شاب من أصول عربية.

وبحسب ما صدر عن منظمات عدة متخصصة في رصد الاعتداءات، فإنها تراوحت بين التلويح بقبضات اليد والإشارة بالخنق والبصق ونزع الحجاب والتلفّظ بتعبيرات عنصرية والدفع عن قصد.

وتشير كل من منظمة "اكسيت سيركل" المتخصصة في مكافحة التشدد ومنظمات الجالية المسلمة إلى أن حوادث التعرض للمسلمين زادت بشكل ملموس خلال الأسبوع.

وبحسب ما نقل التلفزيون الدنماركي اليوم الأحد، عن نائبة مدير منظمة "اكسيت سيركل" والمستشارة القضائية فيها خاطرة برواني، فإن "العديد من الفتيات المسلمات جرى التعرض لهن جسدياً ولفظياً. وتواصلن معنا لمعرفة كيفية التصرف في مثل هذه الحالات".

إقرأ أيضاً:
هجوم كوبنهاغن: الإعلام يكشف عن عنصريته ضد العرب

وزير الداخلية من جهته، وبعد جولة قام بها في منطقة نوربرو، إحدى ضواحي كوبنهاغن، حيث يسكن عرب ومسلمون، قال إن "على الحكومة إيجاد طريقة لمعرفة حجم جرائم الكراهية. وعلينا العمل لكي لا تصبح جزءاً من يومياتنا".


وفي الأيام الأولى التي تلت جريمة كوبنهاغن لم تقم وسائل الإعلام الدنماركية بالحديث عن هذه الاعتداءات، وتم تجاهلها إلى أن بدأ بعضهم يتململ من تلك اللامبالاة.

لكن منظمات عدة قالت إنها تلقّت العديد من الشكاوى التي كانت معظمها من فتيات مسلمات تحدثن فيها عن قيام أشخاص بالبصق عليهن ومحاولة نزع حجابهن بالقوة مع ألفاظ مسيئة إليهن وإلى دينهن، وهو ما أكدته المستشارة القانونية خاطرة برواني التي رصدت عشر حالات اعتداء خلال أيام.

ونقلت صحيفة "العامل" اليسارية عن جمعيات إسلامية تزايد حالات الاعتداء، وقال المتحدث باسم الجالية المسلمة، عمران شاه للصحيفة: "ما يتشكل أمامنا هو تحول الأمر إلى ظاهرة. لم يعد الحديث عن حالات فردية".

وبالرغم من نفي الشرطة الدنماركية علمها بتلك الاعتداءات التي تعرضت لها فتيات مسلمات، ردت خاطرة برواني قائلة: "هذا الأمر ليس موضع نقاش، فبمجرد أن يتصرف مسلم بطريقة ما يجري وصف تصرفاته بأنها متشدّدة، لكن حينما يقوم رجل أو امرأة من البيض بنفس الفعلة لا يجري التركيز على أفعالهم ووصفها كما ينبغي".


واعتبرت براوني أن "مناقشة الأمر بهذا الشكل الذي تقوم به الشرطة يعد تمييزياً بحد ذاته"، رافضة في الوقت ذاته أن يجري "التقليل من خطورة الاعتداءات "التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التشدّد في صفوف الشباب".

من ناحية ثانية منعت الشرطة في كوبنهاغن شباباً دنماركيين مسلمين من إقامة حلقة سلام، كتلك التي شهدتها أوسلو، في محيط كنيس يهودي بكوبنهاغن تعرض لإطلاق نار فجر الأحد الماضي.

واتفق مجموعة من الشبان الثلاثاء الماضي على القيام بذلك التحرك من خلال مبادرة يردّون فيها على إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين، ورداً على دعوات إلى تهجير يهود الدنمارك الذين يبلغ عددهم نحو ثمانية آلاف، والتي وردت على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضاً:
يهود أوروبا يرفضون دعوة نتنياهو وينتظرون الثمن

ولم تشأ شرطة كوبنهاغن المستنفرة حتى اللحظة إعطاء رخصة للتوجه نحو الكنيس اليهودي وإقامة حلقة سلام تطمئن الجالية اليهودية في الدنمارك، وعللت الشرطة رفضها بـ "دواعٍ أمنية". وقال مادس ينسن، من الشرطة "إعطاء تصاريح للتحرك في الأماكن التي تحرسها الشرطة ممنوع لأننا لا نريد جمهرة".

بعض الشباب العرب الذين وجدوا في منطقة نوربرو، مساء يوم الجمعة الماضي، قالو لـ "العربي الجديد" إنهم تعرضوا لتوجيه البنادق تجاههم. وقال أحدهم: "كنا نقود السيارة قبل أن يجري توقيفنا. طلب منا جميعاً الخروج والجلوس متشابكي الأيدي. لم نصدق ما نسمعه، سألناهم ماذا تقصدون، فقال الشرطي ومعه شرطية موجهين البنادق إلينا: "من الآن فصاعداً كل ذي بشرة سمراء سيجري التعامل معه على هذا النحو". ضحكت غير مصدق. وسألت ماذا تعني بـ "بشرة سمراء؟" حاول الشرطي حينها سحب كلامه ظناً منه أنني لا أفهم بينما لا أتحدث سوى الدنماركية، وبدأ يبرر بأن ما حدث يوم السبت الماضي يجعلهم يشكون حتى بالصيني".