20 % من التونسيين يفكّرون في الهجرة

20 % من التونسيين يفكّرون في الهجرة

08 ديسمبر 2021
قرابة خُمس التونسيين لديهم نية الهجرة خارج تونس (وسيم جديدي/Getty)
+ الخط -

يفكّر 20% من التونسيين ممّن تجاوزوا سن الـ15 عاماً في الهجرة، فيما بدأ 14.3% منهم الترتيبات الفعلية لمغادرة البلاد، بحثاً عن العمل وفرص عيش أفضل، وذلك بحسب نتائج مسح حديث للهجرة الدولية في تونس، أشرف على إنجازه المعهد الوطني للإحصاء، بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة، بدعم من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة.

وقدّر المسح عدد التونسيين الذين يفكّرون في الهجرة بحوالي 1.7 مليون من مجموع 8.4 ملايين مواطن تجاوزوا سن الخامسة عشرة من حاملي الجنسية التونسية والمقيمين في البلاد لمدة لا تقلّ عن ثلاثة أشهر، وفق المعايير الدولية للهجرة.

كذلك كشفت نتائج الدراسة أنّ قرابة خُمس التونسيين لديهم نية الهجرة خارج تونس، حيث يراود حلم المغادرة بالأساس من تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة من غير المتزوجين والمتعلمين، لكنهم عاطلون عن العمل ويقيمون في إقليم تونس الكبرى، أو في الوسط الشرقي أو في الجنوب الشرقي للبلاد.

وأظهر المسح أنّ الحصول على فرصة عمل وظروف عيش أفضل من أهم دوافع الهجرة. وتمثّل الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وإيطاليا وألمانيا، الوجهة المفضّلة لقرابة 7 أشخاص من 10 لديهم نيّة الهجرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "نتائج المسح التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً متوقعة"، مؤكداً أنّ "الهجرة تحوّلت إلى مشروع أسري لدى التونسيين".

وأفاد في السياق ذاته، بأنّ "مغادرة البلاد حلم يراود مختلف الفئات الاجتماعية، ولا يمكن حصره في الفئات العاطلة عن العمل". وأكّد أنّ "المنحى التصاعدي للهجرة أخذ توجهاً لافتاً في السنوات العشر الأخيرة، لكنه تفاقم بشكل لافت مع تواصل الأزمة السياسية في البلاد وانسداد الأفق في تحسّن الوضع المعيشي العام".

وتمّ تفسير ارتفاع عدد المهاجرين في السنوات الأخيرة من ذوي الكفاءة العلمية، بحالة القلق العام من تأخّر الحلول الاجتماعية والاقتصادية في تونس، وتراجع كل الخدمات العامة من نقل وصحة وتعليم، فضلاً عن تهميش الكفاءات وضعف أجورهم مقابل نظرائهم في دول متقدمة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويقدّر عدد المهاجرين التونسيين الحاليين بحوالي 566 ألف شخص وفق نتائج المسح الأخير، من بينهم 388 ألفاً من الرجال و178 ألفاً من النساء، حيث يُقيم معظمهم في ثلاث دول أوروبية، هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا، كما أنّ معظمهم من إقليم الشمال الشرقي وتونس الكبرى والوسط الشرقي.

وقد غادر نصف المهاجرين الحاليين تقريباً، من أجل البحث عن عمل وتحسين دخلهم، أمّا التجمّع الأسري فكان السبب الرئيسي في مغادرة ثلثي المهاجرات.

وتتميّز الهيكلة العمرية للمهاجرين الحاليين بغالبية نسبية لفئة الشباب، حيث إنّ أربعة مهاجرين من 10 تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، وتنطبق هذه الهيكلة على كلا الجنسين.

كما يتمتّع الجيل الجديد من المهاجرين بمستوى تعليم أفضل مقارنة بالسكان المقيمين في تونس، حيث إنّ مهاجراً من ثلاثة له مستوى تعليم عال، بينما تمثّل نسبة المهاجرين من غير المتعلّمين أقلية لا تتجاوز نسبة 3.3%. وقد عرفت هجرة ذوي المستوى التعليمي العالي تسارعاً في نسقها خلال السنوات الأخيرة، حيث غادر 39000 مهندس و3300 طبيب البلاد بين 2015 و2020 من أجل فرص عمل في الخارج.

وأثناء إجراء المسح، صرّح 55.5% من المهاجرين الحاليين بأنهم يزاولون أنشطة مهنية في بلد المهجر، في حين كانت هذه النسبة قبل الجائحة تقدّر بـ 63.4%، وهو ما يبرز الأثر السلبي للأزمة الصحية على نشاط التونسيين في دول الإقامة.

المساهمون