نفايات بيروت تعود إلى الواجهة: قرار برفعها بمؤازرة أمنية

نفايات بيروت تعود إلى الواجهة: قرار برفعها بمؤازرة أمنية

29 اغسطس 2022
تكدّس النفايات مشهد يتكرّر في أكثر من منطقة لبنانية (حسين بيضون)
+ الخط -

استؤنفت أعمال رفع النفايات، صباح اليوم الإثنين، من شوارع العاصمة اللبنانية بيروت وقضاءي المتن وكسروان في محافظة جبل لبنان، وسط البلاد، وذلك بمؤازرة أمنية وحماية من قبل جهاز أمن الدولة إلى مطمر الجديدة-برج حمود (شرقي بيروت) بعد إقفاله منذ يوم الجمعة الماضي على خلفيّة إشكالات أمنية تُسجَّل مع "النكّيشة".

وارتفعت ظاهرة النكّيشة في لبنان في ظلّ الانهيار الاقتصادي والنقدي وعجز السلطة السياسية عن إدارة ملفّ النفايات التي تنتشر على الطرقات بـ"غزارة"، وتطفح بها المستوعبات.

وتعمد مجموعات من الأشخاص، من بينها قصّر، إلى نكش النفايات وأخذ ما يمكن بيعه من كرتون وبلاستيك وزجاج وغيرها، الأمر الذي يؤدّي إلى حصول مشاحنات أمنية كثيرة انعكست إقفالاً لمطمر الجديدة-برج حمود حتى تأمين الحماية للشاحنات والآليات التي تدخل إلى المكبّ.

وتعود أزمة النفايات هذه المرّة من البوابة الأمنية لا المالية، لذا فإنّ توقّف شركة "رامكو" المكلّفة رفع النفايات عن عملها يعود إلى حادثة أمنية سُجّلت مع النكيشة يوم الجمعة الماضي، وتُعَدّ من الإشكالات المتكررة التي وصلت في السابق إلى حدّ طعن سائقي الشاحنات التابعين للشركة بالسكاكين، الأمر الذي دفعها إلى رفع الصوت والتوجّه إلى الجهات الأمنية وتلك المعنية الأخرى لإيجاد حلّ، علماً أنّ النكّيشة ما زالوا ينتشرون في كلّ المناطق اللبنانية، في ساعات الصباح كما الليل.

الصورة
أزمة نفايات في لبنان 2 (حسين بيضون)
عادت الشركة المتعهدة برفع النفايات إلى مهامها (حسين بيضون)

وقد اتّخذ وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين قراراً بفتح المطمر اليوم الإثنين، على الرغم من تأكيده في وقت سابق أنّ الأمر منوط بمجلس الإنماء والإعمار صاحب الصلاحية. كذلك، كُلّف جهاز أمن الدولة بتأمين الحماية للمطمر بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

في هذا الإطار، يقول رئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشكلة النكّيشة طويلة ولم يُصر إلى إيجاد حلٍّ لها، وإنّ المعنيَّين المباشرَين في هذه القضية هما مجلس الإنماء والإعمار ومتعهّدو النفايات، أي شركة رامكو".

ويلفت جبارة إلى أنّ "عمليات رفع النفايات بدأت، لكن ليس في كلّ المناطق، ونأمل حلّ المشكلة بطريقة شاملة ونهائية كي لا نعود في كلّ مرّة إلى الأزمة نفسها، سواء المرتبطة بالنكّيشة أو بالمطامر التي لم تعد تستوعب النفايات. لكنّه للأسف يأتي التعاطي مع الملف من بوابة الاستثمار، لذلك لا نرى أيّ حلّ جدي للمشكلة".

ويشكو المواطنون في بيروت ومنطقتَي المتن وكسروان منذ أيام من تكدّس النفايات على الأرصفة وفي الشوارع ومحيط المستوعبات، وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات نتيجة ذلك، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن فتح نوافذ منازلهم في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة وسط انقطاع التيار الكهربائي.

وتعقد لجنة البيئة النيابية أكثر من لقاء للتباحث بملف النفايات، خصوصاً قبل حلول فصل الشتاء.

وكان رئيس اللجنة النائب غيّاث يزبك قال إنّ "همّنا الأساسي هو أزمة النفايات التي تتنامى بشكل سرطاني وتهدّد الصحة العامة وسمعة لبنان، وتهدّد الحياة اليومية للبنانيين بكوارث لا قدرة لهم على تحمّلها".

وقد أشار يزبك إلى أنّ اجتماعاً عُقد الأسبوع الماضي بحضور وزير البيئة، تناول ما يمكن القيام به قبل فصل الشتاء لتلافي كارثة كبيرة، إذ وصلت المطامر إلى طاقتها الاستيعابية وعلى مساحة لبنان كلّه.

المساهمون