مياه الأمطار تنعش آمال عودة الحياة إلى الأهوار العراقية

مياه الأمطار تنعش آمال عودة الحياة إلى الأهوار العراقية

04 يناير 2023
أزمة الجفاف غيّرت المعالم الطبيعية لأهوار العراق (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكّدت منظمات عراقية ومختصون في المجال البيئي أن كميات الأمطار التي هطلت في العراق أنعشت الآمال في إعادة الحياة إلى أهوار الجنوب، والتي عانت أخيراً من أزمة جفاف غيّرت معالمها الطبيعية، وسط دعوات لزيادة حصصها المائية.

والأهوار العراقية التي تتفرّد بها طبيعة هذه البلاد مسطّحات مائية ضخمة تستمدّ مياهها من نهرَي دجلة والفرات بشكل رئيس، وتمتد في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنّى ومناطق حدودية مع إيران جنوبي وجنوب شرقي البلاد.

وقد سجّل العام الحالي نزوح عدد من العائلات من مناطق الأهوار بسبب الجفاف، إذ إنّها تعتمد على تربية الجواميس والمواشي وصيد السمك اللذين تأثّرا بالجفاف، فيما تأثّرت الزراعة بذلك أيضاً.

وعلى إثر غزارة الأمطار التي هطلت أخيراَ على البلاد، دفعت وزارة الموارد المائية كميات مائية نحو الأهوار، وأكد المتحدث باسم الوزارة علي راضي، في تصريحات صحافية سابقة، أن "هناك تحسناً في كميات الخزين المائي للبلاد، نتيجة هطول الأمطار والسيول، وقد تم توجيه الجزء الأكبر منها إلى مناطق الجنوب، وتأمين حصة الأهوار".

من جهته، قال المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق، وهي منظمة معنية بالطبيعة في البلاد، جاسم الأسدي، إن "الموقف المائي في الأهوار من الناحية الهيدرولوجية (توزيع وحركة المياه) جيد في الوقت الحالي، فقد أخذت تستعيد جانباً من حياتها"، مبيناً في تصريح صحافي، أمس، "ارتفاع المياه في عمود نهر الفرات المغذي لأهوار الجبايش من 64 سنتيمتراً إلى 99 سنتيمتراً عن مستوى سطح البحر، أي بزيادة 35 سم خلال أقل من شهر".

وأكد أن "هذا الارتفاع في مناسيب المياه أنعش مغذيات مناطق الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، وأسهم في زيادة تدفق المياه في الأهوار، وهو ما رفع مناسيبها في مناطق كانت جافة"، مشيراً إلى أن "منسوب المياه بلغ في منطقة البركة البغدادية 15 – 20 سنتمتراً، بعد أن كانت جافة تماماً، وأن القصب والبردي بدأا ينموان بصورة تدريجية بعد أن أنعشتهما مياه الأمطار".

وأشار إلى "عودة أسراب الطيور المحلية إلى التحليق في مناطق الأهوار"، مؤكداً أن "الأهوار العراقية بصورة عامة حصلت على مياه جيدة في الآونة الأخيرة".

من جهته، دعا الناشط في المجال البيئي، عدنان الركابي، الحكومة إلى وضع خطة متكاملة لإنعاش الأهوار، وقال الركابي لـ"العربي الجديد" إن "الأهوار كادت تخرج أخيراً من لائحة التراث العالمي، بعد أن فقدت جزءاً كبيراً من طبيعتها بسبب الجفاف"، مؤكداً أن "كميات الأمطار أعادت الأمل بعودة الحياة لها، لكن الموضوع يتعلق بالخطة الحكومية التي يجب أن تكون محكمة لأجل إعادة الحياة وتشجيع العائلات التي نزحت من الأهوار على العودة إليها".

وأدرجت أهوار العراق عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية، بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب، منها مثل أور وأريدو والوركاء، إلا أن أزمة المياه التي تعاني منها البلاد أثارت مخاوف من شطب الأهوار من لائحة التراث العالمي، وإدراجها ضمن القائمة الحمراء.

وعرفت أهوار العراق سابقاً بجمال طبيعتها وغزارة مياهها وتنوّعها البيئي، ومن أهم الأهوار في ذي قار أهوار الجبايش شرق مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (350 كم جنوب العراق)، وتعد امتداداً لهور أبو زرك وهور الحمّار وتتغذى أهوار من نهر الفرات ونهر دجلة، وتوجد فيها أنواع عديدة من الطيور والأسماك، والنباتات المائية، ونبات القصب، والبردي.

يشار إلى أن مساحة الأهوار تفوق 16 ألف كيلومتر مربع، وتمتد بين حدود العراق وإيران. إلا أن الجزء الأكبر منها داخل العراق، وتشكّل حواجز جغرافية على تخوم مدن جنوبية كالناصرية والعمارة والبصرة. ووفقاً لبعض التقديرات فإن مساحة المناطق، التي ما زالت مغمورة بالماء، تقل عن 30 في المائة من مساحة المنطقة على أحسن تقدير.

المساهمون