مشروع لقوننة لغة الإشارة البريطانية في المملكة المتحدة

مشروع لقوننة لغة الإشارة البريطانية في المملكة المتحدة

28 يناير 2022
يمنح الصم فرصاً متساوية في الحصول على التعليم والخدمات العامة (Getty)
+ الخط -

في خطوة لتعزيز لغة الإشارة BSL في المملكة المتحدة، كشفت جمعية الصمّ البريطانية أنّ مشروع قانون تقدمت به النائبة روزي كوبر، يمنح الصم فرصاً متساوية في الحصول على التعليم والخدمات العامة.

ومن شأن مشروع القانون، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الخميس، تشجيع الإدارات الحكومية والهيئات العامة على اتباع الإرشادات الخاصة بهذه اللغة.

الخطوة هذه، كانت محلّ ترحيب من قبل عدد من النواب بمن فيهم وزيرة برنامج العمل والمعاشات كلوي سميث، واصفة مشروع القانون بأنه "أداة مهمة للتواصل الفعّال بين مختلف شرائح المجتمع".

ورأت أنه قد يكون أمراً حيوياً لخلق مجتمع أكثر شمولية. وقالت، بحسب ما أوردته الصحيفة، إنّ "الاعتراف القانوني بلغة الإشارة البريطانية في المملكة المتحدة، خطوة مهمة نحو ضمان عدم استبعاد الصم وحرمانهم من تحقيق إمكاناتهم".

ومن شأن تمرير مشروع القانون، تأكيد الالتزام الحكومي بتحسين حياة الصم، وتشجيع المنظمات في جميع أنحاء البلاد على استخدام هذه اللغة، مما يعود بالنفع على أنفسهم ومجتمع الصم.

ما هي لغة الإشارة BSL؟

بحسب جمعية الصم البريطانية (مؤسسة خيرية تقوم بحملات وتدافع عن الأشخاص الصم الذين يستخدمون لغة الإشارة البريطانية ) تعتبر لغة الإشارة البريطانية (BSL) اللغة المفضلة لأكثر من 87000 شخص أصمّ في المملكة المتحدة.

تنطوي اللغة على حركة اليدين والجسم والوجه والرأس، كما يستخدمها الآلاف من الأشخاص الذين لا يعانون من الصمم، ولكن لفهم التواصل والتقارب مع الأشخاص الفاقدين للسمع.

الصورة
تنطوي اللغة على حركة اليدين والجسم والوجه والرأس (Getty)

ووفق الجمعية، فعلى الرغم من الاعتراف بلغة BSL كلغة "رسمية" من قبل حكومة المملكة المتحدة في عام 2003، إلا أنها لا تتمتع بحماية قانونية، ولذا إذا مرّ مشروع القانون، اليوم الجمعة، فستكون أمامه مرحلتان إضافيتان قبل أن يصبح قانوناً ملزماً، ومن المتوقع أن تتم القراءة النهائية في مارس/آذار المقبل.

ما الفرق بين لغتي الإشارة البريطانية والأميركية؟

على الرغم من عدم وجود لغة إشارة عالمية، ومعظم البلدان لديها لغة إشارة خاصة بها، إلا أنّ هناك بعض الإيماءات أو مجموعة من العلامات المعترف بها دولياً، والتي يطلق عليها لغة الإشارة الدولية، والتي تكون مقبولة أثناء الاجتماعات الدولية للصم. وعادة ما تعتمد الإشارة الدولية على الإيماءات وحركات جسدية، ويسهل فهمها للغربيين أي المجتمعات الأميركية، البريطانية والأوروبية، أكثر من مجتمعات الصم الأفريقية والآسيوية.

وبحسب هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، تعدّ لغة الإشارة البريطانية BSL واحدة من مئات اللغات المستخدمة حول العالم، وتختلف عن لغة الإشارة الأميركية ASL على الرغم من وجود نحو 30% من التعابير والإيماءات المشتركة. إذ تعرّف ASL، لغة الإشارة الأميركية، بأنّها اللغة المستخدمة في الولايات المتحدة، وبعض المناطق التي تتحدث الإنكليزية، وهي لغة بصرية منظمة يتم التعبير عنها من خلال تعبيرات الوجه وكذلك الحركات باليدين.

على الرغم من أنّ كلا من ASL وBSL لهما سمات أساسية متشابهة للغات الإشارة، إلا أنّ هناك اختلافات واضحة بينهما، إذ تستخدم ASL الأبجدية اليدوية بيد واحدة، فيما تستخدم BSL الأبجدية اليدوية ثنائية اليد، أي عبر كلتا اليدين.

نقلة نوعية

عبّرت النائبة البريطانية التي اقترحت مشروع القانون روزي كوبر، وكان والدها أصمّ، عن سعادتها لهذه الخطوة، ورأت أنّ مجتمع الصم يجب أن يكافح باستمرار من أجل أن يُسمع، ووفق تعبيرها، ولذلك "فإنّ هذا القانون يُرسل رسالة واضحة مفادها بأنّ الصم في المملكة المتحدة، يستحقون المساواة".

الصورة
الصم في المملكة المتحدة يستحقون المساواة (Getty)

ويعاني مجتمع الصم في المملكة المتحدة من جملة تحدّيات، لعل أبرزها؛ عدم القدرة على التواصل خارجال مجتمع. بحسب كوبر، لا يمكن للأصم أن يتعامل مع الطبيب في حال لم يكن هناك مترجم، وهذا يؤشر إلى عدم مراعاة الخصوصية.

بدوره، أكد رئيس جمعية الأصم في المملكة المتحدة ديفيد بوكستون، على معاناة الصم في المجتمع، مشيراً إلى أنّ الصم لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى المعلومات والخدمات الأساسية المتوفرة لباقي السكان.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

وكانت جمعية الصم البريطانية (BDA) قد أطلقت حملة BSL Act Now، في 18 مارس/آذار الماضي، كجزء من أسبوع لغة الإشارة، ودعت الحملة الأشخاص الصم إلى الكتابة إلى نوابهم، ومطالبتهم بتقديم مشروع قانون BSL. تلقى ما يقرب من 90% من النواب خطاباً من ناخبيهم يدعونهم إلى استخدام اللغة كلغة رسمية.

ويعاني الكثير من فاقدي السمع من مشاكل أساسية وتحديات في المجتمع البريطاني، ووفق جمعية الأصم البريطانية، فقد تكون هناك مئات الأمثلة يومياً عن التحديات التي تواجه الصم، وعلى رأس هذه الأمثلة، التلميذ الأصم والناشط دانيال جيلينغ الذي لم يكن قادراً على الحصول على شهادة الثانوية العامة (GCSE) بلغته المفضلة BSL ، حيث لم يتم تقديمها كخيار في المدرسة، كما فشل أيضاً مكتب رئيس الوزراء البريطاني في توفير مترجم BSL لإعلانات فيروس كورونا، مما تسبب في فقدان الآلاف من الأشخاص الصم للمعلومات الصحية الحيوية، في واقعة اعتبرت بأنّها "انتهاك لقانون المساواة".