ليبيا: إقبال ضعيف على الأنشطة الصيفية بالمدارس الخاصة

ليبيا: إقبال ضعيف على الأنشطة الصيفية بالمدارس الخاصة

23 يوليو 2023
مستوى المدارس الحكومية الليبية متدهور (عبد الله دومة/ فرانس برس)
+ الخط -

تتنوع أنشطة النوادي الصيفية، بحسب ما تعلنه المدارس الخاصة في ليبيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين ممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة، ورياضات الدفاع عن النفس، والسباحة، وألعاب القوى، فضلاً عن دورات تحفيظ القرآن، وتعليم الخط والرسم، وأفكار التدبير المنزلي للفتيات، كما تعتني أغلب المدراس بتنظيم دورات التقوية في المناهج الدراسية لدعم مستوى الطلاب، أو تأهيلهم للسنوات المقبلة.

يقول حامد المبسوط، وهو ولي أمر من زليتن، إن مدرسة طفليه لم تتمكن هذه السنة من جمع العدد الكافي من التلاميذ لافتتاح النادي الصيفي بسبب عدم الإقبال على التسجيل، ويضيف لـ"العربي الجديد": "اضطررت لزيارة ثلاثة مدارس بحثاً عن نادي صيفي، وحالياً أقطع مسافة كبيرة يومياً لتوصيل طفلي إلى نادي المدرسة البعيدة عن مكان سكني. مستوى مدرستهم جيد، لكن السبب الذي دفعني للبحث عن نادي صيفي هو رغبتي في إدراجهم ببرامج تعليم اللغة الإنكليزية، إذ لا تملك كل المدارس مدرسين ذوي كفاءة لتأسيس الأطفال، وربما نقص المدرسين هو ما يمنع بعض المدارس من إدراج اللغة الإنكليزية في نواديها الصيفية".

من جانبها، ترى المفتشة التربوية، انتصار المصلي، أن أبرز أسباب تراجع الإقبال على النوادي الصيفية للمدارس الخاصة هو فقدان الثقة في التعليم الخاص، مضيفة لـ"العربي الجديد": "ليس نقص الكوادر التعليمية في بعض التخصصات هو السبب الوحيد، وإنما واقع أن بعض المدارس لا هم لها سوى التربح، وفي اعتقادي أن أغلب أولياء الأمور اضطروا إلى إلحاق أولادهم بهذه المدارس بسبب التردي الذي يعانيه قطاع التعليم الحكومي، لكن هناك اهتماما حكوميا ملموسا بالمدارس العامة، وإجراءات لإعادة تأهيلها، حتى أن كثيرا من المعلمين الذين كانوا يعملون في نوادي المدارس الخاصة لتحسين دخلهم لن يضطروا للعمل خلال فترة الصيف مع السعي الحكومي لرفع الرواتب".

ويتحدث توفيق الشيخي، من بنغازي، عن تجربة تسجيل ابنه في نادٍ صيفي بإحدى المدارس الخاصة لعامين متتاليين، قائلاً لـ"العربي الجديد": "لم يستفد ابني بشيء من البرامج الرياضية، فلا المدرسة لديها صالة مؤهلة للتعليم الرياضي، ولا يوجد مدربون ذوو كفاءة، وكان الهدف أن تستمر المدرسة في جمع المال طوال السنة. الأنشطة الصيفية للمدارس تخلو من الجدية وهدفها التربح".

الصورة
أنشطة رياضية في نوادي المدارس الليبية الصيفية (محمود تركية/فرانس برس)
أنشطة رياضية في نوادي المدارس الليبية الصيفية (محمود تركية/ فرانس برس)

ويؤكد خالد المدّاح، من طرابلس، أن أسباب امتناعه عن تسجيل أطفاله في النوادي الصيفية تدور حول مخاوفه من الأفكار المتطرفة، ويقول لـ"العربي الجديد": "خلال السنوات الماضية، كنت أقسم الأشهر الثلاثة لإجازة أولادي الصيفية إلى شهر للراحة وشهرين لحفظ القرآن في دورات المدرسة الصيفية، أما الآن فالمخاوف تجبرني على إبعادهم عن تلك الدورات، فأغلب من يشاركون فيها لديهم ميل إلى تيارات متشددة، وتم إبلاغ الإدارات أكثر من مرة عن خروج معلم القرآن عن مهمة التحفيظ إلى إلقاء دروس أو توزيع كتيبات تتضمن نصائح دينية. في وضع البلاد الحالي تنتابني الشكوك دائماً، خصوصاً مع ضعف مراقبة إدارات المدارس على مثل هذه الأنشطة".

في المقابل، يدافع سالم عبد الجواد، وهو مدير مدرسة، عن جدوى التعليم الخاص، معتبراً أن التجارب السيئة لبعض المدارس لا يجب أن يتم تعميمها، خصوصاً أن هناك مدارس خاصة ناجحة. ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أسبابا أخرى لتراجع الثقة بالمدارس الخاصة، من بينها ضعف الأداء، وهنا لا بد أن نتحدث عن دور وزارة التعليم المفترض أن تمارس الإشراف على القطاعين العام والخاص. لا يمكن إلقاء اللوم على المدارس وتجاهل الوزارة التي لا تقدم شيئاً للعملية التعليمية".

ويضيف: "المدارس الخاصة تجربة حديثة في البلاد، وتحتاج إلى المزيد من الصقل ومراكمة الخبرات، وحرصها على إطلاق أنشطة صيفية مرجعه محاولة الحفاظ على صلة طلابها بها، وهذا أمر إيجابي، بينما الحكومات لم تقدم أي دعم لتدريب أو تأهيل عناصر متخصصة في النوادي الصيفية بالمدارس الحكومية، وأنشطة الترفيه تحتاج إلى متخصصين، وكذلك التدريبات الرياضية. لو سألت أي مدرسة خاصة عن خطة ناديها الصيفي، فلن تجد سوى كلام متخم بالأهداف والمبادئ العامة، من دون أن تكون للمدرسة خصوصية تميزها عن غيرها، في حين ينبغي أن تضم الأنشطة برامج لاكتشاف المواهب، وأنشطة لإدماج الطلاب في العمل العام جنباً إلى جنب مع برامج التسلية. ويظل السؤال الرئيسي: أين كانت إدارات التفتيش التربوي ووزارة التعليم طيلة السنوات الماضية؟".

المساهمون