لبنان: فصل معلمة ومنسقة في المدرسة المركزية بسبب رسم يوحي بالمثلية

لبنان: فصل معلمة ومنسقة في المدرسة المركزية بسبب رسم يوحي بالمثلية

12 مارس 2024
وصفت المدرسة المركزية خطأ المعلمة بأنه غير متعمّد (فيسبوك/المدرسة المركزية)
+ الخط -

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بحادثة فصل معلمة ومنسقة في المدرسة المركزية – جونيه (شمال بيروت)، التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، لمدة شهر كامل، بعد توزيع المعلمة مستنداً له علاقة بنظرية الجندر، وهو عبارة عن رسم للعائلة، يظهر نماذج لعائلة مؤلفة من المثليين والمثليات.
وفي حين رأى البعض في الرسم "خطأ غير مقصود وهفوة لا تحمل أي نيّة مبطنة للترويج للمثلية الجنسية بين الأطفال في المدارس"، انهالت الدعوات من قبل الغالبية من أجل "التحرّك العاجل واتخاذ التدابير اللازمة، باعتبار أن الرسم لا يمكن تبريره بمحاولة الإضاءة على تنوّع العائلات، وفق الظروف الاجتماعية، كالموت والطلاق واليتم، وغيرها من الأسباب التي تغيّر تركيبة العائلة والأفراد المنوطين برعاية الأبناء".

وأعرب البعض الآخر عن سخطه من أن "الرسم المذكور لا يعبّر عن رأي هذا الصرح التربوي التابع للرهبانية اللبنانية المارونية، القائمة على القيَم الكنسيّة والتي ربّت أجيالاً على الاستقامة والأخلاق".

تقصي الحقائق في المدرسة المركزية

وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، رأى أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان، الأب يوسف نصر، أن "المعلمة أساءت استخدام مستند يتعلق بالجندر، وأخطأت كذلك في اختيار المستند الذي لا يعبّر عن قناعات المدرسة الكاثوليكية ولا عن ثوابت مدرسة "المركزية"، التي تعد من أكبر وأعرق المدارس الكاثوليكية، بحيث تضم نحو ألفَي طالب، وهي مدرسة مشهود لها بالتزامها بالأخلاقيات والإيمان".


وقال: "سُجلت شكوى ضد المدرسة، لكنه خطأ فردي غير مقصود، نتيجة سوء تقدير من قبل المعلمة المذكورة، غير أنه لا يغير على الإطلاق هوية المدرسة الكاثوليكية أو مدرسة المركزية التي عالجت الموضوع بكثير من الجدية، واتخذت الإجراءات المناسبة. ما زلنا عند قناعاتنا، كما أن كل تعاليمنا منبثقة عن تعاليم المدرسة الكاثوليكية".
ولفت نصر إلى أن "القاضية الناظرة في قضايا الأحداث في محافظة جبل لبنان، جويل أبو حيدر، قررت استدعاء مدير المدرسة والمعلمة والمنسقة والمعنيّين لجلسة استماع، للتأكد من اتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الموضوع".
وصدر عن أمانة السر العامة للرهبانية اللبنانية المارونية، بيان كشفت فيه أن "لجنة مكلفة من الرئاسة العامة للرهبانية، حققت مع المعلمات والمنسقة المعنيات بتوزيع المستند المذكور، لتقصي كل الحقائق. فتبين أن المعلمة التي أخذت المستند من الإنترنت هدفت إلى معالجة موضوع اليتم، وخصوصاً أن اليتم يحاكي معاناة بعض طلاب صفها. وأرادت تبيان أن باستطاعة أعضاء آخرين من العائلة الكبيرة إحاطة اليتيم أو اليتيمة بالعطف. وأكدت المعلمة أنها ليست ملمة بموضوع الجندر".

وأضاف البيان: "خلصت اللجنة إلى أن المعلمة أخطأت، ولكنه خطأ غير متعمد، خصوصاً لما يعرف عنها من التزام مسيحي وأخلاقي كبير، وخصوصاً أن المستند، وفق آراء مختلفة، يتحمل تفسيرات عدة تخفي نيته المبطنة. أخطأت باستعمالها هذا المستند، ولو كان هدفها معالجة موضوع اليتم، وكذلك بعدم التثبت من هوية المصممة للمستند".

المرأة
التحديثات الحية

وأوضح البيان أن "المنسقة قاربت المستند من باب اليتم أيضاً، فسمحت به في نطاق مسؤوليتها. وهي مسؤولة في أحد الأجهزة الكنسية، وملتزمة كل الالتزام بإيمانها وقيمها المسيحية. كما أن المنسقة نشيطة جداً في كل النشاطات الدينية في المدرسة. وخلصت لجنة التحقيق إلى أن المنسقة أخطأت، ولكنه خطأ غير متعمد. وعليه، طلبت الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية، فصل المعلمة والمنسقة عن المدرسة شهراً كاملاً لأن عملهما، ولو كان غير متعمد، ينمّ عن إهمال وظيفي أدى إلى الإساءة لصورة المدرسة المركزية. كما ترفض الرهبانية نظرية الجندر، وتتمسك بالقيم الكاثوليكية حول العائلة".

المساهمون