لبنان: إفطار رمضاني يودي بحياة أب ويسمم 6 من عائلته

لبنان: إفطار رمضاني يودي بحياة أب ويسمم ستّة من عائلته

14 ابريل 2023
التقرير الأولي للطبيب الشرعي أكد أن الموت جراء تسمّم غذائي (Getty)
+ الخط -

فُجعت بلدة حوش الحريمة في محافظة البقاع اللبناني أخيراً بوفاة أحد أهالي البلدة جرّاء تسمّم غذائي، وفق ما أفاد التقرير الأولي للطبيب الشرعي، وبإصابة ستّة من أفراد عائلته لا زالوا يتلقّون العلاج، لتناولهم إفطارا رمضانيا "كبدة سودا" من إحدى ملاحم المنطقة.

وفق معلومات "العربي الجديد"، فقد نجت الابنة الوحيدة من التسمّم، كونها لم تتناول مع عائلتها القصبة النيّئة التي كانت ضمن وجبة الإفطار يوم الأربعاء الفائت.

وأوضح أحد جيران العائلة، فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "المواطن داوود أمين (55 عاماً) تناول وعائلته القصبة النيّئة منذ يومين بعدما اشتراها من ملحمة في البلدة، لكنّه ما لبث أن شعر بمضاعفات نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة بعد ساعاتٍ قليلة، نتيجة توقّف مفاجئ في القلب، وفق ما علمنا". 

وتابع المتحدث أن "زوجة المتوفي، وهي في العقد الخامس من عمرها، وأولاده الخمسة الذكور، يتلقّون العلاج في مستشفى البقاع في تعلبايا". ولفت إلى أنّ "ابن الضحية الأكبر يبلغ 30 عاماً، وهو عسكري في الجيش اللبناني، في حين أصغرهم لم يتجاوز التسعة أعوام".

لا يزال الأولاد في المستشفى ووضعهم الصحي غير مطمئن

وأكد جار العائلة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الراحل كان يتمتّع ببنية قوية، وكان يعمل في الزراعة، ولا يعاني أيّ مشاكل صحية". وقال إنّها "صدمة ونكبة حقيقيّة، فقد خسرتُ جاراً وأخاً عزيزاً، ولا يزال أولاده في المستشفى، ووضعهم الصحي غير مطمئن. ونحن ننتظر نتائج التحقيقات النهائية".

وفي اتصالٍ لـ"العربي الجديد"، أفاد أحد أقرباء الراحل، فضّل عدم الكشف عن هويته، بأنّ "ابنة الراحل هي الوحيدة التي لم تتناول القصبة النيّئة، ولم تُصب بالتالي بأيّ مكروه"، وكشف عن أنّ "الوضع الصحي لأفراد العائلة القابعين في المستشفى إلى غاية اليوم هو وضع مقلق، حيث لا زالوا يعانون من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ولا نعرف متى يتماثلون للشفاء".

ولفت المتحدث ذاته إلى أن "التحقيقات جارية، لكن تقرير الطبيب الشرعي تحدّث عن تسمّم غذائي، من دون أن يحدّد بالضبط إن كانت القصبة النيّئة أم غيرها. لكن مندوب وزارة الصحة العامّة أخذ العيّنة المتبقيّة في المنزل من القصبة النيّئة، وسيجري عليها التحاليل". 

وأوضح أن "الحادثة الأليمة وقعت عند موعد الإفطار وليس السحور، كما يُشاع. وبدأت المضاعفات تظهر على أفراد العائلة تباعاً، فكان أن نُقلوا إلى المستشفى على دفعاتٍ. غير أنّ الراحل كان أول من تمّ نقله، علماً أنّه لم يكن يعاني من أية أمراض خطيرة، ولا يأخذ سوى دواء واحد لعلاج ارتفاع ضغط الدم".

وفضّل قريب العائلة "ترك الأمر للقضاء ليأخذ مجراه وانتظار نتائج التحقيقات، حتّى يُصار بعدها إلى دفن الراحل". وقال: "نحن لا نريد لوم أحد، ولا نعلم إن كان قد تمّ إغلاق الملحمة المذكورة أم لا، لكنّنا سمعنا عن أربع حالات تسمّم إضافية في البلدة، اشتروا اللحوم من الملحمة ذاتها".

المساهمون