عاصفة مطرية شمال غربي سورية تلحق الضرر بأكثر من 700 خيمة

عاصفة مطرية شمال غربي سورية تلحق الضرر بأكثر من 700 خيمة

02 مايو 2024
خيمة متضررة من العاصفة المطرية شمال غربي سورية، في 1 مايو 2024 (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عاصفة مطرية دمرت أكثر من 700 خيمة ومسكن مؤقت وأكثر من 30 منزلاً في شمال غربي سورية، مما زاد معاناة النازحين.
- النازحون يواجهون ظروفاً قاسية، مع قصص مثل مريم الكريد وصباح العلوشي تسلط الضوء على الحاجة الماسة للدعم.
- "الخوذ البيضاء" قدمت مساعدات للمتضررين، لكن هناك تراجع في الاستجابة الدولية الإنسانية، مما يؤكد على الحاجة لتعزيز الدعم.

تسبّبت عاصفة مطرية شمال غربي سورية، أمس الأربعاء، بإلحاق الضرر بأكثر من 700 خيمة، إضافة إلى مزروعات ومنازل ضمن المنطقة، ناهيك عن أضرار مادية في ممتلكات السكان وحاجاتهم البسيطة في المخيمات، جراء التساقطات الغزيرة والسيول الناتجة عنها، ما تسبب في مفاقمة معاناة النازحين بشكلٍ كبير. 

وقالت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، اليوم الخميس: إنّ عاصفة مطرية شمال غربي سورية، تعرضت لها مناطق عدة في ريفي حلب وإدلب أمس الأربعاء، تسببت بأضرار في أكثر من 15 مخيماً، تضرر فيها أكثر من 716 خيمة ومسكناً مؤقتاً، وأكثر من 30 منزلاً سكنياً للمدنيين، ونفوق عدد من المواشي، إضافة إلى أضرار في المزروعات.

وعاش النازحون المتضررون ليلة صعبة وحالة قهر ذكرتهم ببؤس سنوات النزوح والتهجير لأكثر من 13 عاماً، لتزيد الظروف الجوية القاسية من مأساتهم، بعد أن جرفت مياه السيول خيامهم، وسط تراجع كبير في الاستجابة الدولية الإنسانية، بحسب المنظمة.

عاصفة مطرية شمال غربي سورية

النازحة السورية مريم الكريد، قضت يومها في إخراج مياه العاصفة المطرية التي دخلت خيمتها الواقعة في مخيم شام جنوبي معرة مصرين. وتقول لـ"العربي الجديد": "كان يوماً عصبياً عادل كل أيام الشتاء، لقد غرقت خيامنا خلال دقائق قليلة بعد هطول الأمطار". وتضيف الكريد أن "ما ساعد على دخول المياه بشكل سريع هو الأراضي الزراعية التي شيدت عليها المخيمات، بالإضافة إلى اتخاذهم التدابير الصيفية ورفع العوازل البلاستيكية عن النوافذ وأسقف الخيام، وهو ما جعل الأمطار تخترق الأرضيات وتبلل كل ما في الخيمة من مفروشات ومؤن". وتؤكد أنها اضطرت لمغادرة خيمتها الليلة الماضية بعد تضررها والنوم في خيمة إحدى قريباتها مع أبنائها. ورغم أنها تعمل اليوم على إعادة تنظيف الخيمة، وإخراج المياه المتجمعة فيها، وإعادة العوازل إليها، فهي لا تأمن من هطولات جديدة.

أما الستينية صباح العلوشي، فقد أصيبت بنوبة ربو حادة والتهاب قصبات جراء المياه التي غمرت خيمتها وتسببت السيول بانجرافها، في المخيم الواقع غرب قرية باتنتة شمال إدلب. وتقول العلوشي لـ"العربي الجديد": إنها "ضاقت ذرعاً ببؤس الحياة داخل هذه المخيمات التي لم تشعر فيها يوماً بالأمان ولا العيش الكريم، ولم تعرف فيها سوى قسوة البرد وضيق الحر والفقر والمرض والأوبئة"، وتناشد "المعنيين بإعادتها إلى منزلها الذي هجرت منه في ريف إدلب الجنوبي بعد سيطرة نظام الأسد عليه، فالحلول الترقيعية لم تعد تنفع".

إلى ذلك، أوضحت "الخوذ البيضاء" أن أغلب الأضرار تركزت في مخيمات البيت الشمالي في ملس وشام مريم والإيمان والحويجة ومشيمس وشامنا ونصوح قرب معرة مصرين، وفي مخيمات العودة والسلام في قاح، والقطري والهلال الأحمر بكفرلوسين في ريف إدلب، وفي مخيم النسرية قرب جنديرس في ريف حلب الشمالي. وأجلت المنظمة عائلة في مدينة حارم شمال غربي إدلب، نتيجة غرق خيمتهم وتجمع المياه فيها، فيما سقط جدار مسكن مؤقت في مخيم العودة في بلدة قاح، جراء الأمطار الغزيرة، وعملت فرقها على إزالة الركام وفتح الطريق وتفقد المكان.

وبحسب المنظمة، فإن مدناً وقرى وبلدات عدة تأثرت بالهطولات المطرية الغزيرة والسيول، وأكبر الأضرار كانت في قرية ملس بريف إدلب، التي دخلت مياه السيول فيها لأكثر من 30 منزلاً، وتسببت فيها بأضرار مباشرة، إضافة لمدينة معرة مصرين شمال إدلب، التي استجابت فرقها فيها لشفط المياه، بعد أن دخلت لأقبية بنائين في المدينة، كما أدت السيول لقطع عدد من الطرقات في ريف إدلب الشمالي الغربي، وفي منطقة عفرين شمالي حلب.

وأشارت إلى أن الأضرار التي سببتها السيول والأمطار الغزيرة لم تقتصر على المخيمات والمنازل، بل أدت إلى نفوق عدد من المواشي في مخيم مشيمس بالقرب من معرة مصرين شمالي إدلب، إضافةً لأضرار مادية كبيرة في ممتلكات السكان، وامتدت إلى المحاصيل الزراعية، خاصة القمح والشعير والكمون في إدلب وحلب، وهي محاصيل استراتيجية يعتمد عليها السكان بشكل كبير.

يذكر أنه خلال العواصف التي ضربت مناطق شمال غربي سورية خلال فصل الشتاء الحالي، تضرر أكثر من 130 مخيماً في مناطق شمال غربي سورية، وأزيد من 350 خيمة بشكل كلي، و1650 خيمة بشكل جزئي، في حين تضررت طرقات مئات المخيمات بسبب السيول، وتحولت لبرك من الوحل، أعاقت وصول المدنيين إلى مرافق الحياة والطلاب إلى مدارسهم، وفقاً لتقرير سابق لمنظمة الدفاع المدني السوري.