سخانات المياه.. "القاتل الصامت" يواصل حصد أرواح المغاربة

سخانات المياه.. "القاتل الصامت" يواصل حصد أرواح المغاربة

05 يناير 2023
ضرورة وضع سخان الماء في مكان مفتوح خارج الشقق لتجنب خطر تسرب الغاز (Getty)
+ الخط -

أعادت وفاة خمسة أشخاص في المغرب، في ظرف 24 ساعة، جراء حوادث مرتبطة بالاستعمال غير الآمن لسخانات الماء، إلى الواجهة خطر ما يوصف بـ"القاتل الصامت"، الذي أدى خلال السنوات الأخيرة إلى تسجيل حوادث مفجعة نتيجة تسرب غاز يتسبب في تسمم قاتل من دون سابق إنذار.

واهتزت مدينة طنجة (شمال المغرب)، قبل ثلاثة أيام، على وقع مصرع أب وابنه الرضيع اختناقا باستنشاق غاز أحادي أوكسيد الكربون المنبعث من سخان الماء، فيما نقلت الزوجة في حالة حرجة إلى قسم العناية المركزة.

وقبل ذلك بيوم واحد، قضى ثلاثة أطفال من أسرة واحدة أثناء استحمامهم جراء التسمم بغاز "أحادي أوكسيد الكربون" المنبعث من سخان للماء بشقتهم في مدينة ابن جرير (وسط البلاد).

وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، توفي أربعة أشخاص من أسرة واحدة، عثر على جثثهم داخل المنزل الذي كانوا يقطنونه في مدينة طنجة.

وقبل هذه الحوادث المميتة، كانت مناطق عدة بالبلاد قد شهدت، خلال السنوات الأخيرة، حوادث مفجعة بطلها سخان الماء، جراء تسرب غاز يتسبب في تسمم قاتل من دون سابق إنذار، ما جعل البعض يسمونه "القاتل الصامت".

وتعرف العديد من المدن والقرى المغربية خلال فصل الشتاء انخفاض درجات الحرارة، ما يستدعي معها استعمال آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز، الأمر الذي ترتفع معه مخاطر تسرب الغاز، وبالتالي الوفاة.

وفي السياق، يرى رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، أن هناك خللا قانونيا يتمثل في عدم التنصيص على إلزامية وضع سخان الماء في مكان مفتوح خارج الشقق في التصاميم الهندسية، مشيرا إلى أن بعض المهندسين المعماريين لا يأخذون مسألة التهوية على محمل الجد، عبر وضعهم سخان الماء داخل المطبخ أو الحمام.

وشدد الخراطي، في حديث لـ"العربي الجديد "، على ضرورة وضع السخان الغازي خارج المنزل أو في الشرفة، حيث توجد تهوية كافية لمنع تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون داخل المنزل، والاستعانة بمختص.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ودعا المتحدث ذاته المستهلكين إلى استعمال سخان ماء خاضع للمراقبة من طرف وزارة الصناعة والتجارة ويحمل شهادة المطابقة للمعايير، مشددا على ضرورة توفر ضمان البيع عند شرائه، وتفادي اقتناء السخانات القديمة والمستعملة.

ويقول الخبراء إن الغاز المنبعث من سخانات الماء لا يظهر أعراضاً على المصاب تفيد باستنشاقه الغاز، وهو ما يجعله يتابع الاستحمام إلى أن تستقبل رئتاه كمية كبيرة من الغاز، ويؤدي به إلى فقدان الوعي، ثم إلى الوفاة إذا لم تتم نجدته.

ويحذر الخبراء في الأجهزة المنزلية على الدوام من اقتناء بعض سخانات الماء رخيصة الثمن، التي تعود إلى ماركات مغمورة، أو تلك التي تأتي عن طريق التهريب وتباع في الأسواق العشوائية، إذ لا تحترم معايير السلامة، كما أن اعتماد بعض الأسر على فنيين غير مؤهلين في تركيب سخانات الماء يزيد من احتمال إمكانية وقوع خطأ لدى تركيبها، ما يهدد حياة من يستخدمونها.

المساهمون