حذّرت حركة حماس، مساء اليوم الأربعاء، من استمرار الوضع الكارثي في قطاع غزة. وأشار القيادي في الحركة باسم نعيم إلى أنّ "المياه الصالحة للشرب مفقودة بنسبة تزيد عن 90 في المائة، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى استخدام مياه ملوّثة أو مياه البحر أحياناً على قلّتها"، مضيفاً أنّ من شأن ذلك أن "يتسبّب في تفشّي أمراض وأوبئة". ويأتي ذلك في اليوم الثالث والثلاثين من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وأهله.
وقال نعيم، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت: "نحمّل (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) أونروا وإدارتها مسؤولية النكبة الإنسانية، خصوصاً لسكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة"، وقد رأى أنّها "انصاعت لإملاءات الاحتلال وخرجت من مواقعها وتخلّت عن مسؤولياتها تجاه مئات آلاف من السكان واللاجئين وتركتهم من دون مأوى أو غذاء أو مياه أو علاج، على الرغم من أنّها مكلّفة برعاية وحماية أكثر من 70 في المائة من (سكان) قطاع غزة، وهم اللاجئون".
أضاف نعيم أنّ "تخاذل أونروا هو تواطؤ صريح وواضح مع الاحتلال ومخططاته، وهي تتحمّل عواقبه قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً أمام العالم والتاريخ".
وتابع القيادي في حركة حماس: "نقول للمجتمع الدولي والأمم المتحدة خصوصاً إنّه من العار السماح لهذا الكيان بأن يقطع المياه عن شعب كامل، والسماح له باستخدام المياه كأداة ابتزاز لدفع الناس إلى ترك منازلهم".
ولفت نعيم إلى أنّ "الاحتلال يطبّق سياسة التجويع على مواطني قطاع غزة، خصوصاً مدينة غزة ومحافظة شمال غزة، بسبب نقص الدقيق وشحّ المياه والقصف الهمجي المتعمّد والمباشر للمخابز في القطاع".
وأوضح نعيم أنّ "الاحتلال قصف كلّ المخابز في هذه المنطقة"، وقصف كذلك "الطاقة الشمسية للمخابز والمنازل، فصار أكثر من 900 ألف مواطن في شمال قطاع غزة يعانون من كارثة إنسانية وخطر المجاعة".
وتوجّه نعيم إلى "العالم المتحضّر"، سائلاً "إلى متى سيستمرّ السكوت عن جريمة العقاب الجماعي التي يفرضها العدو الصهيوني على شعب بأكمله؟ (...) أليست هذه جريمة ضدّ الإنسانية؟".
ودعا القيادي في حركة حماس "المجتمع الدولي إلى عدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال الذي لا يحترم الإرادة الدولية ولا القوانين ولا المواثيق الدولية". وطالب بـ"تحرّك عملي فوري لكسر الحصار عن شعب غزة، خصوصاً في المناطق الشمالية".
ووجّه نعيم نداءً إلى الدول العربية والإسلامية، سألها فيه "إلى متى سوف تظلّ المساعدات الإنسانية والإغاثية تتكدّس أمام معبر رفح في انتظار موافقة الاحتلال؟ (...) متى سوف تتغلّب إرادتكم على إرادة الاحتلال؟".
وأكمل نعيم: "ندعو القمّة العربية والقمّة الإسلامية إلى اتخاذ قرار جماعي حاسم يفرض على العدو فتح المعابر ودخول المساعدات الإغاثية والطبية والوقود من دون قيد أو شرط".
وكانت السعودية قد أعلنت، مساء أمس الثلاثاء، استضافة قمّتَين عربية وإسلامية، يومَي السبت والأحد المقبلَين، لبحث المستجدّات في قطاع غزة، في حين أُجلّت قمّة أخرى عربية ـ أفريقية معنية بالتعاون الاقتصادي.
Some 1M children lack access to enough safe water.@EUpalestinians & @UNICEFpalestine desalination plant is the largest operating in the #GazaStrip but at very minimal capacity.
— UNICEF Palestine (@UNICEFpalestine) November 8, 2023
We urgently need fuel to keep it going. Safe, sustained & unimpeded humanitarian access is critical. pic.twitter.com/lXdkCV6A9a
يونيسف: مليون طفل في غزة من دون مياه آمنة كافية
في سياق متصل، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ نحو مليون طفل في قطاع غزة "لا يحصلون على ما يكفي من المياه الصالحة للشرب".
أضافت "يونيسف" في تدوينة على منصّة "إكس"، اليوم الأربعاء، أنّ محطة تحلية المياه التي تشغّلها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي هي المحطة الكبرى العاملة في قطاع غزة، إنّما قدرتها "محدودة جداً".
وشدّدت المنظمة على أنّ ثمّة "حاجة ماسة إلى الوقود" حتى تتمكّن المحطة من مواصلة عملها، وعلى أنّه من الضروري جداً إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بطريقة آمنة ومستدامة ومن دون عوائق.
(الأناضول، العربي الجديد)