تونس تفقد رمزا ثوريا.. الحفناوي يرحل قبل جني ثمار "اللحظة التاريخية"

تونس تفقد أحد رموز ثورتها.. الحفناوي يرحل قبل جني ثمار "اللحظة التاريخية"

12 ديسمبر 2022
توفي الحفناوي عن 58 عاماً إثر أزمة صحية (رسم: عماد حجاج)
+ الخط -

فقدت تونس أحمد الحفناوي، أحد أبرز رموز الثورة التونسية إبان سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، والمعروف بعبارة: "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، والتي اشتهر بها مباشرة بعد فرار الرئيس المخلوع، وقد كان الحفناوي غير راض عما آلت إليه الأوضاع في تونس في الأعوام الأخيرة.

وتوفي الحفناوي عن عمر يناهز 58 عاماً، الأحد، إثر أزمة صحية، وهو يتحدر من جهة المحمدية بن عروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.


وأكدت الناشطة بالمجتمع المدني، ناجية العجمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تونس فقدت الحفناوي المعروف بعبارة هرمنا، والذي يعد من رموز الثورة، مؤكدة أن "رموز الثورة للأسف لم يجنوا ثمارها رغم أن أملهم كان كبيرا في تحقيق بعض الشعارات، وعلقوا آمالا عدة لكنهم طيلة سنوات لم يشاهدوا نقلة نوعية في الوضع الاجتماعي والاقتصادي".

الأرشيف
التحديثات الحية

وسبق أن أدلى الحفناوي بحديث لـ"العربي الجديد" في 17ديسمبر/ كانون الأول 2020 كشف فيه أن "الشهرة أضرت به، فغيّر نشاطه من صاحب مقهى إلى مشروع عائلي".

وقال الفقيد إن "اللحظات الأولى للثورة لا تنسى، فأحداث بمثل ذلك الحجم، وخاصة لمن عاشها ستظل محفورة بالذاكرة"، مبينا أنه "بعد فرار الرئيس المخلوع خرج التونسيون إلى شارع بورقيبة، ومن بينهم هو، حيث كان يدور نقاش بينهم كيف فر المخلوع، ويتذكر أنه عند سؤاله من إحدى القنوات عما يحصل، أطلق تلك المقولة التلقائية، والتي عبر فيها عما يشعر، ولم يكن يعرف أنها ستجتاح العالم، وستتحول إلى جملة يتناقلها الجميع".


وعندما سُئل بعد مضي 10 أعوام، هل هرمنا فعلا؟ رد الحفناوي: "هرمنا فعلا، خاصة في ظل تدهور الاقتصاد، وغلاء المعيشة، فهو مواطن بسيط يعيش مع الناس وفِي حي شعبي، ويشعر بوطأة الحياة، بعيدا عن أصحاب المناصب ومن جنوا ثمار الثورة"، مؤكدا أن "تونس جنت حرية التعبير والديمقراطية، وهي مكاسب نتمسك بها، ولكن يؤمل إصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فالطبقات الفقيرة والتي تنتظر تحسين أوضاعها لا تزال تنتظر"، مشيرا إلى أن "الشعب التونسي يأمل تحسين أوضاعه".

ولم تفقد الساحة التونسية الحفناوي فقط كرمز من رموز الثورة، بل فقدت أيضا المدونة الشابة، لينا بن مهني، الملقبة بأيقونة الثورة، وهي ناشطة حقوقية ومدونة وثّقت أحداث الثورة، وتوفيت في 20 يناير/ كانون الثاني 2019 متأثرة بمرضها. وقد عرفت بن مهني بمعارضتها سياسة حجب المواقع على شبكة الإنترنت زمن نظام بن علي، وساهمت في نقل أحداث الثورة التونسية عبر الإنترنت بعدما تنقلت بين محافظات عدة.

المساهمون