تخفيف القيود قبل التحصين الكامل يخلق بيئة مؤاتية لمتحوّرات مقاومة

دراسة: تخفيف القيود قبل التحصين الكامل يخلق بيئة مؤاتية لمتحوّرات مقاومة

30 يوليو 2021
لا مفرّ من اللقاح المضاد لكوفيد-19 (دييغو راموس/ فرانس برس)
+ الخط -

أظهرت دراسة نُشرت اليوم الجمعة في المجلة العلمية "ساينتيفيك ريبورتس"، أنّ تخفيف القيود الصحية الخاصة بفيروس كورونا الجديد، من قبيل عدم فرض الكمامات الواقية والتزام التباعد الجسدي، في وقت لم يُحصَّن جميع سكان الكوكب بعد، يزيد بشكل كبير خطر ظهور متحوّرات أكثر مقاومة للقاحات المضادة لكوفيد-19.

وفي حين أنّ نحو 60 في المائة من الأوروبيين تلقّوا جرعة واحدة على أقلّ تقدير من تلك اللقاحات، فإنّ هذه الدراسة تظهر الحاجة إلى الحفاظ على تدابير أخرى إلى جانب اللقاح حتى يُصار إلى تحصين الجميع، بحسب ما أوضح مؤلّفوها.

وبهدف دراسة كيف يمكن لفيروس كورونا الجديد أن يتحوّر على الرغم من استجابة الناس لحملات التحصين المتزايدة، قام فريق من الباحثين من دول أوروبية عدّة بمحاكاة احتمال ظهور متحوّر مقاوم للقاح لدى مجموعة سكانية يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة في غضون ثلاثة أعوام. وشمل النموذج الذي وضعوه متغيّرات، منها نسبة تحصين السكان ومعدّل تحوّر الفيروس وسرعة انتقاله، مع توقّع موجات متتالية وسط زيادة في عدد الإصابات يليها انخفاض في الإصابات الجديدة بعد إدخال قيود. وخلصت الدراسة في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" التي تصدرها المجموعة الإعلامية العلمية "نييتشر ريسرتش"، إلى أنّ التحصين السريع يقلّل من خطر ظهور متحوّرات مقاومة.

لكنّ نموذجهم يظهر كذلك أنّ هذا الخطر يبلغ حدّه الأقصى عندما يكون جزء كبير من السكان محصّناً، إنّما ليس بشكل كافٍ لضمان مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية. وقد أطلق الباحثون على ذلك تسمية "ضغط الانتقاء"، إذ كلّما طوّر عدد أكبر من السكان أجساماً مضادة للفيروس، تزداد الأفضلية التنافسية للمتحوّرات الأكثر مقاومة. ووفقاً للباحثين، فإنّ احتمال ظهور متحوّرات أكثر مقاومة يصير مرتفعاً عندما يكون 60 في المائة وأكثر من السكان محصّنين.

وهذا الأمر يتوافق مع الوضع الوبائي الحالي في الدول الأوروبية بمعظمها، التي تشهد انتشاراً سريعاً لمتحوّر دلتا الذي ظهر للمرّة الأولى في الهند في إبريل/ نيسان الماضي. تجدر الإشارة إلى أنّه على الصعيد العالمي، تحصّن ما يزيد قليلاً عن مليار شخص بشكل كامل، وما زال يتعيّن على بعض البلدان، خصوصاً في أفريقيا وأميركا الجنوبية اللتَين لم تبدآ بعد حملتَي التحصين الخاصتَين بهما على نطاق واسع بسبب نقص الجرعات.

وتُظهر نتائج الباحثين الأخيرة الحاجة إلى الحفاظ على التدابير الاحترازية حتى يُحصَّن الجميع، وإلى بذل "جهد تحصين عالمي حقيقي"، إذ إنّه "من الممكن القضاء على متحوّرات مقاومة للقاحات المضادة لكوفيد-19 في بعض المناطق، لكنّها سوف تستمرّ في مناطق أخرى" قبل انتشارها مجدداً، بحسب ما يؤكد هؤلاء.

(فرانس برس)

المساهمون