انتهاكات حوثية جديدة للمرأة العاملة: تضييق وتحريض في المنابر

انتهاكات حوثية جديدة للمرأة العاملة: تضييق وتحريض في المنابر

30 يناير 2021
نالت المرأة نصيب الأسد من تعسّف قوانين السلطات الحوثية (تويتر)
+ الخط -

كثّفت جماعة الحوثيين، من حملاتها التصعيدية ضدّ الحريات في المجتمع اليمني، وخصوصاً المرأة التي نالت نصيب الأسد من تعسّف قوانين السلطات الحوثية التي تزعم أنّ اختلاطها مع الرجل في العمل والدراسة يتنافى مع الثقافة الإيمانية.

وقضت آخر الفرمانات الحوثية، بمنع النساء النادلات من العمل في مطاعم العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، زاعمة أنّ ذلك يعد اختلاطاً مع الرجال، رغم أنّ جميعهن يعملن في الأقسام المخصّصة للعوائل وليس للرجال فقط.

وترافقت الحملة الحوثية التي هددت بإغلاق عدد من مطاعم صنعاء، على خلفية توظيف سيدات نادلات، مع حملة تحريض من منابر المساجد، أمس الجمعة، تمّ فيها توزيع خُطب موحدة، شدّدت على مهاجمة النساء العاملات، وعدم السماح لهنّ بالعمل سوى في مدارس خاصة بالفتيات أو مرافق صحية للنساء فقط.

وقال سكّان محليّون لـ"العربي الجديد"، إنّ الحملة الحوثية ألزمت مُلاك المطاعم أيضاً بعدم السماح بدخول الأقسام المخصصة للعائلات سوى لمن يقدّم إثبات الزواج بعقد قران، في خطوة اعتبرها مراقبون بأنها تشويه متعمد لسمعة النساء وتشكيك بأخلاقهنّ، خصوصاً أنّ المطاعم أماكن مفتوحة وليس فيها خلوة.

وندّدت منظمة العفو الدولية، مساء الجمعة، بالقرار الحوثي الخاص بمنع النساء من العمل في المطاعم، ووصفته بأنه "مخز وتمييزي".

وأعربت المنظمة، في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع تويتر، عن وقوفها مع كل النساء اليمنيات في كفاحهن ونضالهن من أجل حقوقهن.

وتأتي القيود الحوثية على المجتمع اليمني والنساء بشكل خاص، بعد أسبوع، من قرار أميركي بإدراج الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، وبالتزامن مع حملة شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرت أن ما تقوم به جماعة الحوثيين يجعلها أقرب إلى ما قامت به منظمة طالبان في أفغانستان.

واعتبرت الناشطة اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الحملات الحوثية الخاصة بمنع عمل النساء في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة، وحظر وسائل تنظيم النسل بحجّة أنّ ذلك يعيق تحقيق النصر، بأنها تفوق ما تفعله المنظمات الإرهابية العالمية.

وقالت كرمان في تغريدة على تويتر: "حملة مكثّفة للحوثيين لمنع عمل النساء في صنعاء ومناطق سيطرتهم، ولحظر وسائل تنظيم النسل بحجّة أنّ كل ذلك يعيق تحقيق النصر !! هؤلاء ليسوا مجرد جماعة إرهابية، لقد ظلمتم إرهابيي العالم كثيراً بضمّهم إليهم".

ولم يصدر أيّ تعليق رسمي من جماعة الحوثيين على بيان منظمة العفو الدولية أو الحملات الشعبية المندّدة بقراراتها، لكنّ ناشطين مقرّبين منها، زعموا أنّ تلك التصرّفات، تقوم بها خلايا مرتبطة بالحكومة الشرعية، وتتعمّد من خلال عملها في مكاتب الأشغال إلى ارتكاب تجاوزات تمسّ الحقوق والحريات لشيطنة الجماعة وصناعة مواد إعلامية دسمة.

وكان القيادي الحوثي البارز، عبدالملك العجري، الوحيد الذي انتقد الخطوات التي قامت بها جماعته واعتبرها "اجتهادات شخصية وبلطجة غير مشروعة"، من قبل ما سمّاها سلطة فقه الفتوى. وطالب القيادي الحوثي، في سلسلة تغريدات على تويتر، مساء الجمعة، بعدم استخدام الحرب مبرّرا للتجاوزات والانتهاكات الجسيمة للحقوق والحريات، ملمحاً إلى أن الأحرى بالسلطات التابعة لجماعته، سنّ قانون طوارئ، كإجراءات مؤقتة لمواجهة ظروف الحرب، وتوضيح الحدود المسموح بها للمجتمع، حتى لا تتحوّل الحرب مبرراً للتجاوزات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها السلطات الحوثية قرارات لتقييد حرية المجتمع بصنعاء، إذ شنّت، الأسبوع الماضي، حملة على المستودعات  التجارية للملابس النسائية والمطاعم في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، تحت مزاعم وضعها مجسّمات عرض الأزياء وصوراً مخالفة للهوية الإيمانية "تساعد على نشر الفاحشة". كما منعت سابقاً، إقامة حفلات التخرج المشتركة في الجامعات، بحجة محاربة الاختلاط بين الطلاب والطالبات.

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قد اعتبرت على  لسان وزير الإعلام والثقافة، معمر الإرياني، الإجراءات التي يحاول الحوثيون  فرضها على المواطنين "استنساخا لنموذج داعش والقاعدة"، وتؤكد نهج الجماعة الإرهابي والظلامي، حسب تعبيره.

المساهمون