المقدسيتان إسراء جعابيص وشروق دويات.. ثماني سنوات في سجون الاحتلال

المقدسيتان إسراء جعابيص وشروق دويات.. ثماني سنوات في سجون الاحتلال

25 نوفمبر 2023
تظاهرة سابقة مطالبة بتحرير الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص (عباس مومني/ فرانس برس)
+ الخط -

في يومَين مختلفَين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرتَين الفلسطينيتَين إسراء جعابيص وشروق دويات. ومنذ ذلك الحين، أي منذ ثماني سنوات، تقضي الأسيرتان المقدسيتان حكمَيهما في السجون الإسرائيلية. ومن المتوقّع أن يُفرَج عنهما في إطار صفقة التبادل الأخيرة، التي تأتي في سياق هدنة إنسانية تتخلّل الحرب التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يبدو أنّ الإفراج عن الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص (37 عاماً)، في إطار صفقة التبادل ما بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لم يرق لقوات الاحتلال الإسرائيلي، فحاولت التنغيص على عائلتها. وعمدت إلى اعتقال شقيقها، اليوم السبت، في ظلّ تهديد ووعيد لعائلتها ولعائلات أسيرات أخريات مشمولات بالصفقة.

تقول منى جعابيص، شقيقة إسراء، لـ"العربي الجديد" إنّ "العائلة بأكملها تعيش حالة من القلق الشديد وهي تترقّب إطلاق سراحها. لكنّ الاحتلال نغّص علينا فرحتنا باعتقال أحد أشقائي، بعد استدعائه من قبل شرطة الاحتلال إلى سجن المسكوبية. وقد وجّهت إليه وإلى آخرين من أهالي الأسرى تحذيرات شديدة اللهجة في ما يخصّ الاحتفال بالأسرى المحرّرين، فالشرطة تمنع استقبال المهنّئين أو توزيع الحلوى".

وتعبّر منى عن استيائها من ذلك: "يكفي إسراء اعتقالها طوال هذه السنوات الطويلة، ومعاناتها الشديدة، وحرمانها من تلقّي العلاج والخضوع لعمليات جراحية بعد التشوهات الكبيرة التي طاولت جسدها عند اعتقالها قبل أكثر من ثمانية أعوام".

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت إسراء وهي أمّ لفتى وحيد من بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، بتاريخ 11 أكتوبر 2015، في أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، بعد أن تعطّلت سيارتها عند الحاجز العسكري المقام على أراضي بلدة الزعيم شمال شرقي القدس. وبعد اعتقالها، وجّهت سلطات الاحتلال إليها تهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عاماً. وقد تسبّب انفجار أسطوانة غاز، كانت في السيارة حين تعطّلها، بنشوب حريق كبير أدّى إلى إصابة إسراء بحروق تراوحت ما بين الدرجتَين الأولى والثالثة وطاولت ما بين 50 و60 في المائة من جسدها. وقد فقدت نتيجة ذلك أصابع يدَيها، فيما تشوّه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يدَيها بسبب التصاقات عدّة للجلد في مناطق مختلفة. وقد منعتها سلطات الاحتلال من تلقّي العلاج الذي تحتاجه، وتعمّدت إهمالها، على الرغم من حاجتها إلى ثماني عمليات جراحية.

إلى جانب إسراء جعابيص، من المتوقّع الإفراج كذلك عن الأسيرة المقدسية شروق دويات، وهي من بلدة صور باهر جنوبي القدس، وقد أمضت حكماً بالسجن الفعلي لمدّة ثمانية أعوام من أصل 16 عاماً، بعد اعتقالها في السابع من أكتوبر 2015، عندما كانت طالبة في جامعة بيت لحم.

عندما اعتُقلت شروق كانت تبلغ من العمر 18 عاماً، وكانت في طريقها إلى المسجد الأقصى. حينها، اعتدى عليها مستوطن من خلال نزع حجابها عن رأسها. وعندما حاولت الدفاع عن نفسها، أطلق المستوطن النار عليها، الأمر الذي تسبّب في إصابتها بصدرها وكتفها ورقبتها. وقد وجّه الاحتلال إليها تهمة محاولة طعن المستوطن المعتدي بسكين وإصابته بجروح متوسّطة، وصدر في حقّها حكم بالسجن لمدّة 16 عاماً.

الصورة
الأسيرة الفلسطينية شروق دويات (إكس)
قضت شروق دويات في سجون الاحتلال نصف محكوميّتها المحدّدة بـ16 عاماً (إكس)

ويُعَدّ الحكمان اللذان صدرا في حقّ إسراء جعابيص وشروق دويات من بين أحكام السجن العالية التي اعتادت سلطات الاحتلال فرضها على أسيرات مقدسيات وكذلك على أسرى من الأطفال، بحسب ما يقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب لـ"العربي الجديد". ويشير أبو عصب إلى أنّ هذَين الحكمَين لم يكونا الأوّلَين من نوعهما، بل سبقهما حكم بالسجن المؤبد في حقّ الأسيرة المقدسية آمنة منى، مطلع الانتفاضة الثانية بتهمة استدراج مستوطن إسرائيلي إلى رام الله وقتله.

ويوضح أبو عصب أنّ سلطات الاحتلال تتعمّد رفع مدد الأحكام الصادرة في حقّ الأسرى المقدسيين، تحديداً النساء والأطفال من بينهم، فتتجاوز بفارق كبير مدد الأحكام الصادرة في قضايا مشابهة في حقّ أسيرات من الضفة الغربية. ويعيد أبو عصب ذلك إلى نيّة إثارة الرعب في قلوب النساء والأطفال، وتشكيل رادع لدى النساء المرابطات خصوصاً. ويبيّن أنّ إجمالي الأسيرات الفلسطينيات من القدس المحتلة في سجون الاحتلال 25 أسيرة، في حين يصل عدد الأسيرات الفلسطينيات من الضفة الغربية المحتلة إلى 82 أسيرة.

المساهمون