تونس تطلق مشروع الرعاية الإنسانية للمهاجرين بقيمة 20 مليون دولار

24 مايو 2024
مهاجرون أفارقة في خيام بتونس، في 18 مارس 2024 (حسن مراد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تونس تطلق مشروع رعاية إنسانية بتكلفة تزيد عن 60 مليون دينار لخدمة 25 ألف مهاجر من جنوب الصحراء، بالتعاون مع الهلال الأحمر ومنظمات دولية.
- المشروع يقدم الإعاشة والرعاية الصحية في خمس نقاط خدمة بمحافظات تونسية، مع التركيز على حماية حقوق المهاجرين وتوفير إيواء للراغبين في العودة الطوعية.
- يأتي المشروع استجابة لتزايد تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو تونس، ويهدف إلى تعزيز حمايتهم ودعم عودتهم الطوعية إلى بلدانهم.

تبدأ تونس قريباً في تنفيذ مشروع الرعاية الإنسانية للمهاجرين من دول جنوب الصحراء، بهدف تقديم الخدمات الصحية والإيواء لنحو 25 ألف مهاجر بكلفة تزيد عن 60 مليون دينار، أي ما يعادل 20 مليون دولار. وينفّذ المشروع، الذي يقوده الهلال الأحمر التونسي مع المنظمات والهيئات الدولية التي تُعنى بشؤون المهاجرين واللاجئين، كما سيكون منفتحاً على باقي منظمات المجتمع المدني.

وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر التونسي، بثينة قراقبة إنّ "المشروع يهدف إلى توفير الخدمات الإنسانية لفائدة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى تونس بطرق غير نظامية بما يساعد على حماية حقوقهم الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية في الإعاشة والصحة". وأكدت، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المشروع يشمل خمس نقاط أساسية في محافظات تونس وصفاقس ومدنين التي يسجل فيها تواجد مكثّف للمهاجرين غير النظاميين، حيث سيتم توفير الإعاشة اليومية لـ5 آلاف مهاجر في كل نقطة، إلى جانب الرعاية الصحية لهم لحماية صحتهم وتجنّب مخاطر صحية عامة قد تنتج عن العدوى بالأمراض التي تنقل عن طريق عابري الحدود".

ويقدر عدد المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس بـ23 ألفاً، وفق آخر الأرقام التي أعلن عنها وزير الداخلية كمال الفقي.

مشروع الرعاية الإنسانية للمهاجرين

ووفقاً لبثينة قراقبة، فإنّ "خدمة الإيواء في مراكز خاصة ستوفّر حصرياً للمهاجرين الذين يتقدمون لبرنامج العودة الطوعية، إذ سيمنح المسجلون على قوائم العودة إلى بلدانهم حق السكن في المراكز المخصصة في انتظار استكمال إجراءات سفرهم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية". وأفادت المتحدثة بأنّ "الهلال الأحمر التونسي اشتغل منذ بداية العام الحالي على نحو ثلاثة آلاف ملف للهجرة الطوعية بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية"، مشيرة إلى أن "إتمام إجراءات العودة يتطلب إيواء المهاجرين في مراكز خاصة كمناطق عبور".

وخلال الفترة الممتدة ما بين مارس/ آذار 2023 ومايو/ أيار 2024، أعادت تونس، وفق برنامج العودة الطوعية للمهاجرين، 7109 أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم بصفة طوعية، بعدما كانوا قد دخلوا بطرق سرية، بحسب بيانات رسمية لوزارة الداخلية.

وأفادت بثينة قراقبة بأن من "شروط إتمام إجراءات العودة الطوعية التي يتقدم إليها المهاجرون أن يتمتعوا بكامل خدمات الإعاشة والإيواء في فترة الانتظار". وتابعت: "سيكون مشروع الرعاية الإنسانية للمهاجرين مهماً جداً لضمان حقوقهم، وقد تمت مناقشة تفاصيله مع المنظمات ذات العلاقة، ولا سيما منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، وأبدتا تجاوباً كبيراً". كذلك، تطرقت إلى "توحيد الخدمات الأساسية للمهاجرين في النقاط الخمس التي سيتم تحديدها، حيث يمكنهم مخاطبة ممثلين عن المنظمات الشريكة في المشروع والحصول على المساعدة القانونية دون الحاجة إلى التنقل بين الإدارات".

وحول التكلفة الإجمالية لمشروع الرعاية الإنسانية للمهاجرين، أوضحت قراقبة أن التقديرات الأولية ستكون في حدود 60 مليون دينار، أي ما يعادل 20 مليون دولار على أن يمتد إلى خمس سنوات.

وتشهد تونس في الآونة الأخيرة تصاعداً مطرداً في تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو أراضيها، طامحين في العبور نحو أوروبا، خصوصاً باتجاه سواحل إيطاليا. ومنذ بداية العام الحالي، حاول 52 ألفاً و972 مهاجراً الوصول إلى السواحل الإيطالية، 92% منهم أجانب، كما جرى إنقاذ 4334 شخصاً وإحباط حوالي 3369 محاولة هجرة غير نظامية، بينما جرى تسجيل غرق 103 قوارب، وفق بيانات رسمية لوزارة الداخلية.

المساهمون