المغرب يعلن اقترابه من المناعة الجماعية

المغرب يعلن اقترابه من المناعة الجماعية

02 نوفمبر 2021
أكثر من نصف عدد السكان بالمغرب تلقوا جرعتين من اللقاح (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -

 

كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي خالد آيت الطالب، اليوم الثلاثاء، أن بلاده في حاجة إلى أقلّ من خمسة ملايين محصّن ضدّ كوفيد-19 حتى تتمكّن من بلوغ المناعة الجماعية المنشودة. وقال آيت الطالب، في خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي)، إنّه حتى اليوم، الثلاثاء، تخطّى العدّاد الوطني للتحصين 46 مليون حقنة لقاح استُخدمت في حملة التحصين الواسعة، لافتاً إلى أنّ العدد الإجمالي للمستفيدين على الأقلّ من جرعة واحدة بلغ 24 مليوناً و233 ألفاً و292 مستفيدة ومستفيداً، أي ما يزيد عن 64 في المائة من العدد الإجمالي للسكّان. ومن بين هؤلاء 22 مليوناً و97 ألفاً و957 شخصاً محصّناً بالكامل (أي بجرعتَين)، بنسبة تزيد عن 57.6 في المائة من العدد الإجمالي للسكّان (نحو 36 مليوناً و900 ألف نسمة)، إلى جانب مليون و434 ألفاً و692 مستفيدة ومستفيداً من الجرعة الثالثة التعزيزية.

وبخصوص الجدال الذي أثاره فرض السلطات "الجواز اللقاحي" لدخول الأماكن العامة والمطاعم والمقاهي، كشف آيت الطالب أنّ الجواز "لم يُعتمَد ليكون تقييدياً، بل بخلاف ذلك"، مشيراً إلى أنّ "هذه الوثيقة الرسمية سوف تؤدّي دوراً محورياً في السماح للأشخاص الذين تلقّوا لقاحاتهم باستئناف حياة شبه طبيعية". ورأى المسؤول المغربي أنّ المنطق الاحترازي يقتضي تخفيف الإجراءات على مجتمع المحصّنين الذين صاروا يشكّلون اليوم الغالبية العظمى بالبلاد، كذلك فإنّ اعتماده في هذه الفترة من العام يهدف إلى تحفيز الأشخاص الذين لم يتلقّوا لقاحاتهم المضادة لكوفيد-19 على الإسراع إلى تحصين أنفسهم بعد معاينة البطء الذي شاب الحملة في الآونة الأخيرة، وإلى الحماية من البؤر الوبائية التي قد تطفو من جديد، وإلى الاستعداد لفصل الشتاء الذي يعرف انتشاراً أكبر للموجات الفيروسية الجديدة.

وشدّد آيت الطالب على أنّ المعادلة الأساسية اليوم، في سياق خطورة وباء كورونا وتهديده الحقّ في الحياة، تتمثّل في أهمية التوفيق ما بين ضرورات حماية الصحة العامة وضمانات الحقوق، وأساساً تجنّب انتهاك الحقّ في الصحة الذي من شأنه أن يؤدّي حتماً إلى انتهاك باقي الحقوق.

وفي الإطار نفسه، أكّد آيت الطالب أنّ المغرب ليس في منأى عن انتكاسة وبائية أخرى، خصوصاً بعد التطوّر اللافت للوباء والتهديد الخطير الذي يُسجَّل بعدد من البلدان في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أنّ وزارة الصحة قرّرت اعتماد استراتيجية جديدة تهدف إلى توسيع حملة التحصين لتشمل فئات أخرى، في مقدّمتها المهاجرون السريون والأطفال البالغون من العمر أكثر من 12 عاماً والمتخلّى عنهم وغير المتمدرسين والأشخاص ذوو الإعاقة والاحتياجات الخاصة والأشخاص غير المحصّنين لأسباب طبية.

ويأتي ذلك في وقت سجّل فيه المغرب، اليوم الثلاثاء، استمراراً في المنحى التنازلي للإصابات والوفيات بكوفيد-19. فقد سُجّلت 260 إصابة جديدة، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات إلى 946 ألفاً و543 إصابة منذ تسجيل الإصابة الأولى في المغرب في الثاني من مارس/ آذار 2020، بحسب ما أوردته وزارة الصحة في نشرتها اليومية المخصّصة للرصد الوبائي. أمّا حصيلة الوفيات فارتفعت إلى 14 ألفاً و683 وفاة، مع تسجيل خمس وفيات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.