الطفل الفلسطيني الشهيد يزن الكفارنة.. هكذا حوله الاحتلال لهيكل عظمي

الطفل الفلسطيني الشهيد يزن الكفارنة.. هكذا حوله الاحتلال إلى هيكل عظمي

04 مارس 2024
+ الخط -

في اليوم الـ150 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، توفي الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة البالغ من العمر 10 أعوام، نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد وسط نقص كبير في الإمدادات الإنسانية من الغذاء والدواء.

ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، راح وزن يزن الكفارنة يتضاءل بصورة ملحوظة، لا سيّما بسبب شحّ المواد الغذائية الذي سُجّل في القطاع المستهدف. وبعد 10 أيام قضاها في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، لفظ الصغير أنفاسه الأخيرة بعدما تحوّل إلى هيكل عظمي.

وكان يزن الكفارنة يعاني من حالة مرضية مرتبطة بعمليتَي البلع والهضم منذ ولادته، وبالتالي لم يكن يستطيع إلا تناول أطعمة معيّنة مهروسة.

تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية كانت قد أفادت قبل قليل بأنّ 10 أطفال فلسطينيين توفّوا في الأيام الأخيرة بسبب سوء التغذية والتجفاف في مستشفى كمال عدوان الواقع في شمال قطاع غزة المعزول، وهو أمر كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد لفتت إليه أمس الأحد، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد 15 طفلاً في هذا السياق.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار، جلست والدة يزن على الأرض وهي تبكي، بعدما اجتاحها حزن عميق لفقدانها ولدها. لم تتوقّع هذه الأمّ الفلسطينية المكلومة أن يصل الأمر بها إلى هذه المأساة، بسبب انعدام الأمن الغذائي.

يُذكر أنّ صور يزن الكفارنة راحت تنتشر في الأيام الاخيرة، ولا سيّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد بدا فيها شاحباً جداً وأشبه بهيكل عظمي، إذ برزت عظام وجهه وجسده الهزيل تحت جلد رقيق.

وكانت عائلة يزن الكفارنة قد نزحت من شمالي قطاع غزة، بعد الأوامر التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء المنطقة، وتوجّهت إلى مدينة رفح الجنوبية مرغمةً.

يزن الكفارنة "عصفور في الجنة"

بعد أن ودّعت صغيرها، قالت والدة يزن لوكالة الأناضول: "فقدت طفلي اليوم بعد 10 أيام من إقامته في المستشفى بسبب سوء التغذية". وأضافت أنّ "خلال تلك الأيام، تدهورت حالته الصحية (...) حتى صار هيكلاً عظمياً".

وأشارت الوالدة إلى أنّ "يزن الآن عصفور في الجنة"، مؤكدة: "لم أكن أتوقّع أن تصل حاله إلى هذه المرحلة". لكنّها أفادت بأنّ "غذاء يزن لم يعد متوفراً. هو كان يعتمد على طعام مهروس يصعب الحصول عليه في ظلّ الحرب والحصار".

وطالبت والدة يزن العالم بأن "يلقي نظرة على واقع قطاع غزة وأطفاله ويرى كيف تغيّرت حياتنا".

وإذ تمنّت الوالدة أن يتغيّر الوضع في قطاع غزة إلى الأفضل، قالت إنّهم فقدوا يزن اليوم وسوف يفقدون مزيداً من الأطفال في الأيام المقبلة، إذ تمتلئ أقسام طبّ الأطفال في المستشفيات بحالات مرضية نتيجة الحرب وسوء التغذية.

بدوره، وبحزن بالغ، قال الوالد شريف الكفارنة: "فقدنا اليوم ابني الشهيد يزن الكفارنة بسبب نقص الغذاء". ولم يخفِ أنّه يعاني من "حالة نفسية صعبة بسبب فقدان ابني".

وناشد الوالد منظمة الصحة العالمية أن تلقي الضوء على حالات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

وعبّر والد يزن عن أمله بانتهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وبأن يتمتّع الأطفال بصحة جيدة ويتناولوا طعاماً مغذياً.

ووسط الحرب المدمّرة والحصار المطبق على قطاع غزة، تُطلق تحذيرات جادة في الآونة الأخيرة من "مجاعة حتمية"، ولا سيّما في شمال قطاع غزة حيث الجوع يتمدّد في ظلّ شحّ كبير في إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة

مجتمع

تتسع دائرة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية. وفيما تجرى مفاوضات مع متظاهرين لإزالة خيام، لجأت جامعات إلى الشرطة وتطبيق القانون..
الصورة
طالب الطلاب جامعاتهم بسحب الاستثمارات على الفور من أي مؤسسة تموّل الإبادة الجماعية في غزة (محمد البديوي/ العربي الجديد)

مجتمع

استمراراً للحراك الطلابي في الجامعات الأميركية، نظم طلاب من ثماني جامعات مخيماً جامعياً في جامعة جورج واشنطن، للاحتجاج على الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
الصورة
استدعت إدارة جامعة كولومبيا الشرطة بسرعة للتدخل ضد تظاهرات التضامن مع غزة (سبنسر بلات/ Getty)

مجتمع

يزداد التصعيد في الولايات المتحدة ضد احتجاجات الطلاب الجامعات الرافضين لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وشملت إغلاق أحرام جامعية واستدعاء الشرطة.
الصورة

منوعات

دعم المشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخيم الاحتجاج المتضامن مع الفلسطينيين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك مع الجامعات الأميركية الأخرى.