التلامس الجلدي مع الأمّ لتعزيز فرص نجاة الأطفال الخدّج

التلامس الجلدي مع الأمّ لتعزيز فرص نجاة الأطفال الخدّج

16 نوفمبر 2022
التلامس الفوري جلداً لجلد ضرورة للبقاء على قيد الحياة (جيل لهمان/ Getty)
+ الخط -

أفادت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، بأنّ التلامس الجلدي بين الأمّ ومولودها الجديد يؤدّي دوراً أساسياً في تحسين بقاء الأطفال الخدّج والصغار على قيد الحياة.

وقد أتى ذلك في مراجعة شاملة أعدّتها المنظمة لسياستها الداعية إلى استخدام الحاضنات، قبيل اليوم العالمي للولادات المبكرة الذي يحلّ غداً الخميس في السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني كما في كلّ عام.

وتمثّل الإرشادات الجديدة تحوّلاً كبيراً في توصيات الوكالة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بتوفير العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة.

وقالت المسؤولة الطبية في منظمة الصحة العالمية وطبيبة الأطفال كارن إدموند للصحافيين في جنيف إنّ السماح للأمهات أو غيرهنّ من مقدّمي الرعاية في البقاء قريبين من الأطفال الخدّج منذ البداية، من دون انفصال، يعزّز فرص بقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة.

وأكّدت أنّ "الاحتضان الأوّل مع أحد الوالدَين ليس مهماً فقط من الناحية العاطفية، لكنّه مهمّ جداً أيضاً لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة والنتائج الصحية للأطفال الصغار والمولودين قبل أوانهم".

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ الإرشادات الجديدة لكيفية التعامل مع الأطفال المولودين قبل انقضاء الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل أو بوزن أقلّ من 2.5 كيلوغرام تُطبَّق في كلّ الظروف. أضافت أنّه ينبغي توفير التلامس الفوري جلداً لجلد "حتى بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التنفّس"، شارحة أنّ هؤلاء "يحتاجون أيضاً إلى الاتصال الوثيق بأمّهاتهم منذ الولادة".

وكانت منظمة الصحة العالمية تعتمد سابقاً توصيات بضرورة وضع الأطفال حديثي الولادة الذين يقلّ وزنهم عن كيلوغرامَين عند الولادة في حاضنات. وتصف المنظمة ولادات الأطفال الخدّج بأنّها "قضية صحية عامة ملحّة"، إذ يولد 15 مليون طفل قبل الأوان في كلّ عام، وهو ما يمثّل واحداً من بين كلّ 10 ولادات.

ومع هذا التحديث، قدّمت المنظمة 25 توصية بشأن رعاية الأطفال الخدّج، الأمر الذي يعني 11 توصية جديدة منذ التحديث الأخير في عام 2015. وتغطّي الإرشادات أموراً، من بينها الرعاية الأولية والاهتمام بالخدّج في أثناء المرض، وتشدّد على أهمية الرضاعة الطبيعية لهؤلاء الأطفال.

وللمرّة الأولى على الإطلاق، تتضمّن الإرشادات أيضاً توصيات بشأن سبل التواصل ما بين أفراد الأسرة الواحدة، بما في ذلك دعوة لإقامة وحدات للعناية المركّزة يُتاح فيها بقاء الأم ووليدها معاً. وقد شدّدت إدموند على أهميّة إبقاء "الطفل على اتصال مباشر جلداً لجلد (مع أمّه) على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حتى لو كان الطفل في حاجة إلى (...) العناية المركّزة".

كما اقترحت الإرشادات للمرّة الأولى أيضاً زيادة الدعم العاطفي والمالي لمقدّمي الرعاية للأطفال الخدّج. وشرحت إدموند أنّ "حصول الوالدَين على إجازة من العمل أمر لا بدّ منه لمساعدة العائلات على رعاية الرضيع".

في سياق متصل، يحلّ اليوم العالمي للولادات المبكرة لعام 2022، غداً الخميس، ليؤكّد أنّ احتضان الوالدَين طفلهما المولود قبل أوانه هو علاج فعّال. وتدعو في خلاله الهيئات المعنية إلى نشر التوعية والحبّ، مشدّدة على أهميّة إتاحة التلامس الجلدي منذ لحظة الولادة. يُذكر أنّ تلك الوسيلة التي تُشجّع الجهات المعنيّة بالموضوع عليها، يُطلَق عليها أيضاً اسم "رعاية الكنغر". 

وتفيد بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بأنّ نحو 15 مليون طفل يولدون قبل أوانهم سنوياً، الأمر الذي يساوي تقريباً طفلاً واحداً من بين كلّ 10 أطفال حديثي الولادة. ويُعَدّ اليوم العالمي للولادات المبكرة (17 نوفمبر)، فرصة للفت الانتباه إلى العبء الثقيل الذي تتسبّب به الولادة المبكرة على الوالدَين والعائلات والأصدقاء والأطفال المولودين قبل أوانهم.

وهؤلاء الأطفال يكافحون بجهد من أجل البقاء والنجاة في خلال الأيام الأولى أو حتى الأشهر الأولى من حياتهم. وتُعَدّ الولادة المبكرة سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال دون الخامسة، إذ تكثر المضاعفات المرتبطة بها.

تجدر الإشارة إلى أنّ الولادة المبكرة تقطع فجأة مسار عملية تهيّؤ الوالدَين لدورهما الجديد أو لاستقبال فرد إضافي في عائلتهما. بالتالي، وبدلاً من الشعور بالرضى والسعادة، فإنّهما يجدان تفسَيهما خائفَين وقلقَين على صحة وليدهما الجديد وحياته.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون