احتجاجات على محاولات إفشال إدخال المساعدات إلى شمال غربيّ سورية

17 يوليو 2023
مساعدات غذائية مخزّنة بالقرب من معبر باب الهوى استعداداً لإدخالها إلى سورية (فرانس برس)
+ الخط -

أقامت منظمات إنسانية وطبية وخدمية، إلى جانب ناشطين مدنيين وإعلاميين وعاملين في الشأن الإنساني، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمالي محافظة إدلب السورية، الهدف منها التنديد بمحاولات روسيا لإفشال دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غربيّ سورية، والمطالبة بمواصلة إدخال تلك المساعدات لمساندة المدنيين القاطنين في تلك المنطقة، علماً أنّهم بمعظمهم نازحون من معظم المحافظات السورية.

وقالت ندى الراشد، عضو مجلس إدارة في منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) لـ"العربي الجديد"، في خلال مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية، إنّ "الهدف من الوقفة هو التعبير عن رفض السوريين تحكّم النظام السوري وروسيا بملفّ المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتذكير العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعواقب السلبية لذلك، وكذلك للمطالبة بعدم تسييس الملف، إذ لا يتوافر بديل للمساعدات الإنسانية عبر الحدود".

أضافت الراشد أنّ "الوقفة تأتي أيضاً للتأكيد أنّ ما يعيشه المدنيون من أزمة إنسانية في سورية هو انعكاس لغياب الحلّ السياسي وتجاهل المجتمع الدولي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وأشارت الراشد إلى أنّ "ثمّة دراسة قانونية تؤكد إمكانية إدخال المساعدات من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها من دون قرار لمجلس الأمن". وتابعت أنّ "سورية منطقة صراع، تخضع مناطق فيها لنفوذ دول، وروسيا طرف في الحرب على السوريين، فكيف يُسمَح لطرف في التحكّم بمساعدات تدخل إلى مناطق خارج نفوذه؟". وتكمل الراشد قائلة إنّ "في إمكان الأمم المتحدة الاعتماد على المنظمات المحلية التي أثبتت جدارتها، والتي تستطيع إدخال المساعدات من دون الحاجة إلى تفويض أممي عبر المعابر التجارية".

وشدّدت الراشد على أنّ "إرادة الحفاظ على أرواح ملايين السوريين وأطفالهم، لا بدّ من أن تكون هي المحرّك"، داعية إلى "التركيز على احتياجات السوريين ونزع الصبغة السياسية عن العمل الإنساني في سبيل توفير مزيد من الموارد وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم". وأكملت أنّه لا بدّ من أن تكون احتياجات السوريين "أولوية للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها، من دون الخضوع للابتزاز السياسي، بما يضمن استجابة سريعة وفعّالة للمجتمعات المتضرّرة".

من جهته، قال حمزة الجوجة، الناشط في الشأن الإنساني وأحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدف اليوم استنكار الفيتو الروسي ضدّ قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربيّ سورية عبر الحدود واشتراط موافقة النظام السوري، وهو كذلك استنكار لدور مجلس الأمن الهزيل الذي لم يستطع فرض قراره". أضاف أنّ "من الصعب علينا التفكير في حلول لقضية مثل هذه، ومن المفترض أن تكون الأمم المتحدة هي التي تجد الحلول المناسبة من دون تسييس قضية إنسانية مثل هذه القضية".

وعبّر الجوجة عن تخوّفه من أن تُحوَّل المساعدات عن مسارها "إن أُدخلت من طريق النظام السوري. فالوضع سيكون كارثياً على شمال غربيّ سورية"، لافتاً إلى أنّ "أكبر برهان على ذلك، المساعدات التي وصلت عقب زلزال فبراير/ شباط الماضي والتي وُزّعت على أشخاص غير متضررين (من الكارثة) أو بيعت في السوق السوداء في مختلف المحافظات السورية".

بدوره، قال الناشط محمد علوش لـ"العربي الجديد" إنّه شارك في الوقفة الاحتجاجية اليوم عند معبر باب الهوى، "إذ إنّ ذلك واجب إنساني على كلّ ناشط وعامل إغاثي ومدني". وأوضح علوش أنّ "معبر باب الهوى بالنسبة إلينا هو شريان الحياة الوحيد المتوافر لآلاف العائلات" في شمال غرب سورية.

المساهمون