إنجازات العمل باستراتيجية الإنتاجية الهادئة
إنجازات العمل باستراتيجية الإنتاجية الهادئة
من اللافت أن الأشخاص الناجحين يقترحون حل تخفيف المجهود المبذول أحياناً لتحقيق إنجازات، وهو أمر يتناقض، بحسب تقرير نشره موقع "بيغ ثينك"، مع تمسك كثيرين بفكرة الإلحاح على مواصلة استخراج القدرات الأكبر في العمل، حتى إذا بلغت درجة الاستنزاف.
اشتهر عالم الفيزياء الألماني ألبرت آينشتاين بكونه صاحب إنتاجية كبيرة في العمل، لكنه عمل فعلياً على دفعات، وكان لطيفاً مع نفسه. وقال مرة: "حين لم يكن عملي يسير على ما يرام، كنت أستلقي في منتصف اليوم وأحدق في السقف، وألاحق ما يدور في مخيلتي".
وهكذا كانت الخطوتان أو الخطوات الثلاث إلى الوراء وسيلة آينشتاين لاستخراج حصاد خياله الفائض بالأفكار الذي جعله عظيماً".
بدوره، تعمّد المؤلف الموسيقي النمساوي فولفغانغ أماديوس موتسارت إبطاء إنتاجه بعدما وجد أنه وضع أفضل مؤلفاته حين كان هادئاً جداً. وكتب: "تدفقت أفكاري بشكل أفضل وأكثر وفرة حين كنت أسافر وحدي في عربة أو أمشي بعد تناول وجبة جيدة، أو أثناء الليل حين لا أستطيع النوم".
ويمكن القول إن آينشتاين وموتسارت، وكلاهما موهبة بنسبة واحد من مليار، أدركا أن الطريقة الأكثر مثالية لتوجيه العقل نحو الإنتاج تتمثل في البحث عن المساحة والعزلة، لذا اعتنقا الهدوء، وسمحا لأفكارهما بالهبوط في الوقت المناسب، ما كرّس نهجاً مريحاً سمح أيضاً بقبولهما أن بعض الفشل ضروري على طريق النجاح.
ويستنتج علماء نفسيون وآخرون في الأعصاب أن النجاح يجب أن يلتقي مع "بقعة جميلة من الصعوبة" لصنع شيء مميز، ويقولون: "في الأيام الجيدة، قد يتحمل شخص معدل خطأ أعلى، وفي الأيام التي يشعر فيها بإحباط وتعب قد يفضل تجنب الخطأ تماماً. وربما كان آينشتاين وموتسارت أكثر استعداداً لتحمّل الخطأ من معظم الناس، ما يفسر بعض أسباب نجاحاتهم".
يضيفون: "ما يجعل الفشل ذات قيمة أنه يمنح الشخص معياراً موضوعياً لمعرفة الصعوبة المثلى. وربما من دون اللحظات التي حدّق فيها آينشتاين وموتسارت بالسقوف لكانا أقل نجاحاً عبر الزمن. وفي كل الأحوال، لم تكن هذه التذبذبات والانخفاضات في الأداء المهني والعمل مواطن خلل، بل مكونات أساسية للنجاح".
وانطلاقاً من واقع أن الانتكاسات ضرورية، يطرح السؤال نفسه حول كيفية إدارتها، أما جواب آينشتاين وموتسارت فهو عبر الفشل الجيد، فالتجربة تفيد بأن بعض الناس يفشلون أفضل من الآخرين... وينجحون.
