أسماء مشاكرة.. باحثة جزائرية تناهض الإبادة الجماعية في غزة

أسماء مشاكرة.. باحثة جزائرية تناهض الإبادة الجماعية في غزة

09 ابريل 2024
أطلقت أسماء مشاكرة مع علماء وباحثين عالميين حملة ضدّ الإبادة الجماعية في قطاع غزة (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "ساينستس فور بيس" حملة بقيادة الباحثة الجزائرية أسماء مشاكرة، تهدف لدعم وقف إطلاق النار في غزة وحقوق الفلسطينيين، رداً على الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.
- الحملة تدعو لوقف النار ومعارضة الاحتلال، مطالبة بمفاوضات لحل سياسي يعزز حل الدولتين ورفع الحصار عن غزة، مؤكدة على القيم الإنسانية والعدالة.
- تضم الحملة أكاديميين وعلماء من أكثر من 20 دولة، بما في ذلك شخصيات بارزة، لتوسيع الدعم العلمي والأكاديمي لحماية المدنيين وضمان حقوق الإنسان والكرامة.

في إطار مجموعة "ساينستس فور بيس" (علماء من أجل السلام) الهادفة إلى إنشاء مجتمع متخصّص من العلماء والباحثين الملتزمين بتعزيز العدالة والسلام في العالم، تنشط الباحثة الجزائرية أسماء مشاكرة المتخصّصة في الطب الحيوي والمقيمة في زيورخ شمالي سويسرا. وتنسّق الشابة الجزائرية، التي تعرّف عن نفسها بأنّها باحثة جامعية وكاتبة مهتمّة بالأمور السياسية والاجتماعية، حملة تحت عنوان "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية، وذلك من أجل دعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تستهدفه إسرائيل بحرب مدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وإسناد حقوق الشعب الفلسطيني.

وتوضح أسماء مشاكرة لـ"العربي الجديد": "بادرنا (عدد من العلماء) إلى إنشاء منصّة تهدف إلى بناء مجتمع علمي من أجل السلام"، شارحةً أنّ الحرب الأخيرة على قطاع غزة أتت محفّزاً لهذه المبادرة". وتشير إلى أنّ حملتهم "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!" تستعيد "شعاراً سبق أن رُفع ما بعد الحرب العالمية الثانية لمناهضة الإبادة الجماعية"، مشدّدةً على أنّ "الدرس الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية والمرتبط بجرائم الإبادة لا يشمل فئة بحدّ ذاتها فحسب، ولا بدّ من أن يكون ساري المفعول على الجميع".

ويؤكد النداء الذي أطلقته حملة "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!" أنّ "التشبّث الصارم بمبادئ إنسانيتنا، المستندة إلى القيم العالمية للحقيقة والعدالة، هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق". يضيف: "نؤيّد السلام العادل والدائم الذي يضمن للجميع الحقّ غير القابل للتصرّف في الحياة والكرامة الإنسانية. ونحثّ على وقف كامل وفوري لإطلاق النار لمنع وقوع مزيد من الخسائر المأساوية في أرواح الأبرياء"، ويشدّد "نحن نقف ضدّ الاحتلال والاستعمار غير الشرعيَّين".

بالنسبة إلى نداء الحملة، لا بدّ من "وقف التصعيد وإجراء مفاوضات جوهرية من أجل التوصّل إلى حلّ سياسي، وبالتالي تعزيز الظروف لحلّ عادل للدولتَين. كذلك نطالب برفع الحصار الفوري وغير المشروط (عن قطاع غزة). ونناشد كلّ الأطراف المعنية الالتزام بثبات بالقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، وضمان حماية المدنيّين وحقّهم في حياة كريمة". يُذكر أنّ 94 عالماً من مختلف دول العالم وقّعوا على نداء حملة "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!" حتى كتابة هذا التقرير.

وتقول أسماء مشاكرة لـ"العربي الجديد" إنّ النداء الذي يتبنّاه علماء من العالم "يحثّ على تسوية سلميّة تحترم حقوق الحياة والكرامة الإنسانية وتقرير المصير للفلسطينيين. لذا نعارض بشدّة الاحتلال والاستيطان غير القانونيَّين للأراضي الفلسطينية. كذلك يدعو إلى وقف فوريّ لإطلاق النار ورفع كامل للحصار (الإسرائيلي)". وتصف الباحثة الجزائرية الموقف الذي يتّخذه العلماء بأنّه "واجب أخلاقي في وجه الإبادة الجارية التي تطاول كلّ مظاهر الحياة، بما في ذلك الأرواح الإنسانية والبيئة والتعليم". وتوضح: "ما زلنا ندعو العلماء إلى الانضمام إلينا، فنحن نريد رفع سقف المطالب وتوسيع اللجنة العلمية للنداء".

وتبيّن أسماء مشاكرة أنّ ثمّة عدداً مهماً من الأكاديميين، من أكثر من 20 دولة، انضمّوا إلى حملة "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!"، متبنّين النداء وقد وقّعوا عليه. ومن بين هؤلاء متخصّصون في القضية الفلسطينية، من أمثال العالم والناشط الأميركي نورمان فنكلشتاين الذي ألّف كتباً عدّة، من بينها "صناعة الهولوكوست"، والقانوني الأميركي فرانسيس بويل، وهو أستاذ في القانون الدولي وأوّل محامٍ فاز بقضية أمام محكمة العدل الدولية على أساس اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. ومن بين الموقّعين على النداء كذلك أكاديميون فلسطينيون، من أمثال البروفسور زيادة مدوخ، وهو عميد كلية اللغة الفرنسية في جامعة الأزهر في قطاع غزة التي نسفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في خلال عدوانه الأخير، إلى جانب البروفسور وائل حلاق (من أصول فلسطينية) من جامعة كولومبيا الأميركية المتخصّص في دراسات القانون الإسلامي.

تجدر الإشارة إلى أنّ أسماء مشاكرة تتشارك عملية تنسيق حملة "لن تتكرّر مطلقاً لأيّ كان!" مع الأكاديمي الشاب زكاري فوستر، في "مركز الأمن والأعراق والحقوق" التابع لجامعة "روتجرز" في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يعرّف عن نفسه بأنّه "مؤرّخ فلسطين".

المساهمون