أب فلسطيني يودع طفلته الشهيدة في رفح: "الكل سيشتاق لك"

أب فلسطيني يودع طفلته الشهيدة في رفح: "الكل سيشتاق لك"

21 ابريل 2024
فلسطينيون يودعون شهداءهم في مشرحة النجار، 20 إبريل 2024(عبد الرحمن خطيب/الأناضول/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأب الفلسطيني أحمد برهوم يودع ابنته آلاء البالغة من العمر 5 سنوات، التي قتلت في قصف إسرائيلي على رفح، معبرًا عن حزنه العميق وسط مشاهد مؤلمة في مستشفى أبو يوسف النجار.
- الغارة الإسرائيلية على منزل عائلة رضوان في تل السلطان برفح تسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وتدمير المنزل بالكامل، في حين تستمر إسرائيل في حربها على غزة.
- إسرائيل تواصل عدوانها على غزة، مخلفة أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، بالرغم من قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ومثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

"حبيبتي يا بابا، الكل راح يشتاق لك"، بهذه الكلمات ودّع الأب الفلسطيني أحمد برهوم، ابنته الوحيدة آلاء (5 سنوات) التي قتلت جراء قصف إسرائيلي في مدينة رفح، في ظل ادعاءات الاحتلال بأن المنطقة "آمنة". وداخل مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوبي القطاع، يحتضن الأب الفلسطيني جثمان طفلته ويقبلها بحرارة وشوق، وهي ملطخة بالدماء قبل أن توارى الثرى في مقبرة المدينة. ووسط جو من الحزن والألم، لا يستطيع الأب أن يفارق ابنته، حيث يقبل جبينها بقلب مثقل بالأسى والحنين، يرافقه مئات الفلسطينيين الذين يشاركونه في الألم ويقدمون له العزاء.

وهم "المنطقة الآمنة" في رفح

وكانت صدمة الأب مزدوجة، حيث لم يفقد طفلته فقط، بل أيضًا شريكة حياته روان، ووجد نفسه فجأة وحيدًا يسترجع في مخيلته ذكريات جميلة قضاها معهما قبل أن تأتي غارة إسرائيلية تنهي حياتهما. وتمثل الذكريات كل شيء للأب برهوم، إذ كانت لحظات السعادة والحب والأمل تملأ حياته، ولكن الآن تبدو هذه الذكريات كأنها أشلاء مبعثرة من ماضٍ لم يعد موجودًا.

والجمعة، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتها على منزل لعائلة رضوان في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث كان العشرات من النازحين يعيشون داخله، بما في ذلك الأطفال والنساء، وأسفر الهجوم عن استشهاد تسعة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة العشرات وتدمير المنزل كليًّا.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، الجمعة، انتشال 9 قتلى، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة رضوان في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وفي داخل مستشفى أبو يوسف النجار، يودع عشرات الفلسطينيين أقاربهم الذين كانوا ضحايا الغارة الإسرائيلية في مدينة رفح، التي زعمت إسرائيل أنها آمنة.

جثامين الشهداء في مستشفى النجار

وعلى أرض المستشفى، تتناثر جثامين أطفال ونساء، ويقف أحباؤهم بجانبهم يودعونهم بألم وحزن عميقين، منهم من ينظر إلى أجسادهم الباردة بعيون منهكة بالدموع، ومنهم من يقبل جباههم لآخر مرة، وآخرون يحتضنونهم بحنان في الوداع الأخير. ويقول الأب برهوم خلال نظرة الوداع لطفلته: "حبيبتي، يا بنتي، الكل راح يشتاق لك"، مضيفًا: "الأطفال نائمون بالبيت، لا يعملون شيء، بيت آمن في منطقة كلها نازحون، ونحن نازحون أيضًا من منطقة ثانية".

وعلى مقربة من جثامين الشهداء الملطخة بالدماء، تلقي الطفلة رنا زقوت (12 عاماً) نظرة الوداع على شقيقها وشقيقتها اللذين قتلا في الغارة الإسرائيلية نفسها، قائلة: "كنا نائمين فجأة استيقظنا لنجد البيت قصف، واعتقدت أنني في حلم". وتضيف: "أخذوني إلى المستشفى كنت مصابة، وتم تقديم العلاج لي، وهناك أخبروني أن عائلتي عدد منهم استشهد من بينهم أخي وأختي".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون