"من الغلابة إلى الغلابة".. مبادرة لتوزيع إفطار رمضان على فقراء غزة

"من الغلابة إلى الغلابة".. مبادرة لتوزيع إفطار رمضان على فقراء غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
07 ابريل 2022
+ الخط -

دفعت الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، التي تمرّ بها شريحة واسعة من الأسر الفلسطينية، أحمد أبو ضلفة وشقيقه وخاله لإطلاق مبادرة مختصة في طهي الطعام وتوزيعه على الأسر الفقيرة في قطاع غزة خلال شهر رمضان.

واعتاد أحمد أبو ضلفة وشقيقه يحيى وخاله جمال على طهي الطعام خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتوزيعه على الأسر والأطفال الفقراء في منطقة حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأيضاً للمحتاجين الذين يتوافدون من مناطق متعددة في القطاع.

ويعمل الثلاثة بشكلٍ تطوعي في مبادرتهم التي اختاروا لها اسم "من الغلابة إلى الغلابة"، معتمدين على التبرعات المالية التي يُقدمها المقتدرون مالياً في عملية طهي الطعام، أو حتى التبرعات العينية، كالخضراوات واللحوم، لطهي وجبات الإفطار والتي عادةً ما تكون من الأطباق المشهورة شعبياً في القطاع.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويبدأ أبو ضلفة وشقيقه وخاله في عملية طهي الطعام، يومياً، بعد منتصف النهار، استعداداً لمرحلة التوزيع التي تبدأ بعد ساعات العصر الأولى، حيث يتوافد الكثير من الأطفال والفقراء للحصول على وجبات الطعام بشكل مجاني.

ولا تستغرق عملية التوزيع، عادةً، وقتاً طويلاً، إذ تنتهي خلال فترة وجيزة، حيث يتسابق الكثير من الأطفال الفقراء للحصول على وجبات الطعام التي تتنوع بين "العدس" أو "البامية" و "الملوخية" أو "الفاصوليا" أو غيرها من أصناف الطعام.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

يقول أحمد أبو ضلفة، لـ"العربي الجديد"، إنّ بداية مبادرتهم كانت قبل سنوات بإعداد وجبة "العدس" للفقراء، حيث جرى جمعه من قبل سكان الحي، لتكون باكورة المبادرة التي حافظت على استمرارها رغم التحديات والعقبات.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويوضح أنه يبدأ في عملية تحضير الطعام يومياً مع ساعات الظهر الأولى، من أجل كسب الوقت قبل توافد الأطفال والفقراء إلى المكان الذي يقوم فيه بتحضير وجبات الطعام، والذي عادة ما يكون في وقت مبكر وقبل عدة ساعات من أذان المغرب.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويعمل القائمون على هذه المبادرة الذاتية على طهي الطعام في قطعة أرض محدودة الحجم تابعة لأحد السكان في المنطقة بحي الشجاعية، إذ يمنحهم إياها في كل عام من أجل طهي الطعام وتوزيعه على الأسر الفقيرة.

ويشير أبو ضلفة إلى أنّ عدد الأسر التي تستفيد من مبادرته يتراوح ما بين 150 إلى 200 أسرة جميعها من الأسر الفقيرة، فيما لا يقتصر وجودهم الجغرافي على حي الشجاعية فقط، بل يمتد ليشمل مناطق عدة في القطاع.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويتزامن شهر رمضان الحالي مع أزمة كبيرة على صعيد السلع والمواد الأساسية والتموينية في القطاع نتيجة ارتفاع أسعارها بصورةٍ غير مسبوقة، ما يفاقم الأوضاع المعيشية والاجتماعية للسكان في ظل اعتماد 80% منهم على المساعدات والإعانات الإغاثية.

في موازاة ذلك، يقول جمال أبو ضلفة، لـ"العربي الجديد"، إنّ نقص الإمكانيات والمعدات يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لهم في مبادرتهم، إذ اعتمدوا خلال السنوات الماضية على طهي الطعام باستخدام حطب الأشجار قبل أن ينتقلوا إلى الغاز.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويبيّن أنّ عملية اختيار وجبات الطعام اليومية خلال شهر رمضان مرتبط بما يقدمه المتبرعون، وهناك حرص على عدم الحصول على أموال والاقتصار على توفير المواد الخام اللازمة لطهي وجبات الإفطار للأسر الفقيرة.

الصورة
طهي الطعام للفقراء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
(عبد الحكيم أبو رياش)

ويطمح أبو ضلفة إلى أن تتحول مبادرتهم إلى تكية تعمل على توفير الطعام للأسر الفقيرة والمحتاجة، في ظل تردي الحالة المعيشية والاقتصادية للسكان وارتفاع معدلات الفقر في صفوف أهالي القطاع.

ذات صلة

الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن انتحار عشرة جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي بطرق مختلفة منذ بداية الحرب على غزة.
الصورة

مجتمع

فضت الشرطة الهولندية احتجاجاً طلابياً مؤيداً لفلسطين في جامعة أمستردام وسط مواجهات عنيفة شابها بعض أعمال العنف، الأربعاء، في اليوم الثاني على التوالي..
الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.

المساهمون