أوكرانيا: تجدّد المعارك في دونيتسك... وموسكو تحت الضغوط

أوكرانيا: تجدّد المعارك في دونيتسك... وموسكو تحت الضغوط

04 أكتوبر 2014
يسيطر الجيش الأوكراني على مطار دونيتسك (فرانس برس)
+ الخط -

تجدّدت المعارك في محيط مطار دونيتسك، شرقي أوكرانيا، بين الجنود الأوكرانيين والانفصاليين الموالين لروسيا، في وقت جددت فيه القوى الغربية دعواتها لموسكو إلى استخدام نفوذها لإنقاذ اتفاقات وقف إطلاق النار.

وغداة يوم من الهجمات والهجمات المضادة، أكد الجيش الأوكراني، اليوم السبت، أنه لا يزال يسيطر على المطار، وهو الجيب الوحيد الذي يتحكّم به منذ مايو/أيار الماضي في المدينة التي باتت تحت سيطرة الانفصاليين.

وقال أحد المقاتلين في صفوف الانفصاليين، إن "المعارك استؤنفت صباحاً". وأضاف: "إطلاق النار يأتي من مسافة أبعد"، الأمر الذي يشير إلى أن القوات الأوكرانية التي تؤمن غطاء للقوات المتحصنة في المطار أرغمت على الانكفاء باتجاه مدينة افديفكا على بعد حوالي 10 كيلومترات شمالاً.

وأكد المقاتل أن الانفصاليين لا يسيطرون على المطار، مضيفاً أن "المعارك متقطعة ولا تزال هناك جيوب مقاومة خصوصاً في الطوابق السفلية التي نحاول تطهيرها".

وقال رئيس وزراء "جمهورية دونيتسك" الموالي لروسيا، والمعلنة من طرف واحد، ألكسندر زاخارتشينكو، أمس الجمعة، إن المتمردين يسيطرون على 95 في المائة من المطار.

ووفقاً لبلدية المدينة، فقد دمّر القصف الذي تنفذه القوات الأوكرانية، ثمانية منازل في دونيتسك، موقعاً 11 قتيلاَ في صفوف المدنيين، في الأيام الماضي.

وفي ردود الفعل الدولية على مقتل موظف سويسري في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القصف على دونيتسك، دان مجلس الأمن الدولي بشدة الحادث، مطالباً بـ"تحقيق شامل ومعمق"، كما تبادل الطرفان مسؤولية إطلاق النار.

من جهتها، رأت منظمة العفو الدولية أن الجيش الأوكراني تسبّب في مقتل 10 مدنيين، الأربعاء الماضي، في دونيتسك، مشيرة إلى أن المتمردين "الذين ينشرون أهدافاً عسكرية في أحياء سكنية يتحملون أيضاً مسؤولية في ما حصل".

وقرر الانفصاليون أن ينظموا بعد ظهر اليوم السبت، احتفالاً شعبياً في وسط دونيتسك بمناسبة مرور ستة أشهر على إعلان "جمهوريتهم".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، عن "قلقه" لتصاعد أعمال العنف، ودعا موسكو والانفصاليين إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 سبتمبر/أيلول الماضي.

في المقابل، نفت موسكو اتهامات كييف والغربيين حول قيام قوات تابعة لها بالقتال إلى جانب الانفصاليين.

ورأى رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، أن على بلاده أن تفرض بدورها عقوبات على موسكو رغم العلاقات التجارية الوثيقة بين اقتصاد البلدين.

وقال مساء الجمعة "إذا فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات، فعلى أوكرانيا أن تحذو حذوهما".

وجاء كلام المسؤول الأوكراني في وقت دقت فيه الأوساط الاقتصادية في روسيا ناقوس الخطر بشأن عواقب الأزمة الأوكرانية. وذكر مكتب "يوريزيا غروب" الاستشاري، أن "حسابات الكرملين هي قبل كل شيء جيوسياسية وسياسية". وأضاف المكتب أن "كل الإشارات الآتية من الرئيس فلاديمير بوتين تدل على أن الحكومة الروسية مستعدة لمواجهة كل العواصف على الصعيد الاقتصادي لتحقيق أهدافها في اوكرانيا. وبهذا الصدد، هناك دعم كبير للرأي العام".

إلى ذلك، عبر الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوتشنكو، عن خيبة أمله من موقف الأوروبيين. وقال في مقابلة تنشرها، مجلة "بروفيل" النمساوية، يوم الاثنين المقبل، إن "بعض القادة الأوروبيين يؤيدون الآن عدم فرض عقوبات جديدة على روسيا".