جمعيات حقوق الانسان: توثيق بلا صدى

جمعيات حقوق الانسان: توثيق بلا صدى

22 سبتمبر 2014
اعتصام مناهض للعنصرية بحق السوريين في بيروت (أنور عمرو/Getty)
+ الخط -
شهدت الأيام الممتدة منذ انطلاق المعارك في عرسال شرقي لبنان وحتى ذبح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للعسكري اللبناني الثالث المخطوف لديها منذ شهر أغسطس/آب الماضي، تفاقم حالات الاعتداء ضد السوريين المقيمين في لبنان. يشير مدير المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان (لايف) المحامي نبيل الحلبي إلى "التحول الخطير في طبيعة الاعتداءات الموجهة ضد اللاجئين وتحولها لفعل ممنهج". وأحصت "لايف" خلال أسبوع واحد بعد معارك عرسال، 75 حالة اعتداء على اللاجئين السوريين، تضمنت الضرب بالسكاكين والطرد من أماكن الإقامة. أدخلت بعض الحالات إلى المستشفيات للعلاج، وتحول بعضها الآخر إلى عاهات مستديمة.

الاعتداء على القاصرين

تولي المنظمات الحقوقية أهمية خاصة للاعتداءات التي تطال القاصرين. وقد شهد لبنان خلال الأسابيع الماضية سلسلة اعتداءات، بينها حالتا قتل وثقتهما مؤسسة "لايف". وقعت الحالتان في مستشفى دار الأمل في بعلبك شرقي لبنان، بحسب الحلبي، الذي يُضيف أنه "بتاريخ 10 و29 آغسطس/آب الماضي أدخل طفلان سوريان (تحفظ الحلبي عن ذكر إسميهما) إلى مستشفى الأمل للعلاج نتيجة إصابات طفيفة طالتهم خلال قصف المخيمات في عرسال".
ويشير الحلبي إلى تعرض الطفلين للتعذيب أثناء التحقيق معهما من قبل جهات رسمية لبنانية: "قال أحد الطفلين لوالدته إنه يتعرض للتعذيب ما دفع بإدارة المستشفى إلى منعها من الدخول، حتى طلب إليها استلام جثة طفلها". وفي حالة ثالثة وثقتها "لايف"، فقدت عائلة الطفل محمد الأجرد من يبرود الاتصال بولدها أثناء نقله للعلاج من عرسال في سيارات الصليب الأحمر. وبحسب الحلبي "يقبع الأجرد البالغ من العمر 14 عاما في سجن الريحانية التابع للشرطة العسكرية" شرق بيروت.

التوثيق محدود

تمكنت المؤسسات الحقوقية المحلية في لبنان من إحصاء عدد قليل من الاعتداءات على اللاجئين والعمال السوريين في لبنان. يشير مدير مكتب مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في بيروت نديم حوري إلى سببين يؤثران سلباً في توثيق الاعتداءات: "الأول مرتبط باكتفاء السلطات المحلية في لبنان بالتعبير عن رفض الاعتداءات من دون مكافحتها وردع المعتدين، والثاني خوف السوريين المعتدى عليهم من رفع الدعاوى".

مقاومة العنصرية

في مقابل موجات العنصرية الممنهجة ضد السوريين في لبنان، حاولت جمعيات أهلية مكافحة هذه الظاهرة. ففي البقاع شرقي لبنان، أطلقت جمعية "مبادرات شبابية" سلسلة نشاطات مشتركة بين الطلاب اللبنانيين والسوريين. بحسب رئيس الجمعية نضال خالد، "عملت فرق الجمعية على تنظيم نشاطات رياضية وثقافية مشتركة بين الطلاب اللبنانيين والسوريين في عدد من مدارس محافظة البقاع". شملت النشاطات 1200 طالب لبناني وسوري تم دمجهم في فرق رياضية وفنية مشتركة، بهدف "دمج البيئتين". لكن خالد يشير إلى أن التجربة المناطقية "لا تستطيع أن تكسر حاجز المجتمع العنصري بالكامل، فلا يكفي نشاط رياضي لمدة ساعة في مكافحة العنصرية التي يعيش في ظلها الأطفال اللبنانيون والسوريين طوال الوقت".