معركة "فجر ليبيا" تبدأ والحكومة تلوّح بـ"المجتمع الدولي"

معركة "فجر ليبيا" تبدأ والحكومة تلوّح بـ"المجتمع الدولي"

13 يوليو 2014
بدأت العملية عند الساعة السادسة صباحاً (الأناضول/Getty)
+ الخط -
تسارعت الأحداث في ليبيا، بعد الانتخابات التشريعية في 25 يونيو/حزيران الماضي، وتطوّر الوضع الميداني بعد مناوشات عدة سابقة، الى أن انفجر صباح اليوم الأحد، في العاصمة طرابلس، في صورة مشابهة، لكن معاكسة لـ"عملية الكرامة"، التي أطلقها اللواء المتقاعد، خليفة حفتر في 16 مايو/أيار الماضي.

ومع بزوغ فجر الأحد، بدأت كتائب مسلّحة من مدن ليبية عدة، معركة طرابلس، وابعاد مؤيدي حفتر منها، في ظلّ تعثّر عملية تسليم المطار الى وزارتي الدفاع والداخلية. وفي غياب أي موقف رسمي ليبي حتى الآن، أعلنت خطوط جوية عدة، إلغاء رحلاتها المقررة من والى طرابلس.

بدأت في العاصمة، صباح اليوم الأحد، عملية "فجر ليبيا"، والتي تقودها كتائب مسلّحة من طرابلس، ومصراتة، والزاوية، وتاجوراء، وغريان، بغرض إنهاء سيطرة ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق"، على مرافق ومنشآت حيوية عدة.

وكانت الميليشيات، المؤلفة من ألوية وكتائب سابقة تابعة لنظام الديكتاتور الراحل، معمّر القذافي، قد ساهمت في قمع ثورة 17 فبراير بليبيا، وتواجدت في العاصمة، تحت قيادة ميليشيات "الزنتان"، وأعلنت تأييدها لـ"عملية الكرامة"، التي أطلقها اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، في بنغازي في 16 مايو/أيار الماضي. وأدّى تخوّف قادة الكتائب المسلّحة من احتمال قيامهما بانقلاب ضد المؤسسات الرسمية للدولة، الى بدء الهجوم الكبير.

وانطلقت العملية في تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلّي، حين توجهت مجموعة من الكتائب المسلّحة إلى مطار طرابلس الدولي وحاصرته من محاور عدة، وواجهت قنّاصة محترفين تابعين لكتيبة أمن المطار من الزنتان، فقصفوا مواقعهم بمدافع "106" الثقيلة.


من جهتها، هاجمت كتائب مسلّحة من مدينتي الزاوية، وجنزور، مقرّ معسكر اليرموك في منطقة صلاح الدين، جنوبي العاصمة، واشتبكت بعنف مع "القعقاع"، المسيطرة على مقرّ المعسكر. وأفاد شهود عيان بأن "كتائب فجر ليبيا اقتحمت المعسكر وسيطرت على أجزاء واسعة منه، وما زالت الاشتباكات دائرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة داخل المعسكر".

وعلم "العربي الجديد"، أن "مدينة الزنتان رفدت المقاتلين في طرابلس، بـ180 سيارة، محمّلة بمدافع ثقيلة، في محاولة لإنقاذ القعقاع والصواعق".
كما توجّه مسلحون إلى مقر جمعية "الدعوة الإسلامية"، الذي تسيطر عليه "الصواعق"، حيث تدور اشتباكات ضارية للسيطرة عليها.

في السياق، تأخر تعليق حكومة تسيير الأعمال التي يرأسها عبد الله الثني، بينما توقع أحد أعضاء "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان)، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، "عدم تبنّي المؤتمر أي قرار لدعم مسلّحي فجر ليبيا". واعتبر أن "العملية عبارة عن حراك ثوري، يهدف إلى إعادة الاعتبار إلى ثورة 17 فبراير". وبعد ظهر الأحد، أصدرت الحكومة بياناً هدّد "بدعوة المجتمع الدولي للتدخل". من جهتها، ألغت الخطوط الجوية التركية والإنجليزية، إلغاء رحلاتهما، اليوم الأحد، إلى طرابلس بسبب الاشتباكات، كما أغلقت مصلحة الطيران المدني الليبية، المطار أمام الرحلات الدولية والمحلية، بينما نقلت بعض شركات الطيران المحلية رحلاتها إلى مطار مصراتة، القريب من العاصمة.

يُذكر أن قادة الكتائب المسلّحة، لم يقتنعوا بإعلان "القعقاع" و"الصواعق" تسليم مطار طرابلس، ومقر جمعية "الدعوة الإسلامية"، ومعسكر اليرموك، إلى وزارتي الدفاع والداخلية، بسبب إعلانهما السابق عن التسليم، دون تنفيذه.

الى ذلك، يعقد وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا، اليوم الأحد، سلسلة اجتماعات تستمرّ يومين، في تونس، للبحث في مساعدة ليبيا على تأمين حدودها، ووضع مسودة للحوار الوطني بين مختلف الأطراف السياسية الليبية.

المساهمون