بلير وداء العظمة

بلير وداء العظمة

23 أكتوبر 2014
رأى البعض أن بلير أُصيب بداء العظمة (Getty)
+ الخط -

لم يخدم رؤساء وزراء في بريطانيا أكثر من عشر سنوات في التاريخ الحديث، غير اثنين فقط، هما: توني بلير (1997ـ2007)، ومارجريت تاتشر (1979-1990). أما ونستون تشرشل، فقد قاد البلاد لدورتين متلاحقتين، دامتا ثماني سنوات فقط.

وبالإضافة إلى كونهما خدما في نفس الفترة الزمنية، يعتبر الكثير من البريطانيين أن تاتشر وبلير من الشخصيات الأكثر جدلاً التي حكمت المملكة المتحدة، على الرغم من الاختلافات الشاسعة بينهما.

وفيما بات الجدل حول المرأة الحديدية يخفت شيئا فشيئا في أعقاب وفاتها في أبريل/نيسان 2013، تصاعدت وتيرة الانتقادات حول بلير في الآونة الأخيرة، ليس بسبب تعاظم الامبراطورية "البليرية"، التي بناها من خلال تقديم الاستشارات لحكومات وشركات عالمية، وإنما بسبب رفضه الاعتراف بأن غزو العراق في 2003، الذي شاركت فيه بريطانيا خلال فترة ترؤسه الحكومة، كان خطأً كارثياً.

وفي الآونة الأخيرة، دفعت تصريحات بلير حول العراق إلى إثارة حفيظة بعض السياسيين البريطانيين، إلى درجة أنهم أخذوا يتهمونه بالجنون. ومع أن بلير لا يأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد، ويرد عليها بتصريحات تهكمية، إلا أن ذلك لا يمنع سياسيين من التفكير بشكل جدي في الأسباب التي جعلت رئيس الوزراء السابق يتصرف على هذا النحو.

اليوم، وأمام مجلس العموم البريطاني، قال العضو المخضرم في حزب "العمال" البريطاني المعارض، الذي كان يتزعمه بلير، أوستن ميتشال، إن "أي رئيس وزراء يبقى في السلطة لفترة طويلة ينتهي به المطاف: إما إلى الإصابة بداء العظمة، أو بالانهيار العقلي".

واقترح ميتشال على مجلس العموم إجراء انتخابات عامة في البلاد كل ثلاث سنوات، بدلاً من خمس سنوات، كي يعطي للناخبين فرصة للتعبير بشكل أفضل عن وجهات نظرهم في زعماء الأحزاب السياسية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، اتهم عمدة لندن، بوريس جونسن، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بأنه "أُصيب بالجنون مؤخراً"، ونصحه بأن يبحث عن "علاج نفسي"، لأنه لا يعترف بأن غزو العراق، كان خطأً جسيماً.