هل اقتربت "نهاية" شيلدون أدلسون في إسرائيل؟

هل اقتربت "نهاية" شيلدون أدلسون في إسرائيل؟

13 نوفمبر 2014
يناقش الكنيست إغلاق "يسرائيل هيوم" المملوكة من أدلسون (Getty)
+ الخط -

يسلّط مشروع قانون، يناقشه البرلمان الإسرائيلي حاليّاً، ويفضي إقراره إلى إغلاق صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيليّة انتشاراً، الأضواء على الدور الكبير الذي يلعبه صاحب الصحيفة الملياردير اليهودي الأميركي، شيلدون أدلسون، في دعم اليمين الإسرائيلي وتعزيز فرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواصلة الحكم.
وينطلق نواب اليسار والوسط، الذين يطالبون بإغلاق الصحيفة، من أنّ أدلسون يمسّ بسوق الإعلام في إسرائيل ويضرّ بقدرة الصحف الأخرى على التنافس، بعد أن سمح بتوزيع "يسرائيل هيوم" مجاناً، في مسعى لضمان تحول هذه الصحيفة التي توصف بأنها "بوق" لنتيناهو، إلى أكثر الصحف انتشاراً.

ويشبّه النائب العمالي، إيتان كابل، الذي قدّم مشروع القانون، "يسرائيل هيوم" بصحيفة "البعث"، الناطقة بلسان نظام الحكم في سورية. ويعكس تحقيق بثّته قناة التلفزة الإسرائيليّة العاشرة، كيف أنّ ديوان نتيناهو، يتدخّل بشكل مباشر في السياسة التحريريّة للصحيفة. ويشير التحقيق إلى أنّ ممثلين عن الديوان، يناقشون مع إدارة التحرير طابع القضايا التي يجري التركيز عليها. ويستند معد التحقيق، رفيف دروكير، إلى مقابلات أجراها مع صحافيين خدموا في الصحيفة، ليؤكد أنّ الهدف الرئيس للمطبوعة هو الترويج لخطاب نتنياهو وتسويقه جماهيريّاً.

في الوقت ذاته، يُعتبر أدلسون، الذي كون ثروته الطائلة من خلال نوادي القمار في أرجاء الولايات المتحدة الأميركية، والكثير من دول العالم، المتبرّع الرئيس لحملات حزب الليكود الانتخابيّة. ولا يقتصر دور أدلسون على دعم الليكود، بل يتعدّاه إلى دعم مشاريع استيطانيّة وتهويديّة في الضفّة الغربيّة.
ويُعدّ أدلسون، أحد أبرز الداعمين لجامعة "أرئيل"، التي تعتبر أول جامعة تدشّنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967، ويتولى تمويل برامج تعليميّة فيها. وإلى جانب دعم اليمين، لا يتردّد أدلسون في دعم مشاريع "قوميّة"، تضعها مؤسّسة الحكم ضمن أولياتها.
وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، تبرّع أدلسون بمبلغ 17 مليون دولار لدعم برنامج الفضاء الإسرائيلي، وفي شهر أغسطس/آب الماضي، تبرّع بمبلغ 7 ملايين دولار لمؤسسة "ياد فشيم"، التي تُخلّد ذكرى اليهود الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية.

وفي موازاة ذلك كلّه، يبقى إسهام أدلسون الأكبر، دعمه الكبير لسياسة الحكومة اليمينيّة في الولايات المتحدة، من خلال الاستثمار في تمويل الحملات الانتخابيّة للحزب الجمهوري ومرشّحيه للرئاسة والكونغرس. ويذهب البعض في إسرائيل إلى الإشادة بالدور الكبير الحاسم لأدلسون في تحقيق الجمهوريين الفوز الكبير في الانتخابات النصفيّة، التي أجريت الأسبوع الماضي.
وفي هذا السياق، تكشف صحيفة "هارتس"، في عددها الصادر منتصف الشهر الماضي، تبرّع أدلسون بـ 100 مليون دولار للمرشحين الجمهوريين الذين تنافسوا على مقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب. وتنوّه الصحيفة إلى أن تحقيق أغلبيّة جمهورية يشكّل هدفه الأسمى.
وعلى غرار صديقه نتنياهو، يتأتى حماس أدلسون للجمهوريين، نتيجة تبنّيهم التلقائي سياسات الحكومة اليمينية في تل أبيب ودفاعهم عنها ومهاجمتهم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وممّا لا شكّ فيه، أن أدلسون يراهن من خلال دعمه الجمهوريين، على إملاء موقف إسرائيل على الإدارة الأميركية في قضايا عديدة، على رأسها الملف النووي الإيراني والموقف من الاستيطان والتهويد والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وسبق لأدلسون أن تبرّع بمبلغ 100 مليون دولار لحملة ميت رومي، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأخيرة، والذي زايد على اليمين، في تبنّي المواقف الإسرائيليّة خلال حملته الانتخابيّة.

ويجاهر أدلسون شخصياً بتبنّيه مواقف يمينيّة متطرّفة من الصراع مع الشعب الفلسطيني، ولا يتردد في التعبير عن رفضه قيم الديمقراطيّة. وتنقل صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر، يوم الاثنين الماضي، عن أدلسون، قوله في مؤتمر نظمته الجالية الإسرائيلية في الولايات المتحدة في واشنطن أخيراً: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، وهؤلاء (الفلسطينيون) كل ما يعنيهم هو إبادة إسرائيل، لذا يتوجّب على الدولة اليهودية أن تبني حول نفسها سوراً ضخماً لتأمين ذاتها".
أكثر من ذلك، يعتبر أدلسون، وفق الصحيفة، أنّه "لم يكتب في التناح أنّه يتوجب أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطيّة". وعلى الرغم من استثماره الضخم في مجال الإعلام، لكنّه يقرّ بكرهه الصحافة والصحافيين، إلا أنّ ذلك لم يمنعه من أن يعرض على الملياردير اليهودي الأميركي حاييم سبان، الذي تواجد في المؤتمر، أن يشتريا  صحيفة "نيويورك تايمز" لتكون تغطيتها للأحداث في الشرق الأوسط "متوازنة".
ومن الواضح أن أدلسون يسير على خطى عدد من المليارديرات اليهود الذين اختاروا التأثير على السياسات الإسرائيليّة من خلال التبرّع بأموالهم، من أمثال الملياردير الأميركي، أورفينغ ميسكوفيتش، المسؤول الوحيد عن تمويل أنشطة منظمة "عطيرات كوهنيم"، المسؤولة عن عمليات التهويد في القدس القديمة، والملياردير الأسترالي، يهودا جوتنيك، الذي يتولى تمويل الأنشطة الاستيطانيّة في مدينة الخليل.

المساهمون