العراق: اعتداءات إرهابية تؤشر على نشاط متصاعد لبقايا "داعش"

العراق: سلسلة اعتداءات إرهابية تؤشر على نشاط متصاعد لبقايا "داعش"

18 ابريل 2020
تشكيك بالإجراءات الأمنية على خلفية الهجمات (الأناضول)
+ الخط -
شهدت عدة مدن عراقية، اليوم السبت، سلسلة من الاعتداءات الإرهابية استهدفت قوات الأمن ومناطق مدنية، قالت السلطات في بغداد إنها تسببت بإصابات، واصفة إياها بالإرهابية، في إشارة إلى وقوف تنظيم "داعش" وراءها.

ووفقاً لبيانات متتابعة لخلية الإعلام الأمني العراقية، فقد أسفرت عدة هجمات في محافظة ديالى شرقي البلاد وقعت جميعها، نهار اليوم السبت، عن تسجيل إصابات في صفوف الأمن والمدنيين، وتفاوتت الهجمات بين تفجير عبوات ناسفة، وهجوم مسلح وتفجير منزل تم تفخيخه مسبقاً لدى دخول قوة أمنية لتفتيشه قرب بعقوبة، مركز محافظة ديالى، وأسفرت الهجمات بالمجمل عن إصابة 10، بينهم ستة أفراد أمن، منهم ضابطان، وأحدهم حالته غير مستقرة.

يأتي ذلك بالتزامن مع بيان منفصل لخلية الإعلام الأمني أكدت فيه سقوط صاروخَي "كاتيوشا" بالقرب من مقر شركة صينية تعمل بقطاع الطاقة في منطقة النهروان شرقي بغداد، موضحة أن الصاروخين لم يخلفا أي خسائر تُذكر.

وفي كركوك شمالاً، قال مسؤولون محليون إن قوات الأمن عثرت، ليل الجمعة – السبت، على عنصر بشرطة المحافظة مقتولاً ومرمياً على قارعة الطريق الرابط بين مدينتي داقوق جنوب كركوك، وطوزخورماتو، شمال محافظة صلاح الدين.

وأخيراً، في بيان منفصل جديد، قالت وزارة الدفاع العراقية، إنّ ثلاث قذائف "هاون" سقطت قرب مقر عسكري في قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار، دون تسجيل أي خسائر بشرية.

وبشأن تصاعد الهجمات والخروقات الأمنية في العراق، خلال الأيام الأخيرة، قال ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية، إنّ "الوزارة ترصد باهتمام تصاعد الهجمات، لا سيما في محافظتي ديالى وكركوك"، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "بقايا تنظيم داعش الإرهابي تستغل المناطق الرخوة أمنياً لشن هجمات متكررة".

ولفت المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن "الحل يكمن في تكثيف الجهد الاستخباري، بالتعاون مع سكان المناطق التي تشهد توتراً أمنياً، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات أمنية مركزة، تتمكن من الوصول إلى مخابئ عناصر التنظيم الإرهابي".

الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، اعتبر أنّ "عودة نشاط التنظيم بشكل متصاعد يؤشر على أنه استطاع إعادة ترتيب ما تبقى من عناصره ليكون أكثر تأثيراً، وقد يكون استغل الوضع الاستثنائي في العراق بسبب إجراءات جائحة كورونا، وتقليل عدد القوات المنتشرة وحظر التجوال لهذا الهدف؛ وهو تنظيم نفسه وإعادة التواصل بين عناصره الذين تشتت أغلبهم بعد تحرير آخر المدن التي كان يحتلها نهاية عام 2017 من سيطرته".

ويضيف الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أنه "على الرغم من أن جميع العمليات الإرهابية عبارة عن هجمات بطريقة اضرب واهرب، ومن خلال عبوات ناسفة أو رشقات بالهاون، إلا أنها قد تسجل مؤشراً خطيراً بشأن عمليات التنظيم الإرهابية".


ومضى قائلًا: "رغم أنّ العمليات قد تكون بعيدة عن داعش، لكن بشكل عام فإن وقوع هجمات في ديالى وكركوك وأقصى غرب الأنبار في وقت متزامن، يستدعي مراجعة جميع الخطط الأمنية ومحاسبة الضباط المقصرين".

وشدد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق، حاكم الزاملي، على ضرورة بدء الإصلاح في العراق من خلال معالجة وإصلاح المنظومة الأمنية، متهماً، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بعض الضباط بإطلاق سراح إرهابيين مقابل الحصول على أموال.

وتابع أنّ "الملف الأمني شائك ومتراكم ويحوي على فساد وترهل بالمناصب، وهناك تلاعب بالأموال واختلاسات كبيرة بعقود التجهيز والتسليح والاستخبارات والمتابعة"، داعياً إلى إعادة النظر وتقييم القادة والمسؤولين الأمنيين من خلال متابعتهم.

المساهمون