بن دغر يعود إلى عدن: الأزمات السياسية والخدماتية مستمرة

بن دغر يعود إلى عدن: الأزمات السياسية والخدماتية مستمرة

01 سبتمبر 2017
بن دغر: سنكون إلى جانب عدن (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
عاد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، إلى مدينة عدن، أمس الخميس، في وقت تتسع الأزمات التي تواجه اليمنيين في ظل الحرب، ولا سيما في ظل استمرار تأخر صرف الرواتب وانعدام الخدمات الأساسية فضلاً عن الخلافات السياسية التي تعصف بالعلاقة بين مسؤولي الشرعية من جهة، والتحالف العربي تحديداً الإمارات من جهة ثانية. 

وجاءت عودة بن دغر إلى عدن، التي كان قد غادرها قبل أسابيع، بعد يوم من أنباء تحدثت عن إلغاء عودة كانت مقررة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن، وتوجيه اتهامات للإمارات التي تسيطر على الوضع الأمني والعسكري بعرقلة عودة الرئيس. وأعلن بن دغر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التابعة للشرعية، أن "عملية صرف رواتب الجيش والأمن في مناطق الشرعية بدأت، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها بسبب شحّ الموارد وقلّة الإمكانيات، إلا أننا لن نيأس ولن نتراجع وسنكون إلى جانب عدن والمحافظات المحررة". وجاء الإعلان عن تسليم الرواتب بالتزامن مع سماح التحالف العربي بهبوط طائرة روسية تحمل دفعة من العملة اليمنية التي طُبعت في روسيا في مطار عدن. وكان المصرف المركزي قد اتهم التحالف بإلغاء تصريح الطائرة مرات عديدة، مما فاقم الأزمة في تلك المناطق.

وعلى الرغم من اعتبار "الشرعية"، الإعلان عن صرف رواتب العسكريين والأمنيين في عدن ومحيطها، انتصاراً لوعودها، إلا أن الخطوة في حقيقة الأمر، لا تشمل سوى المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى جانب التحالف، في حين أن الحكومة نفسها، كانت تطلق الوعود تلو الوعود بأنها ستسلم رواتب الموظفين في جميع محافظات البلاد، بما فيها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم.

وتشكل أزمة الرواتب، في البلد الممزق بالحرب والتدخلات الخارجية والأوبئة والأزمة الإنسانية "الأسوأ في العالم" بتوصيف بعض المنظمات الدولية، هماً أساسياً للمواطن اليمني. محمد، موظف يمني، قال في حديث مع "العربي الجديد": "كنا مع اقتراب كل عيد، نطالب بصرف مرتب إضافي أو تقديم مرتب شهر آخر، ليتسنى لنا تغطية نفقات العيد الأساسية؛ أما اليوم فقد تسلّمت نصف راتب". وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنه "إذا كنت تسأل عن العيد، فالأكيد ليس كما كان إلا بالإجازة فقط، تسلمنا نصف راتب، وهذا لا يغطي حتى الحد الأدنى مما يتطلبه العيد. أما بالنسبة لمتطلبات الأسرة والزيارات فهذا لم يعد من الممكن إلا لمن لديه مصادر دخل إضافية".

وتحول الملايين من اليمنيين إلى عداد المحتاجين وباتوا مهددين الوصول إلى "حافة المجاعة"، مع انقطاع رواتب أكثر من مليون موظف، منذ سبتمبر/أيلول 2016، في حين تتبادل الحكومة الشرعية والحكومة التي تألفت باتفاق جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها في حزب "المؤتمر"، الاتهامات بالمسؤولية عن الأزمة.



الموظفون في اليمن، هم فئة واحدة، من بين أغلبية فئات المجتمع اليمني المتضرر من الحرب والأزمات في البلاد. وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن "نحو 20 مليون يمني (من بين 27 مليون إجمالي سكان البلاد)، بحاجة إلى نوع من المساعدات. كما فقد عشرات إلى مئات الآلاف وظائفهم ومصدر دخلهم كنتيجة لآثار الحرب على الحركة العامة في البلاد، سياسياً واقتصادياً وغيرهما من المجالات".

وقبل أيام من دخول العيد، أكد سكان لـ"العربي الجديد"، أن "ارتفاعاً مفاجئاً بالأسعار طرأ على العديد من السلع الغذائية، خصوصاً المستوردة من خارج البلاد، ليضيف أعباء جديدة، على المواطنين، إذ كانت الأسعار قد ارتفعت بالفعل، بما يصل إلى الضعف أحياناً، خلال العامين الماضيين، ويزيد ارتفاعها أخيراً من وطأة الأزمة والتحديات التي تواجه الأسر اليمنية واحتفالها بعيد الأضحى".

وبينما تعيش البلاد على وقع انقسام يتجلى بوجود حكومتين إحداهما شرعية (توجد تارة في عدن وتارة الرياض)، فيما الثانية غير معترف بها ألفها الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة المخلوع علي عبد الله صالح، جاءت خلافات شريكي الانقلاب في العاصمة صنعاء لتزيد الأوضاع تعقيداً.
وفي السياق، شيّع الحوثيون وأنصارهم في صنعاء، أمس، بجنازة لافتة، ثلاثة من القتلى من مسلحي الجماعة المنتسبين لوزارة الداخلية، والذين كانوا قد قتلوا باشتباكات مع مسلحين من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، يوم السبت الماضي. وجاء التشييع الذي رافقه انتشار أمني لمسلحي الجماعة في صنعاء، بعد يوم من تشييع حزب صالح، للقيادي الذي قتل في الاشتباكات ذاتها، خالد الرضي. وتم التشييع بحضور صالح بعد أنباء عن وضعه قيد الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين. وشهدت صنعاء تصعيداً في الخلافات بين شريكي الانقلاب، وصلت أوجها في الأسابيع الأخيرة تخللتها اشتباكات محدودة في صنعاء، نجحت جهود وساطة قادتها قيادات في الطرفين باحتوائها، إلا أن التوتر مستمر.