الأوقاف الإسلامية في القدس: فقدنا السيطرة على الأقصى

مسؤولون في الأوقاف الإسلامية بالقدس: فقدنا السيطرة الكاملة على الأقصى

15 يوليو 2017
الاحتلال يواصل إغلاق الأقصى لليوم الثاني (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مسؤولو الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، اليوم السبت، فقدانهم السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وجميع مرافقه، مؤكدين أن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بات تحت السيطرة المطلقة لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل استباحته، حيث اقتحمت مرافقه ومقرات إدارة الأوقاف فيه ملحقة أضرارا فادحة بها. 

وجاء هذا الإعلان، الذي وصفه مراقبون بأنه خطير، ويعكس خطورة الإجراءات التي تنفذها سلطات الاحتلال هناك منذ أمس، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، شارك فيه أربعة من كبار رجال الوقف من الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف، ومجلس قاضي القضاة. وعقد المؤتمر في حي واد الجوز على مشارف البلدة القديمة من القدس التي أغلقها الاحتلال بالكامل ومنع وصول المشاركين فيه إليها.

وفي التصريحات التي أدلى بها المتحدثون، أكد الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، أن الاحتلال يسيطر على المسجد الأقصى الآن، وأن إدارة الأوقاف لم تعد لها أي سيطرة على ما يجري داخله، حيث يواصل الجنود المحتلون اقتحام المقرات وتحطيمها والعبث بمحتوياتها، في عدوان سافر هو الأخطر الذي يتعرض له منذ حريقه الشهير في عام 1969، في حين ما زال الاحتلال يعتقل عددا من حراسه.

ووصف الشيخ حسين ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأقصى بأنه مخالف لكل الشرائع والأنظمة والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن اتصالات تجري على أعلى المستويات لدى المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني العالمية للتدخل لوقف هذا العدوان، مؤكدا أن الأقصى ملك خالص للمسلمين وحدهم بجميع مرافقه وساحاته وقبابه والبالغة مساحته 144 دونما، وليس لغير المسلمين أي حق فيه.


بدوره، حذر الشيخ واصف البكري، نائب رئيس مجلس القضاء الشرعي، من خطورة ما قامت وتقوم به سلطات الاحتلال من عبث بالمقرات والمرافق الرسمية داخل الأقصى، ومنها المتحف الإسلامي، الذي يشتمل على كثير من السجلات والوثائق التاريخية، واصفا ما يجري بأنه استباحة قبيحة لمقدسات المسلمين واعتداء غير مسبوق تتحمل نتائجه وتبعاته سلطات الاحتلال.

أما الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، فتلا خلال المؤتمر بيانا باسم الهيئة استنكر فيه بشدة ما وصفه بـ"إجراءات الاحتلال الظالمة" ضد الأقصى، مؤكدا أن ما تم حتى اللحظة عدوان لطالما حذر مسؤولو الأوقاف منه ومن نتائجه.

وناشد صبري الأمتين العربية والإسلامية التدخل العاجل لإنقاذ الأقصى الذي يسعى الاحتلال إلى بسط سيطرته وسيطرة مستوطنيه عليه.

في حين دعا الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف، إلى الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، مؤكدا خطورة ما يجري، ومنددا بمنع الصلاة في الأقصى وإغلاقه في وجه المصلين.

وحث الشيخ سلهب الأردن على التحرك العاجل بعد أن باتت الأوقاف تفقد سيطرتها على المسجد بسبب إجراءات الاحتلال العدوانية فيه.

 

حماس تندد وتدعو للتصعيد

من جانبها، نددت حركة "حماس" بحادثة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وأكدت أنها تنظر بخطورة بالغة إلى إقدام الحكومة الإسرائيلية على إغلاق المسجد الأقصى، ومنع الأذان والصلاة فيه. 

واعتبرت في بيانٍ أصدرته، أنّ "هذه الجريمة تأتي استمرارًا للحرب الدينية التي يستهدف بها العدو شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، واصفة الإجراءات الإسرائيلية بـ"العدوان غير المسبوق على حقوق العرب والمسلمين في القدس والمسجد الأقصى". 

كما رأت الحركة أن إسرائيل تمهّد لفرض "وقائع جديدة ولتقسيم المسجد الأقصى"، محمّلةً الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات هذه الانتهاكات والجرائم". 

إلى ذلك، دعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى "تصعيد انتفاضة القدس المباركة والاشتباك مع العدو وقطعان المستوطنين على كافة محاور التماس مهما بلغت التضحيات".

كما دعت العرب والمسلمين إلى "الزحف" باتجاه السفارات الإسرائيلية، "نصرة للأقصى وللقدس ولفلسطين، وللضغط على هذا الكيان لوقف جرائمه وانتهاكاته". 

شكوى للأمم المتحدة

في غضون ذلك، قدم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (يتخذ من جنيف مقراً له)، شكوى إلى مُقرر الأمم المتحدة الخاص بحرية "الدين والمعتقد".


وطالب المرصد، في الشكوى، مقرر الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لفتح أبواب المسجد الأقصى، محذّراً من استفزاز خطوة الإغلاق للمشاعر الدينية للمسلمين. 

وجاء في بيان المرصد، الذي نقلته وكالة "الأناضول": "ندعو المقرر لأخذ انتهاك إسرائيل لحرية الدين والمعتقد بعين الاعتبار، وطرحها للتداول في مجلس حقوق الإنسان، واتخاذ كافة الخطوات لضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين في القدس". 

وأضاف "تأتي هذه الرسالة العاجلة وفقاً للحق الأساسي المكرّس في القانون الدولي لحقوق الإنسان في تمتع الجميع بحرية الدين والمعتقد، وعدم التعرض لدور العبادة الخاصة بهم تبعاً لهذا الحق". 

كذلك، أوضح المرصد أن هذه الشكوى تضع المقرر الخاص لحرية الدين والمعتقد "أمام مسؤولياته تجاه الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية". 

واعتبر أن إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين يعد "انتهاكاً صارخاً لحرية ممارسة العبادة في الأماكن المقدّسة".